إسطنبول (زمان التركية) – أصدرت محكمة تركية قرارًا مفاجئًا يزيد من الارتباك فيما يتعلق بالرواية الرسمية لمحاولة الانقلاب “الفاشلة” عام 2016، والتي تتهم أنقرة حركة الخدمة بتدبيرها.
برأت محكمة تركية 25 من أصل 28 شخصًا يُتهمون بـ”التوسط في الإفراج عن عادل أوكسوز الأستاذ بكلية الشريعة في جامعة سقاريا سابقًا و المزعوم بأنه “العقل المدبر” لمحاولة الانقلاب، بحسب الرواية الرسمية.
ويأتي على رأس من برأت المحكمة ساحتهم من تهمة التعاون مع أوكسوز ليتمكن من الهروب بعد اعتقاله من قبل السلطات، علي إحسان ساري كوجا، مستشار الرئيس رجب أردوغان السابق.
وتقول السلطات التركية إن عادل أوكسوز ينتمي إلى حركة الخدمة.
كما أصدرت المحكمة حكمًا بالسجن 5 أشهر فقط على ضابطين صف بتهمة استغلال وظيفتهما مع تأجيل تطبيق القرار.
وقال الكاتب الصحفي آدم ياوز أرسلان في إطار تعليقه على هذا القرار الصادم بأنه لم يبق لديه أي شك بكون الانقلاب مدبرًا بعد تبرئة المتهمين بمساعدة عادل أوكسوز على الهروب، رغم أن السلطة السياسية بقيادة أردوغان تزعم أنه مدبر الانقلاب.
15 Temmuz'un '1 Numarası' olduğu iddia ettikleri Adil Öksüz'ün serbest bırakılmasına aracılık ettikleri iddiası ile yargılanan ve aralarında @RTErdogan ın danışmanı Ali İhsan Sarıkoca'nın da olduğu 28 kişinin yargılandığı dava sonuçlandı. 25'i beraat etti, 2 astsubay 5 ay +
— ADEM YAVUZ ARSLAN (@ademyarslan) November 1, 2019
السلطات التركية سبق وأن اعتقلت عادل أوكسوز في ليلة وقوع انقلاب 15 يوليو/ تموز 2016 باعتباره المتهم الرئيس في المحاولة الانقلابية المزعومة، ومن ثم أخلت النيابة سبيله، ولاحقا صدرت مذكرة اعتقال مرة أخرى بحق أوكسوز لكن لا يعرف مكان وجوده حاليا.
وكانت حكومة أردوغان قد وصفت أوكسوز بـ”العقل المدبر للمحاولة الانقلابية”، إلا أن النيابة العامة برأته بعد اعتقاله ليتمكن من الهروب والاختفاء، جاء بعد ذلك قرار اعتقال وإلقاء القبض عليه بتهمة تدبير الانقلاب.
وفي تصريحات توحي تعامل عادل أوكسوز مع المخابرات التركية، كان زعيم المعارضة التركية كمال كليتشدار أوغلو قال في عام 2017، خلال بث مباشر على قناة “أن تي في” الإخبارية التركية: “من أين حصل عادل أوكسوز على جهاز جي بي اس (جهاز تحديد الموقع).. أي جهة رسمية قام باستيراد هذا الجهاز منها؟ لماذا لمْ يتم تكبيل عادل أوكسوز عند الاعتقال بينما جميع المتهمين بالانقلاب كانوا مكبلين. ذلك لأن الحكومة أجرت تغييرات في القانون الخاص بالمخابرات الوطنية في عام 2014. ووفقًا لها لا يمكن توقيف أو اعتقال أي عميل تابع للمخابرات بدون إذن من رئيس الوزراء! فلماذا لم يتم سجن عادل أوكسوز، بل أطلق سراحه مباشرة عقب أخذ إفادته.
وكان الكاتب الصحفي المعروف أحمد نسين المعروف بتوجهاته العلمانية أكد في مقال له أن الرئيس أردوغان هو أفضل من يعرف مكان اختفاء عادل أوكسوز، متسائلاً: “إن أردوغان هو أفضل من يعرف أين عادل أوكسوز.. وأنا أعتقد شخصيًّا أنه يختفي في إحدى غرف قصره البالغ عددها أكثر من ألف غرفة”.
–