أنقرة (زمان التركية) – هدد الرئيس التركي رجب أردوغان مرة أخرى الاتحاد الأوروبي بفتح الحدود أمام اللاجئين السوريين ما لم يحصل على الدعم المالي المطلوب لإقامة المنطقة الآمنة شمال سوريا.
وقال أردوغان خلال اجتماع مجلس الديوان العالي لنادي فنربهتشه الرياضي،: “إن لم نحصل على دعم لمشروعاتنا التي نطورها من أجل عودة 1-2 مليون لاجئ سوري كمرحلة أولى من 3 ملايين و650 ألف سوري لدينا، لن يكون أمامنا خيار آخر غير فتح الحدود أمامهم. سنفتح الحدود وسيذهبون إلى أوروبا”.
وأوضح أردوغان أن هدف إقامة المنطقة الآمنة حماية تركيا من هجمات وتهديدات تنظيم داعش وحزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي الكرديين، مشيرًا إلى أن تركيا حققت جزءًا كبيرًا من هدفها.
وقال أردوغان إن بلاده نجحت من خلال في إقامة منطقة آمنة على مساحة 4 آلاف كيلو متر مربع على الحدود مع سوريا، من خلال عملية غصن الزيتون وعملية درع الفرات وعملية نبع السلام، قائلًا: “من خلال عملية نبع السلام أيضًا، تمكنا من تأمين منطقة 4420 كيلو متر مربع”.
وحول ما تم التوصل إليه من اتفاقات خلال قمة سوتشي التي أعلن خلالها عن وقف جديد لإطلاق النار لمدة 150 ساعة، قال: “اتفقنا مع روسيا على تطهير منطقة بعرض 340 كيلو مترًا، وعمق 30 كيلو مترًا، من الإرهابيين. وسنقوم بمتابعة الوعود التي حصلنا عليها وتنظيم دوريات مشتركة مع قوات روسية في عمق 10 كيلو مترات متاخمة لحدودنا. وإن لم تتطهر هذه المنطقة من الإرهابيين بانتهاء مهلة 150 ساعة، -بدأت الثلاثاء الماضي- سنقوم نحن بعملية التطهير”.
وأعرب أردوغان عن انزعاجه من عقد بعض الدول لقاءات مع “العناصر الإرهابية” والتوسط بينهم وبين تركيا، مؤكدًا أنه لا يقبل وساطة تلك الدولة للإرهابيين، في إشارة منه للقاء ممثلين عن قوات سوريا الديمقراطية بقاعدة بعض الدول.
وأشار إلى اتفاقه مع الوفد الأمريكي على تطهير تلك المنطقة خلال وقف إطلاق النار الأول الذي اسمتر 120 ساعة، إلا أنهم لم ينجحوا في ذلك، مشيرًا إلى أن “هناك اتفاقا مشابها مع روسيا، وإن لم تنجح المهلة ستقوم تركيا بعملية التطهير بنفسها”.
أردوغان قال “تركيا لا تريد إراقة ولو قطرة واحدة من دماء الأبرياء”، مشيرًا إلى أنه “يفضل حل الأزمات بالطرق السلمية أولًا ثم اللجوء إلى استخدام القوة”، على حد تعبيره.
وأقر الرئيس التركي في عدة مناسبات بسقوط أكثر من 750 في صفوف قوات سوريا الديمقراطية خلال الأيام الأولى من انطلاق عملية نبع السلام العسكرية.
وفيما يتعلق بوقف عدد من الدول الأوروبية تصدير السلاح إلى تركيا، قال أردوغان إنه عندما رفض الغرب منح تركيا طائرات بدون طيار، أصبحت الآن منتجة لهذه الطائرات.
وأضاف أردوغان: “إن ما ننتظر من المجتمع الدولي هو إظهار الاحترام لحساسيتنا المتعلقة بأمن حدودنا، ودعم مشروعاتنا المتعلقة بعودة السوريين الموجودين في بلدنا. ولكنهم غير صادقين في ذلك… يقولون لنرى مشروعاتكم.
أي مشروعات تريدون رؤيتها، لقد أنهينا مشروعاتنا تعالوا وشاهدوا”.
وقال: “قدمت لهم مشروعاتنا ومخططنا المتعلق بالمنطقة الآمنة خلال تواجدي في الأمم المتحدة. قالوا “جميل”، حسنًا ساهموا فيها، وادعموها، وننفذها معًا. ولكنهم لم يفعلوا، كل شيء كذب”.
وتابع: “إن لم نحصل على دعم لمشروعاتنا التي نطورها من أجل عودة 1-2 مليون لاجئ سوري كمرحلة أولى من 3 ملايين و650 ألف سوري لدينا، لن يكون أمامنا خيار آخر غير فتح الحدود أمامهم. سنفتح الحدود وسيذهبون إلى أوروبا”.
من جانب آخر أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ينس ستولتينبرج، تأييده الاقتراح الألماني الخاص بإقامة منطقة أمنة في شمال سوريا برعاية أممية، وأكد ستولتينبرج على ضرورة أن يكون المجتمع الدولي أكثر فاعلية في ملف سوريا، قائلًا: “الوضع الحالي في سوريا لا يمكن أن يستمر على ما هو عليه؛ لذلك على المجتمع الدولي أن يحاول إيجاد حلول”.
والأسبوع الماضي قالت ألمانيا إنها ستعرض على دول حلف الناتو، إقامة منطقة آمنة في شمال سوريا تخضع لإشراف دولي، وهو عكس ما تريده تركيا إذ ترغب في أن تبقى المنطقة الآمنة تحت إدارتها، ومن جانبها ردت روسيا على المقترح بالقول أنه “غير مجدي” في ظل التفاهمات التي تم التوصل لها مع تركيا خلال قمة سوتشي الأخيرة.
–