القاهرة (زمان التركية)ــ قال الباحث في الشأن السوري محمد أبو سبحة، تعليقًا على دعوة الحكومة السورية القوات الكردية للانضمام إلى الجيش، أن دمشق تستغل حالة الضعف التي يمر بها الأكراد في الوقت الحالي، واصفًا عرضها بـ “المناورة السياسية” وأن الهدف إحداث حالة شقاق وإضعاف موقف القادة الأكراد قبل أي مفاوضات مستقبلية.
يقول محمد أبو سبحة في تصريح لموقع “صوت الدار”إن الحكومة السورية تريد أن تستغل لصالحها حالة الخذلان التي يمر بها الأكراد في الوقت الحالي بعد تخلي الأمريكان عنهم فجأة، وكذا مخاوفهم من استئناف تركيأ عمليتها العسكرية، ما أضعف بالطبع مفاوضات الأكراد مع دمشق على إقليم ذي حكم ذاتي.
استغلال للموقف
ويستدرك أبو سبحة، قائلا إنه رغم الفائدة التي ستعود على الجيش السوري من ضم عناصر مدربة على يد القوات الأمريكية، ومسلحة كذلك تسليحا متطورا، إلا أن لغة بيان وزارة الدفاع السورية التي دعت فيه القوات الكردية -كأفراد متجاهلا القادة- للانضمام إلى الجيش استعلائية إلى حد كبير ولا تشير لتوافق محتمل في هذه النقطة.
ويشير إلى أن البيان السوري عرض على من سينضم منهم إلى الجيش تسوية وضعه القانوني، إن كان قد تخلف عن الخدمة الإلزامية أو مدان بجرم ما، فيما يبدو كأنها هبة تقدم لهم، والغرض بلا شك إهانة الأكراد، بعدما كانوا يستمدون قوتهم من الحليف الأمريكي، الذي تخلى عنهم.
ويقول إن قوات سوريا الديمقراطية الآن في مواجهة مفتوحة مع القوات التركية في شمال سوريا، وليس أمامهم سوى اللوذ بالحكومة المركزية لحمايتهم، ودمشق ستستغل الفرصة بلا شك من جهتين الأولى تحجيم النفوذ الكردي، وإضعاف الدور الأمريكي في سوريا، والثانية استغلال العداء الكردي التركي وتطويعه لصالحها.
مناورة سياسية
ويصف الباحث في الشأن السوري أن العرض السورى بضم الأكراد للجيش، مناورة سياسية من النظام السوري، هدفها إضعاف موقف القادة الأكراد، قبل أي مفاوضات مستقبلية، وإحداث حالة شقاق قدر المستطاع في صفوف الإدارة الكردية التي تعاني مرارة الخذلان الأمريكي، والتهديد الروسي بتركهم في مواجهة الجيش التركي.
ويشير إلى أن الهدف من العرض السوري سياسي بحت، قبل أن يكون محاولة للاستفادة فعليا من قوات سوريا الديمقراطية التي كان لها دور كبير في القضاء على تنظيم داعش.
وسيطرت الإدارة الذاتية الكردية منذ عام 2012 على منطقة شرق الفرات، أملا في تحويل المنطقة التي تحتوي على نحو 90% من الثروة النفطية بالإضافة إلى 45% من إنتاج الغاز في سوريا، إلى إقليم كردي ذي حكم ذاتي، لكن عملية “نبع السلام” العسكرية التركية التي سمحت بها موسكو ودمشق قضت على طموحات كبيرة كان يأمل الأكراد في تحقيقها من خلال التفاوض مع الحكومة المركزية.
–