القامشلي (زمان التركية)ــ اتهمت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا الولايات المتحدة وروسيا بمنح تركيا الضوء الأخضر لإبادة أكراد سوريا، ووصفت أردوغان بأنه “فاشي العصر” الساعي إلى توطين “بقايا داعش و النصرة” في بلدهم بعدما بات يعتبر “سوريا ولاية عثمانية”.
جاء ذلك في بيان صادر اليوم الأحد عن الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في مؤتمر صحفي عقد ظهرا بمقر دائرة العلاقات الخارجية في القامشلي بريف الحسكة.
وقال البيان “اليوم وبتوافق ضمني من قبل الدولة الامريكية و الروسية، يتعرضون للهجمات و المجازر الوحشية من قبل دولة الاحتلال التركي و مجموعاتها المرتزقة من بقايا النصرة و داعش وها هم مجددا يقدمون تضحيات جسام في صد هذه الهجمات و تتعرض قراهم و مدنهم و مناطقهم للقصف و الدمار”
وأضاف “يتم انتهاك حقوق الانسان و ارتكاب جرائم الحرب بشكل يومي؛ كإغتيال السياسية هفرين خلف و راعي الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية في قامشلو الأب هوڤسيب بيدويان إلى جانب والده، كذلك قتل المئات من النساء و الاطفال و استخدام الاسلحة المحرمة دولياً”.
https://www.facebook.com/smensyria/videos/1418510808314896/?__xts__%5B0%5D=68.ARDVYfCJoqPYYOgc2a9Ra2c4UmPHh05p2h0ytCmu_apG6OZkQxeQJnyEKMxLv_zkI9_WsUuCYjgjTf9KvcIhXmz80Jg3hXlf5tE-65hTJGNUFPgBJ8wwXU25VLIwXwED5eyRbJNRlSuozqVNl9u8p4u9ZNZlvSBF5j8SiSyMBJzDWDcKgKVPH-wJTvPZBkfAy_Lgkt_i7tkZmZOkdhxELzqkDPrmLVWJVzMqur-PhzVKPYnM5x8la1SCFChwUbGWN-hIJG7tx3lD1OnzyEeBC8U2Pc1TDjnowdOvIxnclu7SXCbm6ftxRPGGPkqG3_WXfhSVihkQ6aQf-0kJI-ME-X75nD8cPpqQ0M5AFA&__tn__=-R
ووصف الناطق باسم الإدارة الذاتية أردوغان بأنه فاشي العصر، وقال “تزامنا مع مساعي التغيير الديمغرافي و المجازر التي تتعرض لها مكونات شمال وشرق سوريا، فإن الصمت و عدم ابداء موقف واضح من قبل امريكا و روسيا و ايضاً زيارة الأمين العام للأمم المتحدة غوتريش، يضفيان الشرعية للدولة التركية و يمنحان فاشي العصر اردوغان المزيد من الجرأة. إن تجربة دولة الاحتلال التركية في عفرين أمام الاعين، فقد تم تهجير مئات الآلاف من الكرد و توطين عوائل داعش و النصرة التابعتين للجيش الوطني السوري المرتزق في منازلهم، كذلك تم اختطاف المئات من النساء و الاطفال الكرد العفرينيين و تم ممارسة النهب و السرقة بابشع الوسائل، لكن بالمقابل، ما زالت الامم المتحدة و القوى الدولية صامتة ازاء هذه المجازر و التغيير الديمغرافي الذي يحصل بحق الشعب الكردي في عفرين. و الآن يهدف فاشي العصر اردوغان و دولة الاحتلال التركية الى توطين المرتزقة من بقايا داعش و النصرة الذين تم تدريبهم برعاية الدولة التركية في مناطق شمال وشرق سوريا خصوصاً في منطقتي سري كانيه/ رأس العين و كري سبي/ تل أبيض”.
وجاء في بقية البيان:
العالم كله يشهد بإن التي دربت و نظمت داعش و منحته الفرصة، هي ذاتها دولة الاحتلال التركية؛ فقد تم قتل زعيم تنظيم داعش الارهابي أبو بكر البغدادي على مقربة ٥ كم من حدود الدولة التركية في منطقة إدلب الخاضعة لسيطرة تركيا و أيضاً قتل نائبه أبو حسن المهاجر في منطقة جرابلس التي كان يصفها اردوغان ب”المنطقة الاكثر أمانا في سوريا” و الخاضعة لاحتلاله و اعتقلت شقيقة البغدادي في إعزاز و قبل أيام تم اعتقال زوجة البغدادي من قبل تركيا. بالرغم من كل الادلة التي تثبت إن فاشي العصر اردوغان و دولة الاحتلال التركية هما شركاء داعش و النصرة، فأنه ما زال و بشكل يومي يهدد العالم و أوربا بإرسال مرتزقة داعش اليهم و فتح الابواب امام اللاجئين. أمام اعين العالم و في البيت الابيض بأمريكا، رأى اردوغان الاحقية لنفسه مجددا باظهار خريطة الاحتلال على الملئ و التحدث عن مطالبه و خططه لاحتلال شمال وشرق سوريا و الكشف عن نواياه لابادة شعوب المنطقة. انها لوصمة عار كبيرة؛ لا الدولة السورية و لا أي جهة أخرى، لم تبدي موقفاً تجاه تهديدات و مطامع الفاشي أردوغان و ذلك دفاعاً عن القيم الإنسانية و الديمقراطية.
