أنقرة (زمان التركية) – روى الصحفي فاتح آلتايلي، واقعة جمعته بالرئيس التركي، رجب أردوغان، خلال زيارته إلى مدينة سانت بطرسبرغ الروسية، خلال فترة توليه رئاسة الوزراء.
وذكر آلتايلي في مقال له بصحيفة (خبر ترك) أن أردوغان دعاه لأداء الصلاة معه غير أنه أبلغه أنه لا يعرف كيف يؤدي الصلاة ليجيب عليه أردوغان بقوله: “لا عليك. أنظر للسيد يكيت -بولوت، وهو مستشاره-. هو أيضا لا يعرف كيف يؤدي الصلاة لكنه يرافقني لأدائها”.
يشار إلى أن يكيت بولوت هو أحد المقربين من زعيم حزب الوطن اليساري المتطرف دوغو برينجك وكان ينتمي إلى التيار العلماني المتشدد وكان معارضًا شديدًا لأردوغان بحيث دافع دفاعًا مستميتا عن ضرورة إغلاق حزب العدالة والتنمية من قبل المحكمة الدستورية في 14 مارس 2008، بتهمة “فرض الحكم الإسلامي وممارسة نشاطات مناهضة للعلمانية”.
لكنه نجح في التقرب إلى أردوغان وأصبح يبدي مظاهر دينية على تصرفاته، إلى أن أصبح مستشارًا لأردوغان، ويرى كثير من الناس أنه ليس رجلاً متدينا ملتزما غير أنه يضطر إلى الصلاة مع أردوغان بموجب موقعه وتماشيًا معه.
وفيما يلي جزء من مقال الصحفي آلتايلي:
“قبل نحو ست سنوات وأثناء خريف عام 2013 ذهبنا مع أردوغان، وكان رئيس الوزراء آنذاك، إلى سانت بطرسبرغ. وبرفقته مجموعة من الصحفيين. كان الوفد المرافق لأردوغان وجزء كبير من الصحفيين المرافقين له يبحثون عن مسجد في المدينة التي يذهبون إليها ويذهبون لأداء الصلاة. كان أردوغان يرافقهم أيضا.
كنت أرافقهم. هم يحبون لعب الجولف، لهذا كانوا دائما ما يبحثون عن ساحة للجولف في المكان الذي يذهبون إليه. بدؤوا يبحثون عن جامع في سانت بطرسبرغ. أنا العبد الفقير إلى الله الذي لا علاقة له بهذه الأمور أبلغتهم أن هناك مسجدا رائعا بالمدينة ولاقى اقتراحي الجامع، الذي أقامه أمير بخاري في القرن العشرين، تقدير الزملاء الصحفيين الإسلاميين.
تقرر أداء الصلاة في هذا الجامع. لم يكن بإمكاني تجاهل هذا الأثر التاريخي المهم رغم عدم أدائي للصلاة. ذهبت برفقة الوفد إلى الجامع وخرجت إلى الحديقة بعدما تجولت داخله.
جلست على دكة في الحديقة برفقة أنيس بربر أوغلو الذي كان يشغل حينها منصب رئيس تحرير صحيفة حريت. في تلك الأثناء وصل أردوغان ووفده إلى الجامع ودخلوا سريعا إلى الحديقة. عندما رآني أردوغان في الحديقة ناداني وقال لي:” يا سيد فاتح ألن تصلي؟ تفضل تعال أنت أيضا”. حينها أجبته: لا أعرف كيف تؤدى الصلاة ولست على الوضوء. تقبل الله صلاتكم أنا أنتظر هنا على الدكة.
ضحك أردوغان وأجابني قائلا: “لا عليك. معرفة كيفية أداء الصلاة ليست شرطا. انظر للسيد يكيت. هو أيضا لا يعرف كيف تؤدى الصلاة لكنه يأتي معنا للصلاة”.
–