أنقرة (زمان التركية) – تناول مسئول في مؤسسة أبحاث تركية، تراجع شعبية حزب العدالة والتنمية الحاكم في الشارع بالفترة الأخيرة، متوقعا أن تذهب نسبة من الأصوات التي اختارت العدالة والتنمية إلى حزب المستقبل بقيادة رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود اوغلو، وحزب علي باباجان المنتظر الإعلان عنه.
المدير الاستشاري لمؤسسة “MAK” التركية للدراسات واستطلاعات الرأي، محمد علي كولات، قال إن نتائج استطلاعات الرأي الأخيرة توضح أن “25% من الناخبين الذين صوتوا لحزب العدالة والتنمية في انتخابات رئاسة الجمهورية في 24 يونيو/ حزيران، باتوا مترددين في قرار التصويت من جديد للحزب”.
كولات قال إن المترددين قد يقولون “لا”، في حالة عقد استفتاء على بقاء العدالة والتنمية في السلطة.
كولات تطرق أيضا في تغريدات عبر تويتر إلى الحزبان الجديدان في تركيا على الساحة السياسية، وقال إنه “من غير الممكن قياس نسبة الأصوات التي سيحصل عليها حزبا باباجان وداود أوغلو الجديدان” في حال عقد انتخابات، مشيرًا إلى أن الوضع بالنسبة لحزب العدالة والتنمية بات دراميًا مأسويًا.
وأعلن داود أوغلو عن تأسيس حزبه “المستقبل” يوم الجمعة الماضي، ومن المنتظر أن يعلن علي باباجان عن حزبه الجديد مطلع العام القادم، وفق ما كشف في حوار تلفزيوني.
كولات قال: “هذا الوضع الدرامي هو انهيار كبير! هل سيعود هؤلاء الناخبون مرة أخرى؟ أم سيذهبون للأحزاب الجديدة؟ سنرى ذلك في الفترة المقبلة”.
وأكد أن الاستطلاعات أوضحت أن 25% ممن قالوا “نعم” في استفتاء تحول البلاد إلى النظام الرئاسي سيقولون “لا”، في حالة تنظيم استفتاء حول الأمر مرة أخرى، مشددًا على أن التوجه للتصويت بـ”نعم” سيكون أكبر.
وأوضح أن نحو نصف الناخبين المؤيدين لحزب العدالة والتنمية، يرون أن شرط الحصول على 1+50% من الأصوات لانتخاب رئيس الجمهورية يهدد حزب العدالة والتنمية.
ويشار إلى أن هناك مساعٍ من حزب العدالة والتنمية لخفض النسبة المطلوبة إلى 40 بالمئة.
الخبير الاستراتيجي التركي الشهير، أروال مترجملار، اعتبر خلال مشاركته في لقاء تليفزيوني أن العمر الافتراضي لحزب العدالة والتنمية فى الساحة السياسية “انتهي”، وقال حزب العدالة والتنمية “من الأحزاب التي تظهر في ظروف معينة. ما تتميز به الأحزاب هذه هو أنها ما إن تختفي الظروف التي ظهر فيها، تذهب إلى مقبرة الأحزاب. أقولها اليوم، لقد انتهى عمر حزب العدالة والتنمية في السياسة التركية. من أين أفهم ذلك؟ من تحركات السيد أردوغان”.
وكان استطلاع رأي، لمؤسسة أوراسيا “Avrasya” توقع أن حزب العدالة والتنمية الحاكم، سيواجه الموت السياسي خلال عامين على الأكثر بعدما كشفت النتائج أن آمال الحزب في الانتخابات البرلمانية المقبلة “ضعيفة”، مشيرًة إلى وجود احتمالات قوية لانقسامه في الفترة بين 2020-2022.
وأشار متحدث باسم مؤسسة الأبحاث إلى أن مصير العدالة والتنمية سيكون مشابه لمصير حزب اليسار الديمقراطي (DSP) الذي لم يعد له أي وجود أو تأثير في الحياة السياسية التركية.
يذكر أن انتخابات الرئاسة في 24 يونيو/ حزيران 2018، حصل فيها الرئيس رجب أردوغان على 52.6% من الأصوات فقط، بينما حصل مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض على 30.6% من الأصوات، في حين حصل مرشح الحزب الكردي صلاح الدين دميرتاش على 8.4%، أما ميرال أكشنار فقد حصلت على 7.3% فقط من الأصوات.
أما الانتخابات البرلمانية التي أجريت بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية، فقد حصل فيها حزب العدالة والتنمية على 42.6% من الأصوات فقط، وحصل حزب الشعب الجمهوري على 22.6%، وحصل حزب الشعوب الديمقراطي على 11.7%، وحصل حزب الحركة القومية حليف حزب أردوغان على 11.1%، بينما حصل حزب الخير على 10% فقط من الأصوات.
–