إسطنبول (زمان التركية) – خلال برنامج تليفزيوني على قناة “Beyaz TV” المقربة من الحزب الحاكم أمس الاثنين، عبر كتاب موالون لحكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا عن مخاوفهم من الخضوع لمحاكمات إذا رحل الرئيس رجب أردوغان عن الحكم.
وعزز تلك المخاوف التطورات الأخيرة على الساحة السياسية، وظهور أحزاب جديدة، ما قد يقود إلى تغيير في النظام السياسي في تركيا التي سيطر عليه حزب العدالة والتنمية طيلة 17 عاًمًا.
الكاتب الصحافي جيم كوتشوك الذي شارك في اللقاء التليفزيوني أكد أنه في حال رحيل أردوغان، لن يتمكن أحد من الهروب من المحاكمة.
وقال جيم كوتشوك: “بغضّ النظر عمن سيأتي، سواء كان علي باباجان أو أحمد داود أوغلو، سيتم شن عمليات اعتقال سريعة، وستبدأ المحاكمات. وسيقومون باعتقال الدائرة المقربة من الرئيس أردوغان أولًا.. وكذلك سيصادرون وسائل الإعلام والشركات الاقتصادية القريبة من أردوغان. ومن جانب آخر سيتم إعادة المفصولين من العمل بقرارات حالة الطوارئ والإفراج عن المعتقلين”.
البرلماني السابق والقيادي في حزب العدالة والتنمية، محمد متين آر، قاطعه، قائلًا: “أي أننا نحن من سيكون أول المتضررين من رحيل أردوغان. يا الله لا تخيفنا، سنقلق ونخاف بعد هذه الكلمات.. لا تقل هكذا.. نحن أصلا فئة خائفة!”.
مقدم البرنامج لطيف شيمشك سألهما عما إذا كان الرئيس أيضًا قد يخضع للمحاكمة، فرد عليه كوتشوك، قائلًا: “لن تكون لديهم الجرأة على فعل ذلك مباشرة، ولكنهم سيبدأون بالدائرة المحيطة به. في هذه الحالة من سينقذ مليح جوكتشاك (رئيس بلدية أنقرة السابق)؟ من سينقذ متين آر؟ ومن سينقذ شامل طيار (نائب سابق من حزب أردوغان)؟ ومن سينقذني أنا”.
كوتشوك استطرد قائلًا: “الحكومة القادمة ستحصل على دعم الغرب.. دعم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.. ماذا سأفعل؟ نعم، أنا أعرف اللغة الإنجليزية. لنفترض أنني ذهبت إلى لندن. لكنهم سيعيدونني مباشرة إلى تركيا مرة أخرى خلال يومين. لن نحصل على حق اللجوء في الدول الغربية كما يحصل اليوم أعضاء منظمة فتح الله كولن أو حزب العمال الكردستاني”، على حد قوله.
ورد عليه متين آر: “أما أنا فلا أعرف اللغة الإنجليزية. فلا يوجد لدي مكان أذهب إليه!”.
Cem Küçük: Babacan seçilirse hepimizi yargılarlar. Mağdurları dışarı çıkarırlar. Tutukladılar Metiner'i; AB tepki mi gösterecek?
Metiner: Korkutma bizi. Zaten korkağız
Küçük: İngilizce biliyorum.Londra'ya gittim. İkinci gün beni iade ederler
Metiner:Ben İngilizce de bilmiyorum pic.twitter.com/h1mvADklYl
— Tr724 (@Tr724) December 16, 2019
واعتبر رواد مواقع التواصل الاجتماعي هذه التصريحات وإن جائت في إطار كوميدي، اعترافًا من أعضاء حزب العدالة والتنمية وأنصار أردوغان بالخروج على القانون، لذا يعبرون عن مخاوفهم من الاعتقال والمحاكمة لمجرد رحيل أردوغان وقدوم أي حكومة أخرى.
وفي مقال له قدم أحمد هاكان رئيس تحرير صحيفة “حريت” التركية، المعروفة بزعامتها للإعلام الموالي لحكومة حزب العدالة والتنمية، نصيحة لوسائل الإعلام التي قال إنه “ظهر عليها الخوف” من التطورات الأخيرة على الساحة السياسية، وظهور أحزاب جديدة.
رئيس تحرير”حريت” نصح وسائل الإعلام بعدم إظهار خوفهم، وأكد في مقاله يوم الأحد أن على ضرورة ألا تظهر وسائل الإعلام والصحف الموالية لحزب العدالة والتنمية خوفها من التطورات الأخيرة، وأشار إلى أن تجاهل تحركات رئيس حزب المستقبل أحمد داود أوغلو وعلي باباجان المنتظر أن يعلن عن حزب الجديد مطلع العام، سيجعلهم هم يشعرون بالارتباك، وكأنهم لا قيمة لهم.
وتعليقًا على حالة الخوف السائدة بين رجال أردوغان هذه الأيام، قال الكاتب والمحلل السياسي التركي محمد عبيد الله في تصريحاته لموقع “زمان التركية” إن هذا الخوف قد يكون حقيقيًّا، لكن يجب الأخذ بالاعتبار أن يكون عملية نفسية يمارسها رجال أردوغان على مؤيديهم من أجل إفزاعهم وبالتالي الدفع بهم إلى رصّ صفوفهم تجاه رياح المعارضة الداخلية التي تتمثل في حركة علي باباجان وأحمد داود أوغلو.
–