دمشق (زمان التركية) ــ قال الرئيس السوري بشار الأسد إنه لا حديث عن تقاسم السلطة مع الأكراد في شمال سوريا، نافيا أن تكون طريقة تعاطي دمشق وأنقرة مع المسألة الكردية واحدة، متهما الأكراد بمنح الذريعة لأردوغان من أجل التدخل في شمال سوريا.
وحول طبيعة الاتفاق الأخير مع قوات سورية الديمقراطية، الذي أفضى إلى انسحابهم من عدة بلدات، قال الرئيس السوري بشار الأسد في حوار من دمشق مع قناة (روسيا اليوم) “الأمر يتعلق باستعادة السيطرة الكاملة على الأراضي التي ينتقل إليها الجيش السوري ويُدخل معه الخدمات الحكومية. وبالتالي، يتم بسط السيادة الكاملة على هذه المناطق، لكن هذا الاتفاق فهو بخصوص انسحاب “قوات سورية الديمقراطية” جنوباً لمسافة 30 كيلومتراً، من أجل نزع الذريعة من يد الأتراك لغزو سورية”.
ونص اتفاق توصل له الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب أردوغان خلال قمة “سوتشي” الشهر الماضي إلى انسحاب القوات الكردية من عمق 32 كم على امتداد 150 كم في منطقة شرق الفرات شمال سوريا، في حين دخل الجيش السوري إلى المناطق التي انسحبت منها القوات الكردية.
وأشار الأسد إلى أنه في المرحلة الحالية ليس واضحا كيف سيكون مصير الأكراد، لكنه تم دعوتهم للانضمام إلى الجيش، قائلا “إننا في مرحلة انتقالية، لأنهم سيحتفظون بأسلحتهم الآن، لكننا دعوناهم للانضمام إلى الجيش السوري. بعضهم رفض. لكن في الأيام القليلة الماضية قال بعضهم إنهم مستعدون للانضمام إلى الجيش السوري. وبالتالي، لا نعرف حتى الآن ماذا سيحدث، إلا أننا دعوناهم للانضمام إلى الجيش كي نعود إلى الوضع الطبيعي الذي كان سائداً قبل الحرب، عندما كانت هناك حالة من سيادة القانون وسيادة الدولة، ولا أحد غيرها”.
وحول سبب دعوة الأكراد للانضمام إلى الجيش في حين أنهم تعاونوا مع الولايات المتحدة والسي آي إيه؛ قال الرئيس الأسد: “أولاً، «قوات سورية الديمقراطية» لا تتكون من أكراد وحسب؛ بل إنها مزيج من الأكراد والعرب وآخرين. ثانياً، عندما نتحدث «قوات سورية الديمقراطية»، فإن الأكراد فيها يمثلون جزءاً من الأكراد ككل. في حين أن أغلبية الأكراد كان لديهم علاقة جيدة مع الحكومة، وهذه الأغلبية من الأكراد تدعم الحكومة، إلا أن هذا الجزء المُسمى “حزب الاتحاد الديمقراطي” هو الذي دعمه الأمريكيون علناً، بالسلاح والمال، وهرّبوا النفط معاً. معظم هؤلاء هم بصراحة عملاء للأمريكيين، لا أقول كلهم كوني لا أعرفهم جميعاً. لكن سياستهم خلال السنوات القليلة الماضية تمثلت في دعوة الأمريكيين للبقاء، والغضب عندما يريد الأمريكيون الرحيل، والقول مؤخراً إنهم لا يريدون الانضمام إلى الجيش السوري”.
أفشين راتانسي مذيع قناة (روسيا اليوم) سأل الرئيس السوري حول تشابه موقفه من “قوات سورية الديمقراطية” مع موقف أردوغان منهم، فكان رد الأسد بأن أردوغان غازٍ لبلاده وأن القوات الكردية ملامة لأنها وفرت له زرية التدخل في شمال سوريا.
وقال بشار الأسد ردا على السؤال: “في الواقع أردوغان لديه أجندته المؤلفة من جزأين: أجندته بوصفه إخونجياً، والأجندة الأمريكية بوصفه دمية لها. إذاً، هذه الأجندة مكونة من جزأين لكنهما يعملان بالتوازي. وفي الوقت نفسه فإن تلك المجموعات التي يتكون منها “حزب الاتحاد الديمقراطي” وفرت له العذر والسبب لغزو سورية. هذا لا يعني أن الغزو شرعي. إنه غير شرعي بكل ما للكلمة من معنى. لكنهم وفروا له الذريعة، لأنه كان يعلن منذ سنوات أنه يرغب بغزو شمال سورية، وأنه يريد تطهير المنطقة من الإرهابيين، ويعني بذلك “حزب الاتحاد الديمقراطي”. واستمروا في منحه هذا العذر، وهذا ما حدث. لهذا السبب فإنهم ملامون على ذلك، لكن أردوغان غازٍ”.
–