إسطنبول (زمان التركية) – قال الخبير الاقتصادي التركي، البروفيسور دارون عجم أوغلو، إن الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تمر بها تركيا لم تنته كما يزعم بعض المسؤولين في الحكومة، مشددًا على ضرورة إجراء تعديلات اقتصادية واجتماعية في تركيا من أجل تجاوزها.
وقال عجم أوغلو الذي اختير كأفضل 10 اقتصاديين حول العالم: “المشكلات التي تواجه الشركات الموجودة في تركيا وكذلك البنوك في ميزانياتها. لم يتم معالجتها، وإنما زاد الأمر سوءًا؛ وذلك لأن قطاع الإنشاءات يعتبر مهما للغاية بالنسبة لتركيا وللبنوك، ووضعه -في الوقت الحالي- ليس جيدًا. أرى أن هذه الأزمة ستستمر لنحو عام أو عامين آخرين”.
وردا على حديث الرئيس أردوغان الدائم عن مؤامرات دولية تحاك ضد الاقتصاد التركي، قال: “حققت تركيا نموًا سريعًا في آخر 17 عامًا. ولكنه نمو مرتبط بقطاع الإنشاءات، فضلًا عن تفجر أزمة القروض داخل البلاد. لذلك نحن أزمة مستمرة. دخولنا في الأزمة ليس ناتجًا عن نظريات المؤامرة، وإنما ناتج عن استراتيجيات النمو التي اخترناها. نحن لدينا استراتيجية نمو غير شاملة”.
وأكد البروفيسور دارون عجم أن تركيا تحتاج إلى المزيد من الإنتاج لتجاوز الأزمة، قائلًا: “نحتاج لتحقيق نمو منتج في تركيا. زيادة الإنتاج في السنوات العشر الأخيرة صفر. نحاول أن نحقق نموا دون أن نحقق إنتاجًا، وهذا لن يحدث”.
كما علق عجم أوغلو على الأوضاع السياسية والاجتماعية، قائلًا: “لا يمكن أن يستمر الوضع السياسي والاجتماعي كما هو على هذا الحال. لا يمكنكم التعامل مع السياسيات الاقتصادية على أنها أمور هندسية. يجب أن يسير الوعي المجتمعي نحو الاتجاه الصحيح. لن يتحقق النمو الشامل من خلال منح بعض الشركات بعينها المزيد من القوة لتمكينها من العمل مع الدولة. يجب زيادة حريات المجتمع، وثقة المواطنين”.
ويحظي رجال الأعمال المقربون من النظام في تركيا، بالفرصة الأكبر في الحصول على المناقصات الحكومية.
وعلق دارون عجم على الحزبين الجديدين في تركيا بقيادة أحمد داود اوغلو وعلي باباجان، قائلًا: “يجب تحقيق تنظيم وتشكيل مختلف لتركيا، حيث إن الضرورات الاجتماعية والسياسية تقتضي ذلك”.
–