محمد أبو سبحة
برلين (زمان التركية) – أعاد حديث القيادي في تنظيم داعش الإرهابي، طه عبد الرحيم عبد الله مساعد زعيم التنظيم المقتول الأسبوع الماضي أبو بكر الغدادي، عن تلقيهم أوامر من الرئيس التركي رجب أردوغان بتنفيذ هجمات على منطقة (عين العرب/ كوباني) شرق حلب، في عام 2014، للأذهان تلك المعركة الدامية التي سقط فيها نحو 90 قتيلا.
ومعركة عين العرب، تضمنت سلسلة من العمليات التفجيرية استهدفت الفصائل المسلحة الكردية من قبل تنظيم داعش.
وكانت وحدات حماية الشعب التي تعتبر نواة قوات سوريا الديمقراطية حاليا، سيطرت على منطقة عين العرب في يوليو/ تموز 2012 بعد انسحاب عناصر الجيش السوري منها، وأقامت فيها منطقة حكم ذاتي. وأغلب سكان المنطقة كان ينتمي إلى حزب العمال الكردستاني، وشارك عدد منهم بالمعارك في تركيا، وفقا للمزاعم التركية.
وأكثر ما كان يقلق أنقرة هو إقامة الأكراد كيانا قريبا من الحدود التركية يتمتع بالحكم الذاتي، حتى لا تنتقل العدوى إلى الجنوب التركي، وهو الدافع الأساسي لعملية “نبع السلام” التي انطلقت هذا الشهر في شرق الفرات شمال سوريا، إلى جانب دوفع أخرى تتعلق بالسياسة الداخلية.
ووفق مساعد البغدادي فإن هجوم داعش على عين العرب وحصارها منذ سبتمبر/أيلول 2014 وحتى يناير/ كانون الثاني 2015، والذي أدى لنزوح عشرات آلاف الأكراد نحو جنوب تركيا تم بأمر من أردوغان.
وفي 27،26 يناير/ كانون الثاني 2015، استعادت وحدات حماية الشعب الكردية وعناصر من الجيش السوري الحر حليفها السابق، بفضل الضربات الجوية للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، السيطرة الكاملة على المنطقة، التي انسحب داعش منها.
القيادي في تنظيم داعش طه عبد الرحيم عبد الله، الموجود حاليًا في قبضة قوات سوريا الديمقراطية، أوضخ خلال التحقيقات معه، أن البغدادي كان في عام 2014 يستعد للهجوم على دمشق، إلا أنه غير الخطة إلى مدينة “كوباني” الكردية في اللحظات الأخيرة.
وقال عبد الله: “البغدادي طلب منا الهجوم على كوباني. اعترضنا على هذا الأمر، ولكنه لم يوافق. وبعد ذلك علمنا أن التغيير في الخطة جاء بناءً على إصرار من أردوغان”.
وبحسب وكالة أنباء الفرات (ANF)، لا تزال التحقيقات مستمرة مع عبد الله بعد أن تم أسره في دير الزور يوم 23 مارس/ أذار الماضي، مشيرة إلى أنه أكد في اعترافاته اعتراض العديد من أعضاء القيادة في التنظيم، على الحرب على كوباني، وأن الأمر جاء من البغدادي بعد إصرار وإلحاح من أردوغان، على حد تعبيره.
وقدم مساعد البغدادي معلومات تفصيلية عن الهجوم على كوباني الذي بدأها التنظيم في 13 سبتمبر/ أيلول 2014، قائلًا: “لقد طلب الأتراك توجيه حربنا نحو كوباني. وكان هناك إصرار من أردوغان نفسه. وبعد ذلك تم إرسال قائد هذه الحرب أبو ياسر عراقي، إلى العراق من أجل إسكاته. ولكن أبو ياسر أدرك ذلك”.
يشار إلى أنه لاحقا استخدم الرئيس التركي رجب أردوغان عناصر الجيش السوري الحر في قتال الأكراد عوضا عن داعش، بعد أن كانت تلك الفصائل متحالفة مع الأكراد، فضلا عن مشاركتهم مع الجيش التركي في عملية درع الفرات ضد داعش، شاركوا مع القوات الكردية في عمليتي غصن الزيتون، ونبع السلام، ضد الأكراد في عفرين في شرق الفرات وشمال سوريا.
–