طهران (زمان التركية) – تشير تحركات إلى أن إيران تسعى إلى الخروج من طوق العقوبات الأميركية والدولية المفروضة عليها من خلال نقل قسم من استثماراتها إلى تركيا، وذلك بعدما نجحت في تجاوز العقوبات الأولى عليها من خلال تجارة الذهب مع تركيا في وقت سابق.
وأشار تقرير لوكالة أنباء (الأناضول) التركية إلى شروع شركة “إيران خودرو كومباني” (IKCO)، وهي شركة لصناعة السيارات أسست عام 1962، في تأسيس مصنع لها في ولاية فان شرق تركيا.
وفي هذا الإطار، حضر الرئيس التنفيذي للشركة فرشاد مقيمي والوفد المرافق له، مدينة فان الحدودية مع إيران والتقوا والي المدينة ورئيس بلديتها، ورئيس مجلس إدارة المنطقة الصناعية وعدد من الشخصيات الاعتبارية، بالإضافة إلى التقائهم مع مسؤولي المديرية العامة لوكالات التنمية ومكتب الاستثمار التابع للرئاسة التركية.
ولفت التقرير إلى أنه من المخطط تأسيس المصنع على مساحة 50 هكتارا بالمنطقة الصناعية في المدينة ومن المنتظر أن يوفر فرص عمل لنحو 1000 شخص في المرحلة الأولى.
وستخصص الولاية الأراضي اللازمة للمصنع داخل المنطقة الصناعية، وسط آمال من والي وان بأن توفر الوظائف التي سيوفرها المشوع في الحد من موجة الهجرة إلى الغرب.
يذكر أن رضا ضراب، رجل الأعمال التركي إيراني الأصل، الذي كان “رقم أول” في فضائح الفساد والرشوة التي طفت إلى السطح عام 2013 في تركيا، نجح في كسر العقوبات الأمريكية والأممية المفروضة على إيران من خلال شبكة دولية أسسها بالتعاون مع نظام الرئيس التركي رجب أردوغان، عبر تجارة الذهب.
ومع أن ضراب نجا من العقوبة في تركيا بسبب تدخل أردوغان في أعمال القضاء، إلا أن السلطات الأمريكية ألقت القبض عليه في 19 مارس/ آذار 2016، بتهمة تأسيس شبكة دولية لتبييض أموال سوداء وخرق عقوبات الولايات المتحدة على إيران، ثم قبضت على نائب المدير العام لبنك “خلق” التركي الحكومي محمد هاكان آتليلا في 27 مارس/ آذار 2017 أثناء إجرائه زيارة إلى الولايات المتحدة في إطار فعاليات بنكية. وأصدرت بعد ذلك نيابة نيويورك في 8 سبتمبر/ أيلول 2017 قرارًا باعتقال كل من وزير الاقتصاد التركي الأسبق ظفر جاغلايان والمدير العام السابق لبنك خلق سليمان أسلان، الأمر الذي وضع نظام أردوغان في موقف صعب حيث كانت هذه الخطوة الأمريكية تعني إعادة فتح ملفات الفساد والرشوة من جديد بعدما أغلقها في عام 2013.
وكان ضراب اعترف في عام 2017 في إطار اتفاقية مع النيابة الأمريكية بأنه اخترق العقوبات الأمريكية على إيران مع الرئيس التركي أردوغان من خلال استخدام نظام البنك التركي والأمريكي.
ولا تزال القضية التي فتحتها السلطات القضائية الأمريكية بحق بنك “خلق” التركي تستمر في الولايات المتحدة بتهمة الوساطة في خرق العقوبات على إيران، ويستخدمها الرئيس دونالد ترامب من وقت لآخر لورقة ضغط على الجانب التركي كما حدث في عملية نبع السلام التي أوقفتها تركيا بعدما كات عازمة على إجرائها.
–