كيشيناو (زمان التركية) – أكد رئيس جمهورية مولدوفا، إيجور دودون، أنه سيناقش من نظيره التركي رجب طيب أردوغان، ملف اختطاف المواطنين الأتراك من بلاده وترحيلهم إلى تركيا بشكل غير قانوني، خلال زيارته أنقرة في نهاية الشهر الجاري.
إيجور دودون قال خلال مؤتمر صحافي، تعليقًا على زيارته المرتقبة لتركيا في 30 ديسمبر/ كانون الأول الجاري: “قبلت دعوة الرئيس التركي لزيارة أنقرة في 30 ديسمبر/ كانون الأول الجاري. يجري الآن تحديد برنامج الزيارة. ومن المنتظر توقيع عدد من الاتفاقيات المهمة بين البلدين”.
وأضاف دودون: “أنوي مناقشة أمر المعلمين المرحلين من بلادي مع الرئيس التركي، بناءً على طلب زوجة أحد هؤلاء المعلمين. جميع المعلمين المرحلين مواطنين أتراك”.
وكان جهاز الاستخبارات التركي اختطف 7 معلمين أتراك يعملون في مدرسة أورينت “Orizont” الخاصة في دولة مولدوفا، وتم تسليمهم إلى السلطات التركية بشكل غير قانوني. بعدها تم إعلان إصدار مذكرات اعتقال في حق المعلمين المختطفين.
الواقعة تسببت في موجة كبيرة من الجدل في مولدوفا، الأمر الذي دفع السلطات إلى فتح تحقيق حول الواقعة، أسفرت عن تحديد إقامة نائب رئيس جهاز الاستخبارات أليكسندرو بلطاجا لمدة 30 يوما، وإصدار قراربإبعدا رئيس إدارة الهجرة واللجوء عن منصبه ومنعه من مغادرة البلاد.
وكانت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان قضت في أغسطس/ آب المنصرم بانتهاك حقوق المدرسون الأتراك الذين تم اعتقالهم في مولدوفا.
والمدرسين السبعة كانوا يقيمون في مولدوفا منذ فترة طويلة، وبعضهم يقيمون هناك منذ 20 عاما، وانتقلوا إلى مولدوفا بطرق قانونية ووجدوا عملا هناك، وهو ما يجعل الترحيل غير قانوني.
واعتبرت المحكمة الأوروبية أن مولدوفا لم توفر أدنى مستويات الحماية للاتراك الخمسة، وأن إقدامها على ترحيلهم يخلو من أساس قانوني وقضت بانه وسيتوجب على مولدوفا تقديم تعويضات مادية بقيمة 28 ألف يورو لكل واحد من المرحلين.
وكان السفير التركي في مولدوفا اتهم في 2016 مؤسسات “أوريزونت” التعليمية حيث يعمل المدرسون الأتراك الخمسة، بالارتباط بحركة الخدمة التي تزعم الحكومة التركية أنه مؤسسها فتح الله كولن هو العقل المدبر لمحاولة الانقلاب في يوليو 2016، ليتم بعد ذلك في مارس 2018 إيقاف مدير مدرسة في شيسيناو واستجوابه حول ادعاءات بدعمه منظمات إرهابية.
وقدّم المدرسون في الشهر التالي طلبات لجوء، خشية أن يكونوا أهدافاً لعمليات انتقامية من تركيا بسبب مواقفهم السياسية.
وفي سبتمبر 2018، أوقفت الاستخبارات المولدوفية والتركية المدرسين السبعة، ونقلتهم إلى مطار كيشيناو، حيث أقلتهم طائرة مستأجرة خصوصاً لهذا الغرض إلى تركيا.
وأبلغت السلطات العائلات بقرار الترحيل والمنع من دخول الأراضي المولدافية ورفض طلبات اللجوء بعدما طرد المدرسون.
وبرر مكتب الهجرة واللجوء المولدوفي قراره بأن المدرسين يشكلون خطراً على الأمن القومي استناداً الى مذكرة سرية من الاستخبارات المولدوفية.
ورأت المحكمة الأوروبية أن السلطات المولدوفية تجاهلت الضمانات التي يمنحها القانون الداخلي والدولي للمواطنين الأتراك، وحكمت عليها بدفع 25 ألف يورو لكل منهم تعويضا لأضرار معنوية.
–