إسطنبول (زمان التركية) – حملة الانشقاقات لا تعرف طريق التوقف داخل حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، حيث لم تقتصر على قيادات الحزب فقط وإنما بدأت تضم الصف الثاني من الموالين للرئيس أردوغان أيضًا.
تقول تسريبات إن الكاتب الصحافي في جريدة “قرار” هاكان ألبيراق، المعروف بولائه الشديد لأردوغان وحزب العدالة والتنمية، سيكون بين الأعضاء المؤسسين في حزب داود أوغلو الذي أوشك على تأسيسه.
داود أوغلو كان قد أعلن استقالته من حزب العدالة والتنمية في 13 سبتمبر/ أيلول الماضي، مع عدد من أعضاء وقيادات حزب العدالة والتنمية، بعد أن تم تحويلهم إلى اللجنة التأديبية استعدادًا لفصلهم من الحزب. بعدها أعلن داود أوغلو تسريع وتيرة تأسيس حزبه الجديد الذي سيضم إليه عدد من الأعضاء السابقين والحاليين من حزب أردوغان.
معلومات مصدرها فريق داود أوغلو تتحدث عن أن الحزب الجديد سيتم الإعلان عنه خلال شهر ديسمبر/ كانون الأول الجاري، وسيكون بين أعضائه الصحافي المستقيل عن جريدة “قرار” هاكان ألبيراق.
هاكان ألبيراق كان قد أعلن في 29 نوفمبر/ تشرين الثاني المنصرم، مغادرته لجريدة “قرار” التي استمر في الكتابة لها ثلاث أعوام ونصف، حيث قال في آخر مقال له: “أصدقائي الأعزاء… أنا أنهي كتاباتي في جريدة “قرار” بسبب بعض المشاغل الجديدة”، مقدمًا إشارات إلى أنه سيبدأ في العمل السياسي.
يذكر أن ألبيراق كان قال في لقاء تليفزيوني، في صدد مدحه أردوغان: “لم أعد أحلم يا سيدي (أردوغان)، لأنك تحقق كل شيء قبل أن أحلم به”.
وكانت فاطمة بوستال أونسال، أحد مؤسسي حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، أن الاستقالات التي يشهدها حزب العدالة والتنمية الحاكم “تأخرت كثيًرا” وقالت إن لجوء أعضاء مستقيلن من الحزب الحاكم لتدشين أحزاب جديدة سببه انعدام الحلول للمشاكل التي طرحوها.
وأكدت أونسال أن تدشين الأحزاب الجديدة نجم عن انعدام الحلول، قائلة: “كان النواب يتناولون فيما بينهم المشكلات التي يشهدها الحزب. وأعلم أنهم كانوا يشعرون بالاستياء من الفوضى التي شهدتها تركيا خلال حالة الطوارئ المعلنة بعد الانقلاب الفاشل -في 2016-. وعند طرحهم المشكلات لا يجدون حلولا على أرض الواقع، وهو ما تسبب في حدوث انشقاقات. ومؤخرا استقال -النائب السابق- مصطفى ينر أوغلو من الحزب الحاكم لهذه الأسباب، لكن هذه الاستقالات لم تكن مفاجئة بل تأخرت كثيرا”.
وتتواصل موجات الاستقالات الجماعية في صفوف حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، منذ أعلن وزير الاقتصاد الأسبق علي باباجان في يوليو/ تموز الماضي استقالته، ومن بعده رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو.
تقارير النيابة العامة التابعة للمحكمة العليا، كشفت أن عدد أعضاء حزب العدالة والتنمية كان 9 ملايين و874 ألفًا و843 عضوًا في 6 سبتمبر/ أيلول الماضي، إلا أنه تراجع إلى 9 ملايين و816 ألفًا و987 عضوًا خلال الشهرين الأخيرين، بتراجع بلغ نحو 57 ألفًا و856 عضوًا.
وكان في العام الذي شهد المحاولة الانقلابية، عدد أعضاء حزب العدالة والتنمية، في أغسطس/ آب 2016 يبلغ 10 ملايين و719 ألفًا و234 عضوًا؛ إلا أن الأرقام الصادرة عن المحكمة العليا كشفت تراجع عدد أعضاء الحزب منذ أغسطس/ آب 2018 وحتى الآن بنحو 902 ألفًا و256 عضوًا.
وكشف علي باباجان الثلاثاء الماضي أن الإعلان عن حزبه الجديد سيكون في مطلع عام 2020 القادم أي في يناير/ كانون الثاني القادم، فيما كشف مقربون من أحمد داود أوغلو أن شهر ديسمبر/ كانون الأول المقبل سيشهد الإعلان عن حزب رئيس الوزراء الأسبق.
–
حزب العدالة والتنمية، تركيا، الحزب الجديد، استقالات من العدالة والتنمية، علي باباجان، أحمد داود أوغلو، فاطمة بوستال أونسال
–