بخصوص مسألة اللاجئين في تركيا، لقد تم اتباع سياسة و استراتيجية ممنهجة من قبل الدولة التركية، فالدولة التركية فتحت ابوابها أمام اللاجئين اتباعا لمخطط ممنهج، فقد تم تنظيمهم و توطينهم في تركيا ليتم استخدامهم كتهديد و ورقة ابتزاز ضد الانسانية و أوربا خصوصاً، بشكل غير اخلاقي و بعيد عن كل المعايير.
نناشد جميع العالم و الانسانية بان يرفعوا اصواتهم ضد إبادة المجتمعات الكردية و العربية و السريانية و ضد الهجمات الاحتلالية على شمال وشرق سوريا و التغيير الديمغرافي و أن يبدوا موقفاً تجاه هذه الوحشية.
يبدو جلياً إن دولة الاحتلال التركية استمدت قوتها من اللقاء الذي تم بين ترامب و الفاشي اردوغان، يستطيع اردوغان و بكل سهولة أن يقولها في واشنطن بانه سيعمل على توطين مليون لاجئ في الرقة و دير الزور.
اردوغان، كخليفة عثماني، ينظر الى شمال وشرق سوريا على انها ملك له و يعتبر سوريا ولاية عثمانية.
كان من المتوقع ان يقول ترامب لاردوغان لا يحق لك احتلال اراضي دولة اخرى و المساس بديمغرافية المجتمعات و ارتكاب المجازر و الابادة بحق الكرد و العرب و السريان، على العكس من ذلك، أدعى بان وقف اطلاق النار صامد و الكرد راضون عن ذلك.
قبل كل شي، هذا الامر غير صحيح، لا احد راض عن الابادة و الاحتلال، كيف لمئات الآلاف من الكرد و العرب و السريان الذين يبادون تحت وطئة قصف دبابات و مدافع و طائرات الاحتلال التركي و يتم ترحيلهم قسراً من قراهم و مدنهم أن يكونو راضون بتوطين أناس غرباء في قراهم و مدنهم! لن يكون من الكرد و العرب و السريان أحد راضٍ الا بعد انهاء الاحتلال و انسحاب القوى الظلامية و دولة الاحتلال التركية من أراضينا و لن يكون مسروراً بوقف اطلاق النار بهذا الشكل.
يوجد الآن أكثر من عشرة آلاف من معتقلي داعش الاكثر تطرفاً موقوفين في شمال سوريا. مكونات المنطقة من الكرد و العرب و السريان و بمساندة التحالف الدولي، ضحوا بعشرات الآلاف من الارواح في الحرب ضد داعش. بعيداً عن موافقة و إرادة مكونات شمال وشرق سوريا، لا يمكن لأحد ان يرى الأحقية لنفسه بتمرير مخططاته و حساباته على مصير و محاكمة معتقلي داعش. اذا لم يتم انهاء عمليات الإبادة و احتلال الدولة التركية بحق شعوبنا، فإن خطر داعش الاكبر سيظهر من الآن و صاعداً. لكي لا يصبح تنظيم داعش الارهابي بلاء على الانسانية و لأن هجمات دولة الاحتلال التركية على شمال سوريا يعيد إحياء تنظيم داعش الارهابي، فإننا نناشد و في المقدمة أمريكا، روسيا، التحالف الدولي، الإتحاد الاوروبي، جامعة الدول العربية، الأمم المتحدة بأن يبدو ا موقفاً واضحاً ضد هجمات و احتلال الدولة التركية و أن يسعوا لانسحاب القوى الاحتلالية من أرضنا في اقرب وقت.
نناشد الحكومة السورية تطوير لغة الحوار والتوافق نحن كمكونات شمال وشرق سوريا لم يكن لدينا أي هدف لتقسيم سوريا، الاقوال و الاتهامات التي تطلق ضدنا و التي تدعي سعينا لتقسيم سوريا، غير صحيحة و بعيدة عن الواقعية، نحن قطعنا الطريق أمام محاولات تقسيم سوريا و منذ ٨ سنوات نحارب القوى الاحتلالية و مرتزقة داعش و النصرة لحماية تراب و وحدة سوريا و ان هذا النصر هو فخر لكل شعوب سوريا. مثلما ليست لنا اي نوايا لتقسيم سوريا، يجب على الجميع ايضاً الابتعاد عن التفكير بعودة سوريا الى ٨ سنوات قبل الآن. الافضل هو قبول الآخر و تطوير خطاب الحل تجاه بعضنا البعض.
لاجل سوريا ديمقراطية تتمتع فيها كافة الشعوب بهويتها و حقوقها، إن مكونات شمال وشرق سوريا مستعدين للقيام بواجباتهم و تحمل مسؤولياتهم.
وكمكونات قررنا مسبقاً الدفاع عن أرضنا و كرامتنا حتى آخر لحظة و سنقاوم مهما كانت التضحيات و لن تستقر سوريا بأي شكل من الأشكال إلا بعد إنهاء الاحتلال و انسحابه من ارضنا.