نيويورك (زمان التركية) – طالب مبعوث الولايات المتحدة الأمريكية السابق للتحالف الدولي لمحاربة داعش، بريت ماك جورك، تركيا بتوضيح سبب وجود زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي، في منطقة خاضة لنفوذها في شمال سوريا، واصفا تركيا بأنها “الجنة الأكبر للإرهابيين حول العالم”.
بريت ماك جورك قال في مقال بجريدة (واشنطن بوست) إن هناك العديد من الأمور المبهمة التي يجب على تركيا توضيحها.
وجاء في المقال: “لم يكن أبو بكر البغدادي في المناطق التقليدية في غرب العراق أو في شرق سوريا، وإنما كان في مدينة إدلب التي تحميها القوات التركية بنقاط المراقبة التابعة لها منذ عام 2018، على بعد بضعة كيلو مترات من حدودها. كذلك قيام القوات الأمريكية بهذه العملية بنفسها قادمة من بعد مئات الكيلو مترات من العراق، بدلًا من القوات التركية حليفتها في الناتو، يثير العديد من التساؤلات. يقال إن الإدارة الأمريكية لم تخبر الحكومة التركية بالعملية، إلا عند اقترابها من الحدود. وكان الموقف نفسه تجاه روسيا وسوريا والدول الأخرى”.
كان ماك جورك قد استقال من عمله كمبعوث للولايات المتحدة الأمريكية في التحالف الدولي لمحاربة داعش، في نهاية عام 2018، بعد القرار الذي اتخذه الرئيس ترامب بسحب القوات الأمريكية من سوريا.
وأكد ماك جورك أن مقتل البغدادي حدث يجب الاحتفال به في العالم المتحضر، وقال: “أصبحت تركيا الجنة الأكبر للإرهابيين حول العالم. نحو 40 ألف مقاتل أجنبي عبر إلى شمال شرق سوريا عبر الأراضي التركية. أغلب المنطقة يتم السيطرة عليها من قبل شركاء وحلفاء رسميين للقاعدة في سوريا. وتتغذى تلك التنظيمات على التجارة القائمة على الحدود مع تركيا، والاستفادة المتبادلة مع المعارضة المدعومة من تركيا. وصل الأمر في هذه المنطقة إلى أنها أصبحت مضيفًا لأكثر الإرهابين بحثًا حول العالم”.
وأوضح ماك جورك أن أمريكا لجأت إلى قوات سوريا الديمقراطية، بدلًا من حليفتها تركيا، من أجل الحصول على معلومات استخباراتية مسبقة للعملية، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة كانت تخطط لتشكيل قوة لموجهة داعش بالتعاون مع تركيا، إلا أنها (أمريكا) تراجعت عن هذا المخطط بسبب رؤيتها أن القوات المدعومة من تركيا يتخللها عناصر راديكالية متطرفة.
التساؤل ذاته حول وجود البغدادي في إدلب طرحه القيادي في قوات سوريا الديمقراطية “قسد” ريدور خليل، والذي قال في مؤتمر صحفي من الحسكة يوم الأحد إنه يجب على العالم أن يتسائل عن سبب تواجد أبو بكر البغدادي في منطقة سيطرة القوات التركية في إدلب رغم النفي من السلطات التركية من أعلى السلطات بمعرفتهم بمناطق تواجد زعيم وعناصر تنظيم داعش”.
أضاف القيادي الكردي “هذه العملية أثبت أن تركيا -كانت- توفر الغطاء السياسي ليس للبغدادي فقط ولكن جميع الفصائل الإرهابية التي تعمل في الشمال السوري، ومن هنا يجب أن يتسائل المجتمع الدولي عن نوايا وأهداف تركيا من الدعم الذي قدمته لهؤلاء العناصر. ويجب علي المسئولين في تركيا الإجابة عن هذا السؤال، رغم أن الحقيقة قد انكشفت ولم يعد هناك مجال ليقولوا غير ذلك”.
وأكد القيادي الكردي أنه كانت هناك مشاركة على الأرض من قوات سوريا الديمقراطية في عملية القضاء على البغدادي، الي نفذتها فجر السبت عناصر من القوات الخاصة في الجيش الأمريكي، مشككا في مشاركة تركيا بالعملية العسكرية.