القاهرة (زمان التركية)ــ قال الباحث محمد أبو سبحة، المتخصص في الشأن التركي، إن الحزب الجديد بقيادة رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو يُنتظر منه البدء في إحداث حالة توازن سياسي تقود للتخفيف من حدة ديكتاتورية نظام العدالة والتنمية، ما يمثل دعما قويا للمعارضة التركية.
واعتبر أن إعلان داود أوغلو تدشين حزب (المستقبل) بمثابة “ثورة ضد سياسات أردوغان”، وأضاف أن ظهور حزب سياسي معارض لأردوغان من رحم الحزب الحاكم على يد أحد رؤساء العدالة والتنمية السابقين “يمثل إحراجًا كبيرًا لنظام الرئيس التركي؛ حتى وإن لم يحظى في البداية بتأييد شعبي كبير”.
وأكد محمد أبو سبحة في تصريحات لموقع ”صوت الدار”: حزب داود أوغلوا بمثابة ثورة تفجرت ضد سياسة أردوغان الإقصائية لجميع قيادات العدالة والتنمية، الذين عمل أردوغان في السنوات الخمس الأخيرة تحديدًا على تهميشهم، والقضاء على نفوذهم، ليتحول العدالة والتنمية إلى حزب الرجل الواحد”.
مجد شخصي
ووفقا لما يقوله الباحث المصري بات واضحا لجميع رفقاء أردوغان أنه يعمل لمجده الشخصي، غير آبه بمستقبل حزب العدالة والتنمية، وإنما يؤسس لضمان بقائه فوق قمة هرم السلطة، لذلك بات أقرب المقربين منه، أمثال عبد الله جول وأحمد داود أوغلو وعلي باباجان ألد أعدائه لمجرد أنهم انتقدوه بصوت عال، ذلك رغم ما قدموه خلال مسيرتهم السياسية وكان أردوغان أكبر المستفيدين منه.
وشدد على أنه لا يمكن القول أن حزب داود أوغلو ولا حتى حزب نائب رئيس الوزراء الأسبق على باباجان المنتظر الإعلان عنه، سيقضيان على حزب العدالة والتنمية، لكنهما بلا شك سيضعفان أولا من شعبيته المتراجعة في الشارع، ثم سيقوضان من سلطويته.
وأشار أبو سبحة إلى أن أبرز المستفيدين من ذلك فسيكون تحالف المعارضة التي يقودها الآن حزب الشعب الجمهوري، والذي أذاق العدالة والتنمية هزيمة مرة في الانتخابات البلدية الأخيرة، بعد نجاحه في الفوز بعدد من المدن على رأسها إسطنبول.
توازن سياسي
ولفت الباحث المتخصص في الشأن التركي، إلى أن الأتراك حاليا يبحثون عن متنفس للخروج من حالة القمع الأمني التي سيطرت على تركيا عقب انقلاب منتصف 2016، والأزمة الاقتصادية التي ضربت البلاد منتصف 2018، وتأسيس الحزبين الجديدين سيقوي شوكة المعارضة التي حجمها أردوغان خلال السنوات الماضية، وينتظر من وراء ذلك البدء في إحداث حالة توازن سياسي تقود للتخفيف من حدة ديكتاتورية نظام العدالة والتنمية، الذي بات فنائه مرتبطًا فقط بشخص أردوغان.
–