نيويورك (زمان التركية) – قالت منظمة العفو الدولية، إن حكومة حزب العدالة والتنمية استغلت عملية “نبع السلام” ضد الأكراد في سوريا، من أجل تغليظ قمعها للمعارضين، واعتقلت المئات ممن عارضوا الهجوم العسكري على شمال سوريا.
المنظمة الدولية نشرت يوم الجمعة تقريرًا بعنوان “لا نستطيع الشكوى والاعتراض”، تعليقًا على اعتقال المئات على خلفية اعتراضهم على عملية “نبع السلام”، مؤكدة أن حكومة حزب العدالة والتنمية استغلت الاعتراضات على الهجوم العسكرية بمنطقة شرق الفرات شمال سوريا، من أجل تغليظ قمعها على معارضيها.
العفو الدولية كشفت أن نظام الرئيس رجب أردوغان يوجه تهمة الإرهاب لكل من يعارض العملية العسكرية على سوريا، مشيرة إلى أن العقوبات قد تصل إلى الاعتقال والحظر من السفر، والسجن لمدة طويلة في حالة الإدانة.
وقالت المنظمة في تقريرها: “إن النظام التركي استفاد من تقدم الدبابات نحو شمال سوريا، واستغلها فرصة لتكميم أفواه الأصوات المعارضة في الصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي والشارع. ووصل الأمر إلى اعتبار الحديث عن الحقوق بالنسبة للأكراد تجاوزًا للحدود”.
وأوضحت مسؤول أوروبا في المنظمة، ماري ستريسرز، أن التعليقات على العملية العسكرية تخضع لرقابة شديدة، مشيرة إلى أن السلطات التركية تجري تحقيقات في حق من ينتقدون العملية العسكرية تحت مسمى مكافحة الإرهاب.
وأشار التقرير إلى أن المجلس الأعلى للإذاعة والتليفزيون (RTÜK)، نشر تحذيرًا في اليوم التالي لبدء العملية العسكرية على سوريا (نبع السلام)، وقال فيه: “لن نتهاون ولن نتسامح مع أي منشورات قد تؤثر سلبًا على الروح المعنوية للأمة التركية والجيش التركي، والتي قد توجه مواطنينا بشكل خاطئ من خلال معلومات خاطئة أو كاذبة أو ناقصة تخدم مصالح وأهداف الإرهاب”.
وفي اليوم نفسه الذي صدر فيه التحذير، تم اعتقال صحافيين؛ الأول هاكان دمير من جريدة “بيرجون”، بسبب منشور على تويتر حول عملية نبع السلام، تضمن معلومات من قناة “NBC” الأمريكية.
الثاني كان مدير التحرير في موقع “ديكان” الإخباري التركي، فاتح جوكهان ديلار، بسبب خبر بعنوان: “ادعاء لقوات سوريا الديمقراطية: مقتل مدنيين اثنين”، ووجهت له تهمة إشعال مشاعر العداوة والحقد لدى الشعب.
التحقيقات تستمر مع الصحافيين، بالإضافة إلى صدور حظر سفر بحقهما لحين الانتهاء من التحقيقات.
تقرير منظمة العفو الدولية، يشير أيضًا إلى تصريحات الصحافية نورجان بايصال، التي داهمت قوات الأمن منزلها فجر يوم 19 أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم.
وقالت الصحافية نورجان بايصال في تصريحاتها: “داهم 30 فردًا ملثمين من قوات الأمن يحملون أسلحة ثقيلة، منزلي، بسبب منشوراتي عن عملية السلام على مواقع التواصل الاجتماعي. وصل مستوى انتهاك حرية التعبير في تركيا إلى تخويف وترهيب الأطفال”.
كما لفت التقرير إلى بدء القضاء التركي نظر ملف قضية تتهم فيها مجلة “Le Point” الفرنسية، بسبب وصفها أردوغان بالديكتاتور، حيث تقدم ممثل أردوغان ببلاغ للنيابة العامة ضد مدير تحرير المجلة “أنتيني جيرنيلا” وكاتبها روماين جوبريت؛ الأمر الذي تسبب في أزمة بين أنقرة وباريس.
تقرير “لا يمكننا الشكوى والاعتراض”، كشف أيضًا عن اعتقال السلطات التركية 186 شخصًا بسبب منشورات على مواقع التواصل الاجتماعية بالتزامن مع بدء عملية نبع السلام، فضلًا عن التحقيق مع 839 خلال الأسبوع الأول من العملية.
وفي شأن آخر قال إنهم أوقفوا المئات ممن شاركوا معلومات ضد عملية نبع السلام” العسكرية التي أطلقتها تركيا في التاسع من الشهر الجاري، ضد القوات الكرديو في شرق الفرات شمال سوريا.
وكان مدير الأمن العام التركي محمد أقطاش صرح الأسبوع الماضي بأنهم رصدوا 1297 حسابًا على مواقع التواصل الاجتماعي تنشر أخبارًا مضللة بخصوص عملية نبع السلام، وأوقفوا 452 شخصًا من أصحابها وتم حبس 78 منهم.