برلين (زمان التركية)ــ سلط الكاتب والصحفي التركي فهمي كورو الضوء على نقاط سلبية عديدة في لقاء الرئيس رجب أردوغان والوفد المرافق له مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لمس خلالها ما يمكن أن يوصف ببرودة العلاقات بين البلدين، وكيف وصل وضع الصحافة في تركيا إلى حد جعلها محط سخرية.
فهمي كورو أراد التدليل على أن استقبال أردوغان في البيت الأبيض لم يكن الأفضل من بين من سبقوه من رؤساء تركيا، ولا حتى عندما كان أردوغان رئيسا للوزراء، خاصة وأن الإعلام التركي يصر على إظهار الزيارة وكأنها نصر مؤزر للرئيس.
وقال الكاتب التركي، بعدما عدد الزيارات التي تابعها بنفسه سابقًا، والمواقف التي دللت أثنائها على الاحتفاء بالضيف التركي في واشنطن، “ما حدث هذه المرة كان مختلفاً تماماً؛ إذ أنّ ترامب لم يوجه مجاملة لفظية صريحة إلى أردوغان كتلك التي كان يطلقها قبل يومين فقط من مجيئه إلى واشنطن، مما يدل على أن هذه الزيارة لم تلقَ ترحيباً كبيراً من جانب الإدارة الأميركية؛ الأمر الذي أشارت إليه وسائل الإعلام الأجنبية كذلك” وفق المقال المنشور في موقع (أحوال تركية).
موقف آخر أزعج كورو بصفته صحفيًا أولا ثم مواطنًا تركيا، كان بطله هلال قابلان، وهو صحفي ينتمي لصحيفة “صباح” المعروفة بقربها من الحزب الحاكم، حيث وجه سؤالاً بلغة إنجليزية ترامب يتعلق بالزيارة وأهميتهاوقدر رد عليه ترامب سريعا ثم سأل الصحفي بسؤاله عما إذا كان وجوده هناك من أجل التحدث باسم الدولة. قال له شيئاً من قبيل “هل أنت بالفعل صحفي؟”
يقول فهمي كورو “بالتزامن مع سؤال ترامب للصحفي (هل أنت هنا لتتحدث باسم الدولة؟) تدخل السناتور ليندسي غراهام، وكان موجودًا في القاعة في ذلك الوقت، وتساءل بدوره قائلاً “وهل يمكن أن يكون الأمر بخلاف ذلك في تركيا؟”. كنتُ أودّ أن أحضر هذا الجزء من المؤتمر الصحفي، وما تبعه من “قهقهة” أطلقها الحاضرون في المؤتمر الصحفي. هل رأيتم إلى أي حد صرنا أضحوكة العالم؟”.
أضاف “الشيء الوحيد الذي أكاد أجزم به هو أن سؤال كاتب صحيفة “صباح” لم يكن يحتوي على أية إشارة تستدعي رد الفعل الذي أبداه حياله ترامب أو السيناتور غراهام. لا أعرف، ولكن بدا لي الأمر، وكأنه مشهد تم الإعداد له مسبقًا”.
وأراد كورو إظهار كيف صارت الصحافة الجديدة في تركيا منسجمة رغما عنها مع النظام لخدمة أهدافه وتلميع صورته بدلا من مسائلته ومحاسبته وإثارة قضايا تهم الرأي العام، في ظل حالة القمع الآخذة في التوسع منذ انقلاب 2016.