بقلم الكاتب الصحافي: أحمد دونماز
إسطنبول (زمان التركية) – قبيل أسبوعين أو ثلاثة من انقلاب 15 يوليو/ تموز 2016، المزعوم في أحد أيام السبت، حوالي الساعة 22:00، وقفت سيارة مرسيدس، بلوحات معدنية مدنية أمام مكتب رئيس الجمهورية السابق عبد الله جول، في منطقة آياز أغا بإسطنبول؛ نزل من السيارة شخصان، الأول كان الرئيس رجب طيب أردوغان، والثاني رئيس أركان الجيش آنذاك ووزير الدفاع الحالي خلوصي أكار. وكان أكار يرتدي ملابس مدنية.
فوجئ جول بالزيارة، وسيطر عليه القلق؛ فالضيوف جاءوا بدون حراسة، ولم يكن معهم أي شخص آخر، ولم يكن هناك أي بروتوكولات. كانت الزيارة بكل جوانبها غير رسمية.
كان ظاهرًا أن أردوغان يريد أن تكون الزيارة سرية. استقبل جول ضيوفه؛ وهو الذي كان منذ اليوم الأول لتركه منصب رئيس الجمهورية يتجنب لقاء أردوغان ورفض العديد من دعواته، بل ولم يرغب في أن يعرف أحد أي معلومات حول هذه الزيارة السرية.
استمر اللقاء بين ثلاثتهم منذ أن بدأ في حوالي الساعة 22:00 إلى أن انتهى حوالي الساعة 02:00 بعد منتصف الليل. بالرغم من استمرار اللقاء نحو 4 ساعات متواصلة، إلا أنه لا أحد يعرف ما دار في هذا اللقاء السري.
هل سيأتي اليوم الذي ينشر فيه عبد الله جول تفاصيل هذا اللقاء السري؟ ننتظر ما ستظهره الأيام…
طالما يتحدث عن هيكل سياسي جديد يسعى لتأسيسه، وأن الحزب السياسي الممثل لهذا الهيكل سيقوده وزير الاقتصاد السابق علي باباجان، الذي يتحدث عن الشفافية والمبادئ، فمن حق الرأي العام أن ينتظر من جول وباباجان تعليقًا على هذا اللقاء السري وما دار فيه.
باباجان سلط الضوء خلال لقائه التليفزيوني الأخير، قبل أيام، على عدد من الموضوعات الهامة. لقد قال إن أهم مبادئنا هي الشفافية، حتى أنه تحدث بصراحة عن دور عبد الله جول في الحزب الجديد، قائلًا: “نحن ملزمون بالشفافية والمصداقية والصراحة أمام شعبنا”. كما أكد باباجان على مبدأ المحاسبة للمسؤولين، لذلك سيكون من الرائع كشف المستور عن هذه الليلة؛ لأنه بهذا سيكون الحزب الجديد قد أظهر مدى مصداقيته والتزامه بهذه المبادئ.
في الحقيقة أكثر ما يسأل عنه باباجان وفريقه في الوقت الحالي هو جرائمهم المشتركة التي ارتكبوها في الماضي تحت مظلة حزب العدالة والتنمية.
أي أنه طالما تحدث باباجان عن أخطاء وقع فيها حزب العدالة والتنمية، لماذا إذًا التزم الصمت أمام هذه الأخطاء الكثيرة في الفترة التي كان فيها داخل حزب العدالة والتنمية؟
فقد قال باباجان: “الأخطاء والحسنات الموجودة في تلك الفترة نتحملها جميعا. لا يمكننا أن نهرب من المسؤولية في الفترة التي كنا فيها جزءًا من النظام”.
طالما باباجان لا يفكر في الهروب والتنصل من مسؤولياته؛ إذًا عليهم أن يواجهونها.
إفصاح كل جول أو باباجان أو من كانوا تابعين للنظام، عما كان يدور في الماضي، في غاية الأهمية.
تصريحات باباجان تكشف أن هناك الكثير يخفونه؛ لكنهم مطالبون بالكشف عن ذلك ومسؤولون أمام الشعب والأمة حتى يطلبوا الدعم للحزب الجديد.
لما ظهرت ادعاءات حول زيارة خلوصي أكار وإبراهيم كالن (المتحدث باسم رئاسة الجمهورية) لعبد الله جول أثناء الانتخابات الرئاسية في 2018؛ صدر تكذيب من مكتب عبد الله جول.
لذا من الممكن أن يصدر المكتب أيضًا بيانًا أو تعليقًا حول هذا اللقاء؛ لأنني لا يوجد لدي أي شك حول صحة هذا اللقاء.
الآن هذه الأسئلة تحتاج إلى إجابة:
لماذا تم عقد هذا اللقاء السري؟
لماذا أجرى أردوغان وخلوصي أكار هذه الزيارة سرًا؟
عن ماذا تحدثا مع عبد الله جول طوال 4 ساعات؟
هل هناك أي علاقة لهذه الزيارة بمحاولة الانقلاب التي وقعت بعد عدة أسابيع؟
ما النتيجة التي خرج بها أردوغان من هذا اللقاء، خاصة وأنه أرسل خلوصي أكار إلى عبد الله جول بعد 3 سنوات من هذا اللقاء ليقنعه بعدم خوض انتخابات رئاسة الجمهورية مرشحًا عن المعارضة في عام 2018؟
–