إسطنبول (زمان التركية) – كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الجمعة، عن عزم بلاده تشييد نقاط مراقبة تركية جديدة في شرق الفرات شمال سوريا، وقال إن موسكو ودمشق منزعجتان أيضا من وجود القوات الكردية بمنطقة شرق الفرات، وأن أنقرة ستتباحث معهما بهذا الشأن.
وأجاب أردوغان على أسئلة مراسلي وسائل الإعلام الأجنبية حول عملية “نبع السلام”، والاتفاق الذي تم مع الإدارة الأمريكية يوم الخميس.
أردوغان قال معلقًا على أنباء حدوث اشتباكات في سوريا بالرغم من إعلان وقف إطلاق النار لمدة 120 ساعة، حسب الاتفاق مع الإدارة الأمريكية، يوم الخميس: “تحدثت صباحًا مع وزير الدفاع. كل شيء يسير كما خطط له الآن. وقالوا إنه لا توجد أي مشكلة. فإن حدث شيء سيخبرونني على الفور”، موضحًا أن تركيا ستشيد 12 نقطة مراقبة في شمال سوريا على الشريط الحدودي بين سوريا وتركيا، لافتا إلى أن المنطقة الآمنة قد تشمل أيضا محافظة دير الزور والرقة.
وهدد أردوغان دمشق بأن بلاده سترد على أي تحرك لقوات النظام، وقال “سنرد إذا ارتكبت الحكومة السورية أي خطأ في المنطقة”.
يشار إلى أن قوات النظام السوري دخلت منطقة رأس العين في شرق الفرات وعدة مناطق على الشريط الحدودي الأسبوع الماضي بعد انسحاب عناصر قوات سوريا الديمقراطية الكردية منها، لمنع القوات التركية من التقدم والسيطرة عليها.
وفيما يتعلق بانسحاب قوات وحدات حماية الشعب الكردية من شمال سوريا، قال: “ما نتحدث عنه ليس انسحابًا من منطقة صغيرة، وإنما من الجزء الواقع بين كوباني -عين العرب- في محافظة الحسكة والحدود مع العراق. أي 440 كيلو مترًا. وبعمق 32 كيلو مترًا. نحن نعلم أن روسيا والنظام السوري الموجودة في المنطقة أيضًا منزعجة من وجود هذه التنظيمات الإرهابية. وسنتحدث في ذلك مع السيد فلاديمير بوتين في اللقاء المرتقب يوم الثلاثاء المقبل. وسيتم تطهير المنطقة من هذه التنظيمات الإرهابية في أقرب وقت ممكن”، مؤكدًا أن القوات المسلحة التركية وقوات الجيش الوطني السوري لن تترك الأراضي التي حصلت عليها.
سُئل أردوغان عن تصريحات قائد قوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، التي أكد فيها موافقتهم على وقف إطلاق النار في منطقة بطول 120 كيلو مترًا فقط بين تل أبيض ورأس العين، على عكس تصريحات أردوغان التي أكد فيها أن المسافة 440 كيلو مترًا وبعمق 32 كيلو مترًا.
رد أردوغان، قائلًا: “اتفاقنا يشمل منطقة بطول 440 كيلو مترًا وعمق 32 كيلو مترًا. هذه هي المنطقة الآمنة التي تحدثنا عنها. المنطقة الآمنة التي نتحدث عنها ليست مقتصرة على المنطقة بين تل أبيض وكوباني. أما المنطقة بين تل أبيض ورأس العين فقد تم تطهيرها، ولكن لم تنته العملية هكذا، وإنما تستمر، وستستمر بكل عزم وإصرار”.
وأكد أردوغان أن مدينة كوباني (عين العرب) لا تخص الأكراد وإنما بالعرب، قائلًا: “هناك أزمة في المنطقة بين عين العرب وتل أبيض. أما المنطقة بين تل أبيض ورأس العين فقد أحكمنا سيطرتنا عليها. ولكن المقاومة مستمرة في المنطقة بين راس العين والحدود مع العراق. هناك قوات روسية في القامشلي. كما أن هناك قوات للنظام السوري في مناطق متفرقة. أنا على ثقة من أننا سنتوصل لنتيجة بشأن كل ذلك في لقاءنا مع السيد فلاديمير بوتين. ومن الممكن أن نتوصل لنتيجة مع القوات الأمريكية والروسية وقوات النظام السوري وكذلك قوات التحالف الدولي. نحن في هذه المنطقة من أجل تحقيق الاستقرار فيها”.
وأكد أردوغان أن هناك الكثير ستقوم به القوات التركية بالتعاون مع القوات الأمريكية في منطقة شمال شرق سوريا بعد انسحاب العناصر الكردية خلال 120 ساعة.
–