أنقرة (زمان التركية) – حذَّر خبراء أمنيون من العواقب والمخاطر التي تحدق بتركيا والعالم عقب العملية العسكرية الأمريكية التي أسفرت هذا الأسبوع عن مقتل زعيم تنظيم داعش “أبو بكر البغدادي”.
تحذيرات الخبراء جاءت بالتزامن مع اعتقال قوات الأمن التركية 20 شخصًا من جنسيات أجنبية على علاقة بتنظيم داعش الإرهابي داخل العاصمة أنقرة، بعد يوم واحد من العملية التي قتل فيها البغدادي.
في السياق ذاته قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة “أوزيكين” التركية، أفرين بالطه: “داعش دعم صفوفه في العراق وسوريا، ولكنه لم يقيد نفسه بالحروب القائمة في سوريا والعراق فقط بل قدم استراتيجيات مرنة غير اعتيادية لمتابعيه ومناسبة لفكره الجهادي العالمي”.
وأوضح بالطه أن مقتل البغدادي لا يعني نهاية فكر الجهاد العالمي أو حتى انتهاء التنظيم نفسه، مؤكدًا على ضرورة أن تكون المرحلة الحالية قائمة على إعادة الأشخاص المتحولين إلى الفكر الراديكالي المتشدد إلى الاعتدال مرة أخرى.
وأشار بالطه إلى أن المنضمين لداعش ليسوا أشخاصا فقراء أو ذاهبين للحصول على حمايته، لافتًا إلى أن الفترة بين عامي 2011 و2016 شهدت انضمام 42 ألف مقاتل إلى صفوف داعش، قادمين من 120 دولة مختلفة.
كما أشار إلى أن قوات الأمن التركية شنت أكثر من ألفي حملة أمنية ضد تنظيم داعش في السنوات الأربع الأخيرة، موضحا أن عدد المعتقلين بسبب علاقتهم بالتنظيم وصل إلى نحو ألف ومائتين تقريبًا.
وأوضح أن تركيا حظرت دخول 76 ألف و818 شخصًا من 151 دولة حول العالم إلى أراضيها، بالإضافة إلى ترحيل 7 آلاف و600 آخرين من تركيا، بسبب الاشتباه في كونهم إرهابيين.
وحذر بالطه من أن هناك خطرا كبيرا يحدق بتركيا بسبب كونها قبلة لعبور المقاتلين والإرهابيين الأجانب، مشيرًا إلى أن سوريا كانت جذابة للمقاتلين والمجاهدين الذين قاتلوا في العراق منذ عام 2003 مما أدى إلى سرعة تحول الحرب الداخلية إلى هذا الشكل الراديكالي المتطرف.
وقال: “بالتأكيد هناك العديد من الخلايا غير النشطة التي ساعدت وقدمت الدعم اللوجستي للجهاديين في سوريا في تلك الفترة”، محذرًا من أن وجود تلك العناصر في المناطق المتاخمة للحدود التركية وخاصة البغدادي عند وفاته يعني أن تركيا تواجه تهديدات أمنية خطيرة، كما حدث مع سوريا.
الخبير الأمني والاستراتيجي عبد الله آغار، أكد أن مقتل البغدادي لا يعني انتهاء وسقوط داعش، محذرًا من أن التنظيم سيقوم بتنفيذ عمليات ليقول للعالم: نحن هنا لم ننتهِ ونستمر في نشاطنا!
وأوضح أن التنظيم قد يشهد تفتّتًا إلى تنظيمات أصغر، ولكنه يهتم حاليًا باختيار الخليفة المنتظر، وتتجه الأنظار صوب شخص تركماني من تلعفر يدعى عبد الله كارداش أن يكون خليفة للبغدادي.