أنقرة (زمان التركية) – أبدى رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض، كمال كليجدار أوغلو، دعمه لدعوة رئيس الوزراء الأسبق، أحمد داود أوغلو، بالتحقيق في أملاك جميع المسئوليين السياسيين، وفي مقدمتهم الرئيس رجب أردوغان الذي اتهم عددا من القادة السابقين بحزبه على رأسهم داوود أوغلو بالاحتيال على بنك حكومي.
وكان أردوغان علق على أزمة جامعة “إسطنبول شهير” التي أسسها داود أوغلو وتم الحجز عليها مؤخرًا من قبل بنك خلق الحكومي، بالقول: “إنهم احتالوا على بنك خلق”، في إشارة إلى رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو، ونائب رئيس الوزراء الأسبق علي باباجان، ووزير المالية الأسبق محمد شيمشك.
وأكد كليجدار أوغلو أن تأسيس لجنة برلمانية للتحقيق في أملاك المسئولين الحكوميين أمر إلزامي من أجل الشفافية، وحتى يمارس البرلمان دوره المنوط به.
وفي حديثه مع موقع سوزجو أكد كليجدار أوغلو أن تركيا بحاجة شديدة إلى هذا للتخلص من الفساد، قائلا: “تصفية الحسابات السياسية من على حساب الجامعة وتزعم أردوغان -هذه الحملة- يعكس إهانة لهذه المؤسسات. أتساءل لو لم يكن داود أوغلو من بين مؤسسي هذا الوقف هل كانت تركيا لتشهد هذا النقاش؟”.
وأضاف كليجدار أوغلو أن “أردوغان كان ينقذ أنصاره من ديون البنوك والضوائق المالية حتى وقت قريب، مدللا على هذا بمنح بنك الزراعة إلى مؤسسة نكس ليفل، التي أسسها أحد أقاربه، وشراء مركز مالي في إسطنبول وإنقاذ ثلاثة مقاولين”.
واعتبر داود أوغلو أن هناك حملة لا أساس لها من الصحة تنفذ ضد جامعة إسطنبول شهير، مشيرًا إلى أن اتخاذ قرار الهجوم على الجامعة في اجتماعات لجنة اتخاذ القرار المركزي في أحد الأحزاب السياسية (في إشارة لحزب العدالة والتنمية) يكشف الأبعاد السياسية للحملة التي تتعرض لها الجامعة.
كما دعا إلى فتح تحقيق مع كل المسؤولين بداية من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وكافة المسؤولين في ملف البنوك الحكومية التي تمت خصخصتها وكافة المسؤولين أصحاب الصلة الذين مازالوا على قيد الحياة، لبيان صحة الادعاءات الخاصة ببنك خلق”.
كمال كليجدار أوغلو قال إنه ليس من الصائب استغلال الضائقة المالية التي تمر بها جامعة “إسطنبول شهير” والسعي للسيطرة عليها من خلال بنك حكومي مشددا على ضرورة حل المشكلة في إطار القانون.
وأكد كليجدار أوغلو أن دعوة داود أوغلو صائبة وفي محلها قائلا: “لو قبل أردوغان هذه الدعوة وحقق البرلمان الهدف الذي انشئ لغرضه.. فإننا كحزب الشعب الجمهروي سندعمها. فهناك حاجة لهذا من أجل التخلص من الفساد السياسي وتحقيق السياسة النظيفة”.
البرلماني مصطفى يانار أوغلو، المنشق عن حزب العدالة والتنمية، أعلن هو الآخر دعمه لداود أوغلو، فيما يتعلق بفتح تحقيق حول مصادر الأموال والممتلكات للرئيس والمسئولين في الدولة.
مصطفى يانار أوغلو، الذي كان نائبًا عن حزب العدالة والتنمية، رد على أردوغان من خلال تغريدة على تويتر، متسائلا: “لماذا التزمت الصمت لمدة أربعة سنوات، ثم تأتي اليوم لتتهم رئيس وزرائنا بل أشرف رئيس وزراء لنا باللصوصية!”.
وكان بنك “خلق” الحكومي التركي، قد أصدر قرارًا بفرض حجز على كافة أصول وممتلكات جامعة “إسطنبول شهير” التابعة لوقف العلم والفنون الذي أسسه أحمد داود أوغلو.
وتقول تقارير إن استهداف جامعة “إسطنبول شهير”، يأتي بسبب تبعيتها لـ”وقف العلم والفن”، الذي أسسه رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو، وذلك عقابًا له على سعيه لتأسيس حزب سياسي جديد بعد انشقاقه عن حزب العدالة والتنمية الحاكم.
إدارة جامعة “إسطنبول شهير” أصدرت بيانًا غاضبًا ضد قرار بنك خلق، وقالت: “الغرض من هذا التصرف ليس حماية مستحقات البنك التي لن تشهد أزمة في سدادها، وإنما الهدف هو جعل مؤسسة تعليمية ناجحة غير قادرة على مواصلة العمل” واتهمت الإدارة البنك في التعنت معها في قبول بدائل لسداد المدفوعات، في ظل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها تركيا.
ومن المقرر إلحاق جامعة إسطنبول شهير، بجامعة مرمرة، وفق ما كشف المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية عمر تشاليك، في تصريحات سابقة.
واعتبر تشاليك أن تصريحات بعض الأساتذة في الجامعة ومجلس إدارتها، سيست الأزمة قائلًا: “ستتحمل الجامعة الأخرى مسؤولية إدارة وتسديد ديون هذه الجامعة. وبهذا سيتم حماية الميراث الأكاديمي والعلمي للجامعة. نحن منزعجون للغاية من تسييس الأزمة. هذه التصريحات المستخدمة ضد رئيسنا وحكومتنا وحزبنا خاطئة تمامًا. ويجب شجبها”.
–