إسطنبول (زمان التركية) – بدأ رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو أولى لقاءاته وزياراته الرسمية، بعد أن أعلن تأسيس حزبه الجديد “حزب المستقبل” يوم الجمعة الماضي.
حزب المستقبل أعلن عبر حسابه الرسمي على “تويتر” أن رئيسه داود أوغلو تلقى اتصالا هاتفيا من زعيم المعارضة رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كيليتشدار لتهنئته بتأسيس حزبه الجديد.
كذلك تلقى داود أوغلو اتصالات هاتفية من كل من رئيس الحزب الديمقراطي جولتاكين أويصال ورئيس حزب الوطن الأم إبراهيم شلبي، لتهنئته على تأسيس حزبه.
حسب الأنباء المتداولة فقد تناول داود أوغلو وكمال كيليتشدار أوغلو آخر المستجدات في السياسة التركية، خلال المكالمة الهاتفية.
كما أعلن حزب المستقبل أن الرئيس السابق عبد الله جول أجرى اتصالًا هاتفيًا بداود أوغلو لتهنئته.
Türkiye Cumhuriyeti 11. Cumhurbaşkanı Sayın Abdullah Gül; Sayın Ahmet Davutoğlu'nu arayarak Gelecek Partisi’nin kuruluşu nedeniyle tebriklerini iletti. Türkiye gündeminin de ele alındığı görüşmede, taraflar karşılıklı iyi dilek ve temennilerini belirtti.
— Gelecek Partisi (@GelecekPartiTR) December 14, 2019
بينما لم يتلق داود أوغلو أي اتصالات أو زيارات من أحزاب المعارضة الخير القومي أو الشعوب الديمقراطي أو حزب السعادة، أو حزب الحركة القومية المتحالف مع أردوغان.
وكان الحزب قد قال في أول تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: “مرحبًا!”، مع وضع إشارة للأحزاب الرئيسية مثل حزب العدالة والتنمية وحزب الشعب الجمهوري وحزب الشعوب الديمقراطي وحزب الخير وحزب السعادة.
ومنذ أعلن رئيس الوزراء الأسبق، أحمد داود أوغلو، الجمعة، تأسيس حزبه الجديد بشكل رسمي، أطلقت وسائل الإعلام الموالية لحزب العدالة والتنمية سهام نقدها تجاه داود أوغلو.
الباحث محمد أبو سبحة، المتخصص في الشأن التركي، اعتبر أن حزب داود أوغلوا بمثابة ثورة تفجرت ضد سياسة أردوغان الإقصائية لجميع قيادات العدالة والتنمية، الذين عمل أردوغان في السنوات الخمس الأخيرة تحديدًا على تهميشهم، والقضاء على نفوذهم، ليتحول العدالة والتنمية إلى حزب الرجل الواحد”.
مجد شخصي
ووفقا لما يقوله الباحث المصري بات واضحا لجميع رفقاء أردوغان أنه يعمل لمجده الشخصي، غير آبه بمستقبل حزب العدالة والتنمية، وإنما يؤسس لضمان بقائه فوق قمة هرم السلطة، لذلك بات أقرب المقربين منه، أمثال عبد الله جول وأحمد داود أوغلو وعلي باباجان ألد أعدائه لمجرد أنهم انتقدوه بصوت عال، ذلك رغم ما قدموه خلال مسيرتهم السياسية وكان أردوغان أكبر المستفيدين منه.
وشدد على أنه لا يمكن القول أن حزب داود أوغلو ولا حتى حزب نائب رئيس الوزراء الأسبق على باباجان المنتظر الإعلان عنه، سيقضيان على حزب العدالة والتنمية، لكنهما بلا شك سيضعفان أولا من شعبيته المتراجعة في الشارع، ثم سيقوضان من سلطويته.
وأشار أبو سبحة إلى أن أبرز المستفيدين من ذلك فسيكون تحالف المعارضة التي يقودها الآن حزب الشعب الجمهوري، والذي أذاق العدالة والتنمية هزيمة مرة في الانتخابات البلدية الأخيرة، بعد نجاحه في الفوز بعدد من المدن على رأسها إسطنبول.
توازن سياسي
ولفت الباحث المتخصص في الشأن التركي، إلى أن الأتراك حاليا يبحثون عن متنفس للخروج من حالة القمع الأمني التي سيطرت على تركيا عقب انقلاب منتصف 2016، والأزمة الاقتصادية التي ضربت البلاد منتصف 2018، وتأسيس الحزبين الجديدين سيقوي شوكة المعارضة التي حجمها أردوغان خلال السنوات الماضية، وينتظر من وراء ذلك البدء في إحداث حالة توازن سياسي تقود للتخفيف من حدة ديكتاتورية نظام العدالة والتنمية، الذي بات فنائه مرتبطًا فقط بشخص أردوغان.
–
–