قونيا (زمان التركية) – قال البرلماني المنتمي لحزب الشعب الجمهوري المعارض، عبد اللطيف شنار، إن الرئيس التركي رجب أردوغان رضخ للمطالب الأمريكية بعد تهديده بورقة العقوبات.
أوضح عبد اللطيف شنار نائب رئيس الوزراء الأسبق المستقيل من حزب العدالة والتنمية، أن الحزب الحاكم يريد التغطية على الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تمر بها البلاد، عبر إثراء المشاعر الوطنية داخل المجتمع، قائلًا: “لقد أصبح المواطنون يتابعون تطورات السياسات الخارجية أكثر من متابعة الأخبار الاقتصادية. وقد حققت هذه العملية ذلك الهدف”.
وأشار شنار إلى أن تركيا تخطط لخلق تطورات بديلة في مواجهة الدولة السورية من خلال ما تطلق عليه الجيش الوطني السوري، قائلًا: “إنها تطورات ستنتهي بتقسيم سوريا وتفتيتها. ولكن من غير الممكن القطع بهدف الاستراتيجية الرئيسية لهذه العملية؛ لأن ما يقال منذ اللحظات الأولى للعملية لا يعكس الحقيقة. سواء ما يقوله أردوغان أو ما يقوله ترامب. أرى أن ترامب يتصرف بدبلوماسية أكثر، ولكن أعتقد أن هناك بعض المراوغات في موضوع الاستراتيجية الرئيسية”.
وأوضح شنار أن أردوغان ظهر مرتبكًا خلال مفاوضات وقف إطلاق النار التي أجراها مع مايك بينس نائب الرئيس الأمريكي ترامب، وكذلك خلال لقائه الأخير مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مدينة سوتشي، وأضاف: “أعتقد أن أردوغان سيكون مضطرًا لاتباع استراتيجية جديدة فيما يتعلق بسوريا، بعد هذه اللقاءات. أي أنه اضطر إلى تغيير استراتيجيته الرئيسية التي يتبعها في الأزمة السورية منذ اندلاعها”.
وأكد البرلماني المعارض أن أردوغان اضطر للتراجع عن مخططاته تجاه سوريا، خاصة مع تلويح الإدارة الأمريكية بورقة العقوبات على تركيا، وتحميله مسؤولية خرق بنك “خلق” الحكومي التركي العقوبات الأمريكية الأولى على إيران وما سيترتب عليها من عقوبات، مشيرًا إلى أن تم تهديد أردوغان بمصادرة أمواله الموجودة في الولايات المتحدة الأمريكية، وزعم أن هذا هو السبب وراء صمت أردوغان أمام تجاوزات ترامب في حقه.
وأوضح أن العملية العسكرية التركية على سوريا أدت إلى حدوث انكسار عاطفي ومعنوي لدى الأكراد، محذرًا من تبعات هذا الأمر تهدد مستقبل تركيا، خاصة في ظل استمرار سياسات عزل رؤساء المدن وعمليات الفصل التعسفي والاعتقالات المستمرة.
ويتفق هذا الطرح مع آخر قدمه البرلماني عن حزب الشعب الجمهوري، أيكوت أردوغدو، والذي قال إن تركيا والولايات المتحدة أبرمتا اتفاقية وقف عملية نبع السلام لمدة 120 ساعة بعد تهديد واشنطن بالتحقيق في ثروات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وعائلته.
وأضاف أردوغدو أن أردوغان لم يكترث بتهديدات فرض العقوبات على تركيا وشعبها، لكنه خاف فقط من أن تطاله وأسرته العقوبات، وتابع: “رأينا أنه تراجع كليا عن تصريحاته بشأن عدم وقف إطلاق النار عقب تهديدات العقوبات على أملاكه وأسرته وقضية بنك الشعب القائمة في الولايات المتحدة”.
ثم عقّب نائب حزب الشعب الجمهوري قائلاً: “ولذلك فإن ثروات وممتلكات أردوغان وأفراد عائلته في الخارج باتت مسألة أمن قومي بالنسبة لتركيا”.
وأكد البرلماني عبد اللطيف شنار أن السنوات الخمس الأخيرة تشهد تفككت في القاعدة المؤيدة لحزب العدالة والتنمية، قائلًا: “عند الحديث عن الأمور الوطنية والموضوعات القومية، تسود حالة من الصمت، ولكن لا تزال حالة من الغضب تسيطر على المواطنين؛ فالناخبون يرون أن هناك سياسات داخلية وخارجية خاطئة، وهناك سياسات خاطئة فيما يتعلق بدولة القانون والعدل والنظام العام للدولة”.
وأوضح أن أردوغان وحزب العدالة والتنمية كان يحصل على الأصوات من خلال إلقاء التهم على الأحزاب الأخرى، وقال: “أرى أن هذه الحيلة لم تعد تفيد. لأن الناخبين أصبحوا أكثر عقلانية”.
يشار إلى أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعلن الأسبوع الماضي إلغاء العقوبات على تركيا والتي وقّع عليها في أعقاب انطلاق عملية “نبع السلام” العسكرية، في شرق الفرات شمال سوريا، وذلك بعدما نفذت تركيا اتفاق وقف إطلاق النار، استجابة لمطب الإدارة الأمريكية.
وكان الرئيس الأمريكي أعلن في 14 أكتوبر/ تشرين الأول الجراي رفع الرسوم على واردات الصلب التركية 50%، ووقف المباحثات بشأن اتفاق تجاري مع أنقرة. لكن ترامب عدل عن القرار بعد موافقة تركيا في 17 اكتوبر/ تشرين الأول على اتفاق مع أمريكا بوقف إطلاق النار لمدة 120 ساعة مع القوات الكردية.
–