إسطنبول (زمان التركية) – شنت صحيفة “آيدنلك” الصادرة عن حزب الوطن اليساري، هجومًا على الرئيس رجب أردوغان، بسبب الإصرار على تنفيذ مشروع قناة إسطنبول، بالرغم من تكلفته الاقتصادية العالية، وتحذيرات الخبراء من الكوارث البيئية والزلازل التي قد تنجم عن المشروع.
صحيفة “آيدنلك” وصفت المشروع الذي يصر أردوغان على تنفيذه بأنه “خطأ استراتيجي”.
أوضحت الصحيفة أن المشروع يثير العديد من علامات الاستفهام حول مصدر الموارد المالية التي ستخصص للمشروع، ومدى تأثيره على الاقتصاد، وعلى اتفاقية المضايق.
هجوم الصحيفة، جاء بعد اشتعال التصريحات المتبادلة بين الرئيس أردوغان ورئيس بلدية إسطنبول الكبرى أكرم إمام أوغلو الذي أعلن رفضه القاطع تنفيذ المشروع.
ومع إصرار أردوغان على تنفيذ ما وصفه يوما ما أنه “المشروع المجنون”، في ظل تنامي الرفض لتنفيذه، أطلق عدد من الساسة والصحافيين والخبراء دعوات لإجراء استفتاء على تنفيذ مشروع قناة إسطنبول.
وأشارت “أيدنلك” إلى أن الخبراء المتخصصون في هذه المشروعات حذروا من التأثيرات السلبية للمشروع من الناحية العسكرية، والاستراتيجية، والاقتصادية، والبيئية، والتخطيط السكاني، لافتًة إلى أن حزب العدالة والتنمية يروج للمشروع على أنه سيكون ممر آمن للسفن التجارية، وسيعمل على حماية مضيقي البسفور والدردنيل، وسيحقق الربح لتركيا.
ويواجه مشروع قناة إسطنبول الذي يتبناه أردوغان أزمة في تدشينه، إذ يعترض عليه رئيس بلدية إسطنبول الكبرى أكرم إمام أوغلو المنتمي للمعارضة.
وقال أكرم أوغلو في تصريحات تحدى فيها الرئيس التركي: “الشعب ألغى هذا المشروع”، مؤكدًا أنه لن يقوم بالتصديق على تنفيذ مشروع يهدد مصالح الشعب والمواطنين، قائلًا: “لن نقول نعم على أي مشروع يعتبر خيانة لأهالي إسطنبول، يجعلنا نندم عليه غدًا”.
ومن المقرر أن يشهد الأسبوع الأول من شهر يناير/ كانون الثاني المقبل، عقد اجتماع مجلس بلدية إسطنبول الذي يهيمن عليه منتمون لحزب العدالة والتنمية لمناقشة مشروع قناة إسطنبول الجديدة.
ويقول خبراء جيولوجيا إن المشروع سيسبب كارثة بيئية لقربه من منطقة نشطة بالزلزال، مطالبين بإلغائه.
وقبل ثلاثة أيام قال أردوغان: “سنطرح مناقصة مشروع قناة إسطنبول المائية ونبدأ بتنفيذ المشروع في أقرب وقت”. وأضاف: “لم ولن نسمح لأي قوة بالحيلولة دون تحقيق تركيا أهدفها لعام 2023”.
الجدير بالذكر أن تكلفة مشروع حفر قناة إسطنبول ستصل إلى 16 مليار دولار في وقت يعاني الاقتصاد التركي من أزمة كبيرة ونقص في قيمة عملته الليرة أمام العملات الأجنبية.
وتعود بداية طرح فكرة مشروع قناة إسطنبول لعام 2011 عندما أعلنه الرئيس التركي رجب أردوغان، حينما كان رئيساً للوزراء لربط بحر “مرمرة” بالبحر “الأسود” في الشق الأوروبي من إسطنبول، على امتداد 45 كيلومترًا، بموازاة مضيق البوسفور.
وتقول حكومة العدالة والتنمية إن المشروع سيخلق مناطق جديدة قادرة على جذب السكان وتخفيف الضغط عن مضيق البوسفور، أحد أكثر مسارات سفن الشحن نشاطًا.
–