هطاي (زمان التركية) – عاقبت القوات المسلحة التركية ضابطين تركيين بالفصل من الخدمة بعد تحقيقات مع عدد من ضباط وقيادات بالجيش الثاني، بسبب التخلي عن إجلاء جثمان اثنين من العسكريين الأتراك في شمال سوريا.
وتعود الواقعة إلى فترة عملية “غصن الزيتون” العسكرية التي شنها الجيش التركي مع فصائل المعارضة السورية المسلحة على منطقة عفرين شمال سوريا في الفترة مطلع عام 2018، وأسفرت عن وقوع المنطقة تحت النفوذ التركي منذ مارس/ آذار 2018.
في اليوم الثالث من عملية غصن الزيتون التي انطلقت في 20 يناير/ كانون الثاني 2018، استشهد الملازم أول أوغوز كاغان أوسطه وضابط الصف محمد مراد داغي.
العسكريان سقطا في منطقة الاشتباكات مما أجبر القوات على عدم التدخل لنقل الجثمانين.
القوات المسلحة التركية فتحت تحقيقًات ضد الملازم أول بوراك ي. وضابط الصف مراد أ، على خلفية الواقعة المزعوم تقصيرهما فيها.
وفي تحقيق للمجلس الأعلى للنظام في قيادة القوات البرية، تم الاستماع لأقوال 13 من العسكريين المشاركين في “غصن الزيتون”، وخلص التحقيق إلى معاقبة الملازم أول بوراك ي، وضابط الصف مراد أ بالفصل من القوات المسلحة.
خلال التحقيق، أوضح العميد ك. ك.، قائد الفرقة الأولى من القوات الخاصة، في أقواله إنه أصدر تعليمات بالانسحاب بناءً على طلب من القوات الموجودة في منطقة الاشتباكات، مشيرًا إلى أن القوات انسحبت دون سحب جثمان الشهيدين.
أما الملازم الأول بوراك ي، فقد قال في أقواله: “استمرت الأمطار طوال الليل. ابتلت ملابسنا وتلطخنا بالوحل. بدأت أيادي وأرجل الأفراد تتجمد. استمرت الاشتباكات حوالي 4 ساعات ونصف. تراجع الحماس والعزيمة لدى القوات. الوحل تسبب في تعطل عدد من الأسلحة، مما أدى إلى تراجع قوتنا النيرانية. وأصبحنا في حالة لا يمكننا الرد على إطلاق النار”.
وأوضح أن قوات الدعم لم تتمكن من الوصول إليهم، قائلًا: “تم استهداف المركبة القادمة بصاروخ. ولم يتمكن فريق القوات الخاصة من الوصول إلينا”.
وأكد أنه حاول الوصول إلى جثمان الشهيدين ولكن النيران كانت على مسافة قريبة وكثيفة، مشيرًا إلى أنهم لم يتمكنوا من الوصول إلى الجثامين بسبب عجز القوات الخاصة وعناصر الجيش السوري الحر من الوصول إليهم لدعمهم.
ويأي ذلك بعد أن قضت محكمة تركية بولاية هطاي جنوبي البلاد، في 20 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي بحبس “دوزير كردي”، وقالت إنه ينتمي إلى حزب العمال الكردساتني، ومتهم بخطف جثتي الشهيدين التركيين الرقيب “محمد مراد داغي”، والملازم أول “أوغوز كاغان أوسطه”، اللذين استشهدا في هجوم في 23 يناير/كانون الثاني الماضي خلال عملية “غصن الزيتون”.