إسطنبول (زمان التركية) – قال الباحث والكاتب التركي، فكرت باشكايا، إن تركيا فرض عليها وقف إطلاق النار في سوريا، من الإدارة الأمريكية، مؤكدً أن العملية العسكرية التركية في شرق الفرات ليس لديها أي دوافع أمنية حقيقية.
أوضح باشكايا أن حزب العدالة والتنمية، لديه مخاوف من الانهيار والتفكك، قائلًا: “نظام حزب العدالة والتنمية لديه هاجس الغزو، من بقايا الدولة العثمانية. والعملية العسكرية على سوريا قائمة على هذا الأساس. وإلا ما الذي يعنيك من كيان يتأسس خارج حدود دولتك؟ ماذا لك هناك؟”.
وأكد باشكايا أن نظام أردوغان ليس لديه أي دوافع أمنية أو قانونية منطقية للقيام بالعملية العسكرية التي انطلقت في 9 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
وقال: “عقدوا آمالهم -بالنسبة للأزمة السورية- على سقوط النظام السوري، والسيطرة على النظام الجديد من خلال حكم سلفي خاضع لهم. وبهذا بدأ التحرك مع القوى الإمبريالية التوسعية في سوريا. فالولايات المتحدة الأمريكية بدأت تتخلى عن سيطرتها الإمبريالية التوسعية في سوريا، وبدأت روسيا تحل محلها. أما تركيا فقد رأت الوقت مناسبًا لها لتبدأ تحركها ولكن كما قلت هذا التصرف التركي لا يوجد له أي دوافع حقوقية أو منطقية. وها هي القوى الإمبريالية تتخلى عن فكرها بعد أن أدركت أنه لن يكون لها مصالح منه، ولكن تركيا تصر على طريقها”.
وشدد على أن نظام حزب العدالة والتنمية لا يبالي ولا يهتم بأي مطالب أو نداءات للشارع التركي، قائلًا: “إذا قالت الولايات المتحدة الأمريكية شيئًا يتغير الأمر. الحقيقة أن تركيا تحولت إلى قمر صناعي للقوى الإمبريالية منذ عام 1952. أي أنها تحولت إلى تابع للإمبريالية الأمريكية منذ دخولها حلف الناتو. وتركيا في الأساس لا تمتلك قدرة أو مهارة على إنتاج سياسة خارجية مستقلة بها”.
فرض عليها
كما لفت إلى أن تركيا لم تفرض وقف إطلاق النار-في 17 أكتوبر/ تشرين الثاني الجاري-، وإنما فرض عليها بضغط من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قائلًا: “لا يوجد أسهل من الكلام، ولكن التنفيذ ما أصعبه. عندما ضغط ترامب على الحكومة التركية، اضطرت على قبول وقف إطلاق النار. ولكن هذا يعتبر انتصارا لتركيا من حيث السياسة الداخلية، ولكن لا أعتقد أن هذا الانتصار سيكون له تأثير كبير داخليًا على كل حال. ولا أعتقد أنه سيكون له تأثير محرك للمشاعر القومية. والحقيقة أن الأزمة الاقتصادية الطاحنة لن تدع المجال لذلك”.
وأكد باشكايا أن مساعي حزب العدالة والتنمية لإقامة منطقة آمنة أمر خاطئ منذ البداية، مشددًا على أن الأكراد تحولوا إلى لاعب أساسي في المنطقة.
وأوضح أنه من غير المنطقي الدخول في اتفاق كهذا في غياب الأكراد الذين تحولوا إلى لاعب أساسي في المنطقة وبشكل خاص في سوريا، قائلًا: “في النهاية يقومون بعمل دعاية أنهم لا يقومون بالتفاوض مع الأكراد. لا أعرف ما إذا كان وقف إطلاق النار سيستمر أم لا؛ لأن الأمر يخيم عليه الكثير من الضبابية.
ولكن ما أعرفه جيدًا أن الأكراد أصبحوا قوة مؤثرة في سوريا. لا يمكن تجاهلهم وإقامة نظام في غيابهم. حتى روسيا، لم تعد كما كانت من قبل؛ بل زادت من أنشطتها في المنطقة أكثر مما كانت عليه قبل 5-6 سنوات. ولكن الفترة المقبلة ستشهد استمرارا للحالة الضبابية. لم يعد شيء كما كان من قبل، لذلك هذه الفترة تعتبر بداية لمرحلة جديدة”.
–