إسطنبول (زمان التركية) – قال وزير الاقتصاد الأسبق علي باباجان، في أول ظهور تلفزيوني له منذ انشقاقه عن حزب العدالة والتنمية، إن حزبه الجديد سيظهر للعلن مطلع 2020، معتبرًا أن تركيا دخلت “نفقًا مظلمًا”.
وحل باباجان مساء أمس الثلاثاء، ضيفًا على برنامج تليفزيوني في قناة “خبر تُرك” مع الإعلامي فاتح ألتايلي.
كان باباجان قد أعلن استقالته من الهيئة التأسيسية لحزب العدالة والتنمية في 10 يوليو/ تموز الماضي، وقال إن الحزب الحاكم تخلى عن المسار الذي انطلق به ومبادئه التي تأسس عليها.
خلال اللقاء التليفزيوني علق باباجان الذي لعب دورًا مهمًا كوزير للاقتصاد في فترة ذروة النهوض الاقتصادي لتركيا (2009-2011)، على البرنامج الاقتصادي الذي أعلنه وزير الخزانة والمالية برات ألبيراق دون ذكر اسمه، مؤكدًا أن البرنامج المعلن لم يحظ بالثقة المطلوبة.
باباجان: تركيا دخلت نفقًا مظلمًا
باباجان أوضح في حواره أنه اتخذ قرار الاستقالة من حزب العدالة والتنمية بسبب السلبيات التي بدأت تشهدها البلاد منذ عام 2011، مشيرًا إلى أنه حاول معالجة هذه السلبيات منذ عام 2013 وحتى عام 2019 ولكنه فشل، مما دفعه للاستقالة، على حد تعبيره.
وأكد باباجان أن الوضع الذي آلت إليه البلاد جعل الانفصال عن الحزب أمر لا مفر منه، مشددًا على أن الدولة التركية دخلت نفقًا مظلمًا لا تستطيع الخروج منه.
وأشار إلى أن رئيس حزب العدالة والتنمية الرئيس رجب أردوغان كان يرفض استقالته من الحزب، موضحًا أن الحزب كان يخشى من التداعيات السلبية التي قد تتبع استقالته.
وتسبب علي باباجان، باستقالته في سلسلة من الانشقاقات داخل حزب العدالة والتنمية، وانزعج الرئيس التركي كثيرًا من استقالة باباجان، وحاول إقناعه بالعدول عنها دون فائدة.
باباجان: عبد الله جول يدعمنا
وفيما يتعلق بتحركاته لتأسيس حزب جديد، قال: “رؤيتنا المستقبلية متماثلة مع رؤية السيد عبد الله جول. وهو قال إنه لس موجودًا بعد الآن بشكل فعال في السياسة. ولن يكون في الحزب الجديد. ولكنه يدعم تحركاتنا. نلتقي به مرة أو مرتين في الشهر. يدعمنا من الخارج بخبرته وما لديه من معرفة. ولكننا نحن من يصدر القرارات النهائية”.
وأوضح باباجان أنه يسعى لتأسيس حزب يخاطب جميع طوائف المجتمع وقطاعاته، مشيرًا إلى أنه يرغب في إعداد تصميم لتركيا النموذجية.
ونفى بذلك باباجان المزاعم حول انضمامه إلى الحزب الديمقراطي بدلا من تأسيس حزب جديد، وذلك من اجل اللحاق بالانتخابات البرلمانية في حال عقدها مبكرًا.
وأكد أنه لا يوجد أي أزمة فيما يتعلق بالتحالفات والمرشحين المشتركين، وأن غرضه الأساسي هو تشكيل حزب سياسي سيقوم بقيادة تركيا.
وشدد باباجان على أنه لا يتخذ القرارات بمفرده، قائلًا: “نحن نتواصل مع كل من يحافظ على اعتباره وقيمته السياسية”.
وفيما يتعلق بانتقال رموز من حزب العدالة والتنمية إلى حزبه الجديد، أوضح أن هناك بعض الأصدقاء السابقين سيكون لهم دور في الحزب الجديد، مشيرًا إلى أن النسبة الأكبر من قيادات الحزب لن تكون من أعضاء حزب العدالة والتنمية السابقين.
باباجان: الحزب الجديد سينطلق في 2020
وأوضح باباجان أنه سيتم تأسيس الشخصية الاعتبارية للحزب بنهاية العام الجاري، على أن يتم الانتهاء من أعمال تأسيسه خلال عام 2020.
أما فيما يتعلق باسم الحزب الجديد وشعاره، وما أثير حوله في الفترة الأخيرة، أكد باباجان أن الدراسة مستمرة لاختيار الاسم والشعار.
وفي الفترة الأخيرة أثير العديد من الادعاءات حول تحالف بينه وبين رئيس الوزراء السابق داود أوغلو، و باباجان رد على ذلك قائلًا: “داود أوغلو عرض علينا دمج الحزبين. وبدأ تحركاته. بعدها نحن بدأنا تحركاتنا. ولكننا سنواصل طريقنا بمنهج مختلف. أنا أرى الاندماج صعب. لا أراه واقعيًا”.
وشهد حزب العدالة والتنمية الحاكم هذا العام موجتين من الاستقالات الأولى عقب إعلان علي باباجان، وزير الاقتصاد الأسبق في يوليو/ تموز الماضي استقالته، ثم إعلان رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو في أغسطس/آب الاستقالة، وقال مقربين منهما أنهما يسعيان بشكل منفصل لتأسيس حزبين جديدين، ويتوقع أن ينضم إليهما الأعضاء الذين يعلنون كل يوم انشقاقهم عن حزب العدالة والتنمية الحاكم.
–