أنقرة (زمان التركية) –قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، إنه كان يجهل مكان اختباء زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبو بكر البغدادي، دون أن ينفي معرفة مسؤولين آخرين بمكانه.
الوزير خلوصي أكار، قال: “على الأقل أنا لم أكن أعرف مكان اختبائه قبل العملية”.
التصريح المثير لوزير الدفاع التركي جاء في حوار مع قناة “CNN International”، حيث أكد أنه بصفته وزيرًا للدفاع لم يكن يعرف مكان البغدادي، دون أن ينفي معرفة مسؤولين آخرين بمكان اختفائه.
أكار زاد من الشكوك والتساؤلات عما إذا كان هناك مسؤولين أتراك آخرين على علم بتحركات التنظيم الإرهابي، الذي قتل زعيمه خلال عملية عسكرية أمريكية في منطقة خاضعة لسيطرة الجيش التركي في شمال سوريا، وعلى بعد بضعة كيلومترات من الشريط الحدودي.
خلوصي أكار تطرق كذلك إلى ما يثار عن العلاقة بين الجيش الوطني السوري الذي تدعمه تركيا ببعض التنظيمات الإرهابية.
وقال أكار، عن عناصر “الجيش الوطني” الذين يشاركون حاليا مع القوات التركية، في عملية “نبع السلام” العسكرية، ضد الوجود الكردي في شرق الفرات شمال سوريا: “لا توجد لهم أي علاقة بأي تنظيمات إرهابية. جميعهم سوريون يكافحون من أجل الدفاع عن استقلالهم وأرضهم وبيوتهم”.
وأوضح أكار أن بلاده قدمت بعض المعلومات العسكرية قبل عملية مقتل البغدادي، قائلًا: “شاركنا معهم بعض المعلومات العسكرية. وحققت عناصرنا تنسيقًا في هذا السياق. كان هناك تنسيق من أجل عدم حدوث اشتباكات عن طريق الخطأ مع قواتنا الموجودة هناك. كما كان هناك تعاون وثيق مع مؤسساتنا الاستخباراتية. وأنا أثق أنهم قاموا بالتعاون والتنسيق معه في هذا الشأن”.
كان القيادي في قوات سوريا الديمقراطية “قسد” ريدور خليل، قال عقب تصفية “البغدادي” إن على تركيا الإجابة عن سبب تواجد زعيم تنظيم داعش الإرهابي في منطقة خاضعة لنفوذها في إدلب شمال سوريا، متهما أنقرة بتوفير الحماية والتمويل للعناصر الإرهابية.
وخلال مؤتمر صحفي من الحسكة بعد يوم من مقتل البغدادي، قال ريدور خليل إنه يجب على العالم أن يتسائل عن سبب تواجد أبو بكر البغدادي في منطقة سيطرة القوات التركية في إدلب رغم النفي من السلطات التركية من أعلى السلطات بمعرفتهم بمناطق تواجد زعيم وعناصر تنظيم داعش”.
أضاف القيادي الكردي “هذه العملية أثبت أن تركيا -كانت- توفر الغطاء السياسي ليس للبغدادي فقط ولكن جميع الفصائل الإرهابية التي تعمل في الشمال السوري، ومن هنا يجب أن يتسائل المجتمع الدولي عن نوايا وأهداف تركيا من الدعم الذي قدمته لهؤلاء العناصر. ويجب علي المسئولين في تركيا الإجابة عن هذا السؤال، رغم أن الحقيقة قد انكشفت ولم يعد هناك مجال ليقولوا غير ذلك”.
ويثار منذ سنوات الحديث عن علاقة نظام الرئيس التركي رجب أردوغان مع تنظيم داعش.
من المعروف أن إدلب التي قتل فيها البغدادي الشهر الماضي، تتحصن بها عناصر مدعومة من أنقرة انتمت في السابق إلى فصائل عدة من بينها المصنف على قوائم الإرهاب مثل تنظيم “جبهة النصرة” المعروف حاليًا باسم هيئة تحرير الشام.
والأسبوع الماضي أعلن جهاز المخابرات التركي القبض على “رسمية عواد” شقيقة زعيم داعش وزوجها وخمسة من أبنائهم وكنتها في بلدة أعزاز الخاضعة لسيطرة تركيا منذ عام 2017 بمعركة “درع الفرات” العسكرية التي كانت تركيا أعلنت انطلاقها ضد تنظيم داعش الذي كان يسيطر على المنطقة. ثم أعلن الرئيس التركي بعد ذلك بيومين أن أرملة البغدادي ألقي القبض عليها ونقلت إلى تركيا، في تحركات جائت بعدما فتحت عملية مقتل البغدادي في قرية بمحافظة إدلب شمال سوريا التي تقيم فيها تركيا نقاط مراقبة منذ أشهر، باب الاتهامات على تركيا من جديد بإيواء ودعم العناصر الجهادية الخطرة مثل تنظيم داعش الذي يزعم الرئيس رجب أردوغان أن قواته متواجدة في سوريا لمحاربته.