أنقرة (زمان التركية) – اقترحت وزيرة الدفاع الألمانية، انيغريت كرامب-كارنباور، إقامة منطقة آمنة تخضع لسيطرة دولية بامتداد الحدود التركية السورية، وقالت إنها ستنقل المقترح لحلف الناتو.
وفي حديثها مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، أفادت كارنباور أنه يتوجب عليهم على المدى الطويل إقامة أبنية سكنية ستُمكن اللاجئين من العودة إلى المنطقة طواعية، وهو ما يجعلهم بحاجة إلى حل يتجاوز الوضع الراهن في المنطقة، مشيرة إلى كون منطقة آمنة تخضع لسيطرة دولية ويشارك بها كل من روسيا وتركيا هو أحد هذه الحلول.
وأضافت كارنباور أن هذا الأمر يهدف إلى خفض التوترات في شمال شرق سوريا، مفيدة أن هذا الأمر سيحول بشكل صريح دون احتلال تركيا شمال سوريا بشكل دائم.
وأطلقت تركيا في 9 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري عملية عسكرية في شرق سوريا من أجل إقامة منطقة أمنة لتوطين اللاجئين السوريين.
وتأتي تصريحات الوزيرة الألمانية فيما يبدو أنها استجابة مشروطة لما طالب به الرئيس التركي رجب أردوغان بتوفير تمويل لإنشاء منطقة آمنة تضم مناطق سكنية لإيواء 2 مليون لاجئ سوري أغلبهم يعيشون في تركيا. لكن أنقرة ترفض أي مشاركة دولية في إقامة المنطقة الآمنة وتصر على أن تبقى تحت إدارتها منفردة، كما هدد أردوغان بفتح الحدود أمام اللاجئين للعبور إلى أوروبا إذا لم يتم دعم المنطقة الآمنة.
“سنقدم المقترح لحلف الناتو”
وأكدت كانباور أنها تشاروت مع المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، بشأن هذا المقترح، وأنهم سيطرحونه على الحلفاء الغربيين، معلنة طرح مقترحاتها على نظرائها خلال اجتماع وزراء دفاع دول حلف الناتو الذي سيعقد يومي الخميس والجمعة القادمين.
وذكرت كانباور أنها ستعرض على البرلمان في نهاية الأمر القرار المتعلق بما إن كان الجيش الألماني سيشارك في المنطقة الآمنة المحتملة أم لا، موضحة أن الوضع في سوريا تعني المصالح الأمنية لكل من ألمانيا وأوروبا بشكل مباشر.
وأشارت كانباور إلى اكتفاء ألمانيا وأوروبا بمشاهدة الأحداث حتى هذه اللحطة، غير أنه بات من الواجب عليهم لعب دور أكثر تأثيرا، لافتة إلى أن إجراء حملة أوروبية ضمن حلف الناتو بمبادرة ألمانية سيكون أمرا منطقيا.
يُذكر أن كانباور قد سبق ووجهت انتقادات إلى كل من تركيا وأمريكا على خلفية العملية العسكرية في سوريا، مشددة على ضرورة عدم تطبيع انتهاك أي دولة لحدود جارتها بقوة السلاح لاعتبارها تشكل تهديدا لها.
وأفادت كانباور أن الولايات المتحدة أدارت ظهرها للأكراد الذين يقاتلون لأجلهم ضد تنظيم داعش الإرهابي، منوّهة بأن هذا الأمر يطرح تساؤلات حول مصداقية أقوى حلفائهم على الصعيد الدولي.
في المقابل، قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إن مثل هذه الأفكار سابقة لأوانها ” فالمهم الآن في المقام الأول هو العمل على عدم استمرار العملية العسكرية بعد انتهاء الهدنة بحيث يكون هناك حل سياسي”.
وكان روديريش كيزه فيتر خبير الشؤون الخارجية بالحزب المسيحي الديمقراطي، المنتمية إليه المستشارة ميركل، قد دعا إلى تأسيس منطقة حماية إنسانية شمالي سوريا، والاستعانة في تنفيذ ذلك بما يتراوح بين 30 ألف إلى40 ألف جندي من دول الاتحاد الأوروبي، مضيفا في تصريحات لإذاعة “برلين-براندنبورغ” اليوم الاثنين أنه من الضروري أيضا إرسال أطقم طبية وعمال إغاثة وخبراء في إعادة الإعمار.
وكان نوربرت روتغن، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الألماني، والذي ينتمي لنفس الحزب، أعرب مساء أمس الأحد في تصريحات إعلامية عن مطلب مماثل. وقال روتغن في تصريحات لشبكة “إيه آر دي” الألمانية الإعلامية إنه يتعين اتخاذ مبادرة أن تكون السيطرة على الوضع الأمني في هذه المنطقة مسؤولية المجتمع الدولي، وليس تركيا وحدها.
وفي سياق متصل، اتهمت انالينا بيربوك، زعيم حزب الخضر، تحالف ميركل المسيحي بأنه يقوم بمناورة لصرف الأنظار لأنه من غير الممكن الشروع على الفور في إنشاء المنطقة الآمنة.
–