إسطنبول (زمان التركية) – وجه الكاتب الصحفي التركي أونور سينان جوزالتان، انتقادات لسياسات حكومة حزب العدالة والتنمية تجاه مصر والدول العربية، القائمة على دعم جماعات “الإسلام السياسي” مؤكدًا أن مصر قائدة العرب تاريخيًا، وان القطيعة معها يعني مواجهة المصير الإيراني.
الكاتب أونور سينان (Onur Sinan Güzaltan) أكد في مقاله المنشور الأربعاء، بجريدة “آيدنلك” على أهمية تعاون تركيا مع العالم العربي في العديد من المجالات الاقتصادية والسياسية والعسكرية، مشددًا على أن الاعتراض على تطوير العلاقات العربية التركية بناءً على نظرية “العرب هم أعداؤنا على مر التاريخ” أمر خاطئ وشديد الخطورة.
كما أكد على ضرورة ألا ترتبط العلاقات التركية مع العالم العربي، سواء على مستوى الدول أو على مستوى الشعوب، بناءً على المعتقدات الدينية والأيديولوجيات.
الكاتب أوضح أن تحرك تركيا وفقًا لهذا الفكر جعلها طرفًا في الصراعات التي يشهدها العالم العربي، وأدى إلى تدهور وتصفير العلاقات العربية التركية نتيجة الخسارة التي منيت بها الجماعات التي تدعمها تركيا، مشيرًا إلى أن الأمر وصل إلى اعتبار بعض الدول العربية تركيا عدوًا لها.
ولفت إلى أن السياسات الخارجية التركية تجاه العالم العربي أصبحت محاصرة بين الفكر القومي المنفّر من العرب وفكر “الإسلام السياسي” القائم على أيدولوجياته، مشيرًا إلى أن التيار القومي المتحالف مع حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، يرى أن العالم العربي “مستنقع” يجب الابتعاد عنه، أما حزب العدالة والتنمية نفسه، المتبني لفكر الإسلام السياسي، فيبني سياساته في الشرق الأوسط وفقًا للأفكار الدينية والأيدولوجيات التي يتبناها.
نقطة الصفر
وأكد على أن علاقات تركيا بالدول العربية، عادت إلى نقطة الصفر، بعد الهزيمة التي منيت بها جماعات الإسلام السياسي في المنطقة، على رأسها تنظيم الإخوان المسلين وغيره من التنظيمات، مشيرًا إلى أن الأمر وصل إلى مرحلة العداء.
المقال أكد أيضًا على ضرورة تطوير تركيا علاقاتها مع المعسكر الشرقي متمثلًا في روسيا والصين وإيران، مشيرًا إلى أهمية موازنة علاقاتها مع الدول العربية.
مصر قائدة العرب تاريخيا
الكاتب أونور سينان أكد بشكل صريح على أن الدولة المصرية، التي يعلن نظام الرئيس رجب أردوغان معاداتها، تعتبر قائدة للعالم العربي تاريخًا، من خلال ميراثها الثقافي والسياسي لدى شعوب المنطقة العربية، مشيرًا إلى أن معاداة مصر له تداعيات وخيمة على علاقات تركيا في المنطقة. واستشهد على ذلك بالحظر الذي فرضته بعض الدول العربية على المسلسلات التركية، بالإضافة إلى تصوير وإنتاج عدد من المسلسلات التاريخية التي تهاجم الدولة العثمانية.
كذلك أوضح أن الجيش المصري لم تشغله الأزمة الاقتصادية التي تعرضت لها مصر، ولم ينس بالرغم من هذه الأزمة أن تنظيم الإخوان المسلمين كان انطلاقه وتوجيهه عن طريق تركيا، مشيرًا إلى أنه بالرغم من ظهور علاقات بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية إلا أن مصر تسعى لتطوير علاقاتها مع كل من روسيا والصين كبديل عن واشنطن.
وأشار إلى أن هناك مساعٍ لإعادة إحياء العلاقات التاريخية بين القاهرة وواشنطن، لافتًا إلى إعلان القوات الجوية المصرية أنها ستقوم باستلام طائرات Su-35 الروسية المتطورة.
وأوضح أن واشنطن حذرت مصر من أن شراء الطائرات الروسية سيعرضها لعقوبات مماثلة للعقوبات التي ستوقع على تركيا، بسبب شرائها منظومة S-400 الروسية للدفاع الجوي.
وأكد أنه يجب تسليط الضوء على تصريحات اللواء يحيى كدواني وكيل لجنة الأمن القومي في البرلمان المصري، لفهم مسار الأزمة بين القاهرة وواشنطن؛ حيث شدد على أن استراتيجية مصر تقوم على تنويع مصادر التسليح، حيث تتعاون في هذا المجال مع روسيا، والصين، وألمانيا، وفرنسا، والولايات المتحدة، قائلا: “مصر لن تخضع للضغط الأمريكي، ولن تغير من سياستها لإرضاء الولايات المتحدة، ولا تنوي وقف تعزيز تعاونها مع روسيا في مختلف المجالات، بما فيها المجال العسكري. إننا نتحدث عن تدريبات مشتركة وتسليح وتبادل للمعلومات”.
كما أشار إلى نمو العلاقات التجارية بين مصر والصين في الفترة الأخيرة بنحو 28%، موضحًا أن مصر تسعى لتطوير استراتيجية لتعدد بدائلها سواء اقتصاديًا أو عسكريًا.
الخطأ الإيراني
الجزء الأخير من المقال حذَّر من أن تركيا مهددة بالوقوع في الخطأ نفسه الذي وقعت فيه إيران بعد الثورة الإسلامية، وتعاني من تداعياته حتى الآن، بقطع علاقاتها مع مصر بشكل كامل، مؤكدًا على ضرورة تطوير العلاقات التاريخية بين أنقرة والقاهرة.
وأكد على أنه في حالة تخلي تركيا عن عنادها فيما يتعلق بموقفها تجاه تنظيم الإخوان المسلمين، سيتم إعادة إحياء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وسيسهل ذلك الأمر على تركيا فيما يتعلق بأزمة شرق المتوسط، مشيرًا إلى أنه في حالة إصرار تركيا على مواصلة طريقها بهذا الشكل سيزيد عزلة تركيا في المنطقة.
وشدد على ضرورة ألا يقع النظام التركي في الخطأ الذي وقعت فيه إيران، مشيرًا إلى أن إيران حاليًا تسعى لتطوير علاقاتها مع الدول العربية، وعلى رأسها مصر.
كما حذر المقال من ظهور معاداة لتركيا في دول المغرب العربي متمثلة في تونس والمغرب والجزائر.
–