واشنطن (زمان التركية) – منذ أن صادق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الجمعة الماضي، على ميزانية الدفاع بقيمة 738 مليار دولار، تنتظر تركيا حزمة عقوبات بسبب علاقتها مع روسيا.
ميزانية الدفاع الأمريكية التي صدق عليها ترامب، تنص على فرض عقوبات على روسيا، من خلال استهداف مشروع السيل التركي الذي يهدف إلى نقل صادرات روسيا من الغاز الطبيعي إلى أوروبا عبر الأراضي التركية، ومشروع سيل الشمال 2 الذي ينقل الغاز الطبيعي الروسي أيضًا من بحر البلطيق إلى ألمانيا.
العقوبات تنص على الحجز على ممتلكات وأموال الشركات والأفراد المالكين للسفن العاملة في تنفيذ المشروعين من خلال خط أنابيب على عمق 30 متر تحت سطح البحر، ومنع دخولهم إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
مشروع السيل التركي هو مشروع مد خطوط أنابيب لنقل الغاز من مدينة أنابا الروسية عبر البحر الأسود بطول 930 كيلو مترًا وصولًا إلى مدينة تراكيا التركية، ومنها إلى أوروبا، لنقل صادرات روسيا من الغاز الطبيعي إلى تركيا ودول جنوب وجنوب شرق أوروبا عبر شبكات التوزيع الروسية.
الاتفاقية بين موسكو وأنقرة الخاصة بالمشروع وقعت في 10 أكتوبر/ تشرين الأول 2016.
بحسب موقع وزارة الطاقة والموارد الطبيعية التركية، فإن خط الأنابيب يبدأ من روسيا عبر البحر الأسود، ويصل إلى السواحل التركية على البحر الأسود، ثم يكمل عبر الأراضي التركية. ومن المقرر أن يقوم الخط بنقل 15.75 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي الروسي إلى حدود اليونان وبلغاريا.
بالنسبة لمشروع السيل التركي، تقوم روسيا بتنفيذ وتشغيل الخطين الموجودين في الجزء البحري من المشروع المكون من جزء بحري وجزء بري. أما الجزء البري فيتم تنفيذه من خلال شركة خطوط الأنابيب ونقل البترول التركية (BOTAŞ).
أما الجزء البري الذي سيقوم بنقل الغاز الروسي إلى أوروبا من تركيا فسيتم تنفيذه من قبل شركة السيل التركي لنقل الغاز التي تم تأسيسها بالشراكة مناصفة بين تركيا وروسيا.
وزارة الطاقة والموارد الطبيعية التركية توضح أنه من المقرر أن يبدأ تشغيل الخط الأول الذي يوفر الغاز الطبيعي لتركيا بنهاية عام 2019.
ووفق العقوبات أيضا يحظر حصول تركيا على المقاتلات الأمريكية الأحدث F-35، بسبب امتلاكها منظومة الدفاع الجوي الصاروخية الروسية S-400.
القانون ينص على حرمان تركيا من الحصول على حقوق الملكية، والبيانات التقنية، وتلقي الدعم المادي، وكذلك حرمانها من دعم الصيانة اللازم للطائرات، وهي مزايا كانت تتمتع بها بصفتها مشاركًا في مشروع إنتاج المقاتلة F-35.
نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، ماهر أونال، علق على قرار العقوبات الأمريكية، خلال حوار مع قناة “سي إن إن” الأمريكية، قائلًا: “لا داعي للقلق، هذه ليست المرة الأولى التي تواجه فيها تركيا أمرًا كهذا”.
وأضاف أونال في تصريحاته: “من الخطأ أن نفكر في أنه سيتم توقيع عقوبات جديدة على تركيا، وأن الاقتصاد التركي في وضع صعب؛ فتركيا نجحت في تجاوز كل هذه الأزمات، وستتجاوز الأزمات التالية القادمة أيضًا. وستتجاوز تلك الأزمات بالتدابير التي اتخذتها”.
أما سفير تركيا في واشنطن سردار قليج، فعلق على العقوبات، قائلًا: “إذا كنتم ستقومون بأعمال في الشرق الأوسط، فإن تركيا هي الدولة التي ستحتاجونها بشكل أكبر؛ لذلك فإن الولايات المتحدة الأمريكية تحتاج إلى تركيا أكثر مما تحتاج تركيا إليها”.
–