أنقرة (زمان التركية)ــ “لم تضع سنوات السجن سدى” بهذه الكلمات تحدى الكاتب الصحفي التركي البارز أحمد ألتان، الذي غادر سجنه قبل ساعات، من أرادوا إسكات صوته طوال السنوات الثلاث الماضية، أملا في إخافته هو ومن على نهجه.
أمس الإثنين تم الإفراج عن الصحافي التركي أحمد ألتان بعد اعتقال دام ثلاث سنوات، بتهمة العلاقة مع حركة الخدمة دون الانتماء إليها، حيث تتهم أنقرة الحركة بتدبير انقلاب عام 2016، بينما ترفض الحركة التهمة وتطالب بتقديم أدلة على ذلك.
ألتان عقب خروجه من السجن، قال وكأنه يريد لمن تسببوا في سجنه أن يتحسروا : “لم تَضِع السنوات التي قضيتها في السجن سدى أبدًا! لم أسمح لها أن تضيع!. فقط اشتقْت للنظر إلى السماء”.
وأكد ألتان أنه لا يستطيع أن يسعد بخروجه من السجن، بسبب بقاء عشرات الآلاف من الأبرياء في بالسجون.
وشهد يوم أمس أيضا الإفراج عن الصحفية التركية البارزة التي كانت تحاكم في نفس القضية، نازلي إليجاك، ونفي الشهيران البارزان أن يكون لهما أي علاقة بالمحاولة الانقلابية.
واستغل الروائي التركي أحمد ألتان فرصة تواجده في السجن في التفرغ للأعمال الأدبية، وكان قد ألف كتابًا أثناء وجوده في السجن بعنوان “لن أرى العالم مرة ثانية”.
ووفق معلومات نشرتها زوجة ألتان العام الماضي، فإن مذكرات ألتان التي تحمل عنوان «لن أرى العالم مرة أخرى» ستصدر بعدة لغات وفي عديد من الدول الأوروبية.
وبهذه المناسبة كتب الروائي التركي السجين ألتان لصحيفة “جمهوريت” من خلف القضبان، قائلا: “قد يكون لديهم القدرة على سجني، لكن لا أحد يملك القدرة على إبقائي في السجن، لأنكم أينما تسجنونني سأسافر حول العالم بأجنحة عقل بلا نهاية.. مثل كل الكُتاب، لدي سحر يمكنني من المرور عبر الجدران بسهولة”.
وهناك ضغوط واسعة يمارسها نظام الرئيس رجب أردوغان على الصحفيين والكتاب والحقوقيين في تركيا، منذ انقلاب عام 2016.
وعقب انقلاب 2016 جرى اعتقال 319 صحفيا، وصدرت مذكرات اعتقال بحق 142 صحفيا في المنفى. وتركيا الأولى عالميا في سجن الصحفيين، حيث يوجد حوالي 170 صحفيا وعاملا في المجال الإعلامي رهن الحبس الاحتياطي أو في السجن بتهم إرهابية عند كتابة هذا الملخص.
ومن أبرز القضايا التي يترقب الشارع التركي صدور حكم بالإفراج عن المحاكمين بها، قضية العاملين بصحيفة جمهوريت التي تضم 11 موظفا وصحفيًا.
تجدر الإشارة إلى أن الصحفي المخضرم والروائي التركي أحمد ألتان ولد بأنقرة عام لعائلة ذات ثقل اجتماعي، فوالده الصحفي الكبير شيتين ألتان المعروف بتوجهاته اليسارية.
تخرج ألتان فى كلية الثقافة والآداب، جامعة إسطنبول عام 1981، وفِي عام 1982 كتب أولى رواياته «الخريف»، ثم ما لبث أن انخرط في العمل الصحفي لأكثر من 20 عاماً، وعمل رئيساً لتحرير صحيفة “طرف” التركية منذ 2007 حتى قدم استقالته منها في 2012، وكانت له أعمدة صحفية ثابتة في أشهر الصحف التركية، انتقد وعارض خلالها السياسات التركية، واتهِم بتشويه سمعة الأتراك بسبب مقالة له عن الإبادة الجماعية للأرمن.
ولألتان العديد من الكتب والروايات الأدبية الشهيرة منها: «الخريف»، «الأثر»، «تاريخ الوحدة»، «حكايات خطيرة»، «جرح السيف»، «تمرد يوم الحب»، وآخر رواياته كانت «الموت أسهل ما في الحب»، حاز على العديد من الجوائز الأدبية كان آخرها جائزة جمعية إسطنبول لحقوق الإنسان عام 2017.
–