أنقرة (زمان التركية) – قال رئيس حزب الوطن التركي، دوغو برينجاك، إن إدارة حزب العدالة والتنمية عاجزة بمفردها عن إخراج تركيا من مستنقع الديون والأزمة الاقتصادية، وأنه يمكن حل تلك المشاكل عن طريق حكومة ائتلافية يشارك بها أربعة أحزاب حليفة.
وفي كلمته خلال مؤتمر الثورة الإنتاجية في مدينة بورصا، تحدث برينتشك وكأنه رئيس الحكومة، حيث أكد أن حزب أردوغان غير قادر على إدارة المرحلة، لكن حل المشكلة لن يكون بإقصاء حزب العدالة والتنمية، مشيرا إلى أنهم سيشكلون حكومة قومية قائمة على الإنتاج.
وزعم برينجاك أن تركيا على حافة الثورة الإنتاجية.
ونصب برينجاك نفسه متحدثًا باسم أربعة أحزاب وقال: “أحزاب العدالة والتنمية والوطن والحركة القومية والشعب الجمهوري، التي تمثل القطاع الأكبر من المجتمع، ستتولى تشكيل الحكومة”.
وتطرق برينجاك إلى الحزبين الجديدين المنتظر تأسيسهما، وزعم الحكومة الائتلافية الجديدة هدفها التصدى للولايات المتحدة ورفض القرارات المفروضة من واشنطن وبروكسل، قائلا: نشاهد داود أوغلو وعلي باباجان وهما يعلنان في البرامج مطالبتهما الولايات المتحدة بتشكيل حكومات لهم. لقد انتهى عصرهم، وانتهى عصر من يلجؤون للولايات المتحدة لتسكيل الحكومات. لم يعد هناك شيء كهذا”.
ويؤسس كل من رئيس الوزراء الأسبق، أحمد داود أوغلو، ونائب رئيس الوزراء الأسبق علي باباجان، حزبين سياسيين منذ استقالتهما من حزب العدالة والتنمية.
هذا وزعم برينجاك أن تركيا ابتعدت عن الولايات المتحدة واستقرت بآسيا، مفيدا أن تركيا ستتعافى اقتصاديا وأنهم يتطلعون بأمل للمستقبل.
وتأتي تصريحات دوغو برينجاك في الوقت الذي تطالب فيه أحزاب سياسية معارضة بالذهاب لانتخابات برلمانية مبكرة، للخلاص من سيطرة حزب العدالة والتنمية على الحكومة منفردة.
يذكر أن أردوغان عقد بعد ظهور فضائح الفساد في 2013 تحالفًا مع برينجاك، أبرز القياديين في تنظيم الدولة العميقة / أرجنكون، التي تقتضي مصالحها الراهنة موالاة المعسكر الأوراسي بعدما كانت موالية لحلف الشمال الأطلسي حتى التسعينات، ثم انضمّ إليهما زعيم حزب الحركة القومية دولت بهجلي اعتبارًا من عام 2015، وهذا التحالف الثلاثي من يحكم تركيا منذ ذلك الحين، وبالتالي هو المسؤول عن المشاكل الحالية، بما فيها الاقتصادية، غير أن برينجاك يزعم أنهم من سيحلون تلك المشاكل عن طريق تشكيل حكومة ائتلافية قائمة على الإنتاج رغم أنهم المسببون لها.
وكان الكاتب والمحلل السياسي التركي في موقع “زمان عربي” محمد عبيد الله اكد أن الدولة العميقة استردت موقعها القديم من خلال إحداث مشاكل داخلية وخارجية أجبرت حكومة أردوغان على مسارها الديمقراطي الأول، وأصبحت اليوم هي المسيطرة على زمام الأمور في تركيا، مؤكدًا أن مشاكل تركيا تعني بالنسبة لهذه الدولة العميقة مصالح لها.
ثم أعاد عبيد الله في تصريحاته للأذهان أن هرم عباس، نائب رئيس المخابرات التركي الأسبق كان يتهم برينجاك بـ”العمالة لدولة أجنبية” قبل اغتياله أثناء ذهابه لعمله في 26 سبتمبر 1990، وأن رئيس شعبة مكافحة الإرهاب في جهاز المخابرات التركي سابقاً محمد أيمور وصفه بـ(fabricator)، أي المحترف في اختلاق أخبار وأحداثٍ من أجل إثارة البلبلة والفوضى في البلاد؛ وشرح مهمته قائلاً: “تنفيذ عمليات التصفية باستخدام طرقٍ وأساليبَ شتى ضد العناصر المستهدَفة التي تشكّل عائقاً أمام تحقُّق مصالح الدولة الأجنبية التي تعمل لصالحها، والسعي للحيلولة دون تطورِ وتقدُّم تركيا، ومنعها من اتباع سياسة وطنية مستقلة بعيداً عن مصالح تلك الدولة الأجنبية، وذلك من خلال تنظيم أنشطةٍ وفعاليات تقود البلاد إلى حالة عدم الاستقرار المتواصلة”، دون التطرق إلى اسم تلك الدولة.
–