تقرير: محمد عبيد الله
إسطنبول (زمان التركية) – ظهرت وثيقة مسربة تحمل توقيع رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو تعود إلى تاريخ 16 فبراير/ شباط 2016، تتضمن أمرًا بالاستعداد لشنّ عمليات ضد العناصر المسلحة التابعة لحزب العمال الكردستاني في شرق وجنوب شرق تركيا.
تسريب الوثيقة يأتي بعد التصريحات التي أدلى بها داود أوغلو في أغسطس/ آب 2019 حول الإرهاب واستغلاله في تحقيق أغراض سياسية. فبعدما وجه أردوغان اتهامات له بـ”الخيانة والإرهاب”، رد داود أوغلو عليه بصورة ربما لم يتوقعها أردوغان؛ حيث قال: “إذا فتحت دفاتر مكافحة الإرهاب القديمة، سيخجل الكثيرون من النظر في وجه الناس”. وكان يقصد بذلك ملف مكافحة الإرهاب في الفترة الممتدة من 7 يونيو 2015 إلى 1 نوفمبر 2015، حيث نجح أردوغان في حل البرلمان واجراء انتخابات أخرى استعاد من خلالها الحكومة المنفردة بتوظيف الهجمات المتبادلة بين عناصر داعش وحزب العمال الكردستاني في إثارة المشاعر الإسلامية والقومية ورفع نسبة أصواته إلى مستوى سمح له بتشكيل الحكومة المنفردة لا يزاحمه فيها حزب الشعوب الديمقراطي الكردي.
وقال داود أوغلو عن هذه الفترة: “في المستقبل سيذكر التاريخ أن الفترة بين 7 يونيو 2015 و1 نوفمبر 2015 أخطر وأصعب الفترات السياسية في تاريخ تركيا”، ثم نوّه بأن الأحداث التي وقعت في هذه الفترة كانت سببًا في انهيار محادثات السلام مع الأكراد.
يبدو أن الخطوة المضادة لتصريحات أردوغان جاءت من خلال تسريب هذه الوثيقة والتي تعود إلى الفترة التي تولى فيها أحمد داود أوغلو رئاسة الوزراء، وذلك يعني أن الجهة التي سربت الوثيقة تقول بأن داود أوغلو هو الذي كان مسؤولاً عن العمليات الأمنية والعسكرية التي نفذت ضد عناصر الكردستاني بين عامي 2015 و2016، رغم أن داود أوغلو أعلن مؤخرًا أن أردوغان طلب منه أن يكون رئيس الوزراء منزوع السلطات والصلاحيات، الأمر الذي دفعه إلى إعلان استقالته من رئاسة الوزراء وحزب العدالة والتنمية.
والوثيقة نشرها موقع “نورديك مونيتور” السويدي الإخباري الذي يغطي شؤون الأمن والدبلوماسية والاستخبارات والقضايا العسكرية، وتكشف أن داود أوغلو أصدر تعليمات لرئاسة أركان الجيش من أجل استخدام كافة الإمكانيات المتاحة من أجل وقف العمليات الإرهابية المنسوبة إلى العمال الكردستاني التي كانت تشهدها تركيا في كل من حكاري ونصيبين وشرناق.
الوثيقة حررت بتاريخ 16 فبراير/ شباط 2016، وتعتبر امتدادًا للعمليات العسكرية التي بدأتها القوات المسلحة التركية على مدن جنوب شرق البلاد في عام 2015 وأطلق عليها: “عمليات الوحدة والهدوء والديمقراطية” ضد عناصر العمال الكردستاني الذين حفروا خنادق في المناطق السكنية لمواجهة تلك العمليات، التي أسفرت عن مقتل 242 مواطنًا مدنيًّا، و862 شخصًا، بينهم 167 فردًا من القوات الأمنية، إلى جانب تأثر حوالي 1.5 مليون مواطن بالعمليات بشكل أو بآخر كالاضطرار إلى الهجرة إلى مناطقة آمنة.
وعلى الرغم من أن هذه الوثيقة -التي من المرجح أن أردوغان من سربها لعرقلة جهود داود أوغلو الرامية إلى تأسيس حزب جديد- تقدم داود أوغلو مسؤولاً عن قتل المدنيين الأكراد بدعوى مكافحة العناصر الإرهابية، إلا أن تقريرا صادرا عن مركز الاستخبارات التابع للاتحاد الأوروبي كان اتهم الرئيس أردوغان بتكليف عناصر تنظيم داعش بتنفيذ العملية الإرهابية الغاشمة في العاصمة أنقرة والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 100 مواطن، معظمهم من الأكراد، لتحقيق أغراض سياسية.
–