أنقرة (زمان التركية) – أكد نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس اليوم الخميس أن المحادثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أسفرت عن قرار وقف إطلاق النار لمدة خمسة أيام في الشمال السوري للسماح بانسحاب القوات الكردية.
جاء هذا القرار بعد أن بعث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى نظيره التركي أردوغان رسالة في التاسع من هذا الشهر الذي صادف انطلاق عملية “نبع السلام” التركية على الأراضي السورية.
وكان ترامب بدأ رسالته التي أكد البيت الأبيض صحتها، بتهديد صريح، مخاطبًا أردوغان بقوله: “أنت لا تريد بأن تكون مسؤولاً عن ذبح الآلاف من الناس، وأنا لا أريد أن أكون مسؤولا عن تدمير الاقتصاد التركي… وسأفعل ذلك”.
وتابع: “سوف ينظر إليك التاريخ بشكل إيجابي إذا تصرفت بطريقة صحيحة وإنسانية، وسوف ينظر إليك كشيطان الى الأبد إذا لم تتحقق الأمور الجيدة… واختتم ترامب رسالته بقوله: “لا تكن رجلا متصلبا! لا تكن أحمق! سوف أتصل بك لاحقا”.
وقال مايك بنس في مؤتمر صحفي عقده مساء اليوم بعد محادثات استغرقت أكثر من 4 ساعات بالقصر الرئاسي في أنقرة “اتفقت الولايات المتحدة وتركيا اليوم على وقف إطلاق النار في سوريا. تركيا ستوقف العملية العسكرية للسماح بانسحاب وحدات حماية الشعب خلال 120 ساعة”.
في حين أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو أن بلاده توصلت مع الوفد الأمريكي إلى اتفاق ينص على تعليق عملية نبع السلام لمدة 120 ساعة، شريطة أن تؤمِّن واشنطن في غضون ذلك انسحاب عناصر وحدات حماية الشعب الكردية من المنطقة الآمنة، مؤكداً أن تركيا لم تنهِ العملية بل علّقتها.
وزعم وزير خارجية تركيا أنهم أخذوا ما يريدونه في المفاوضات مع الأمريكيين “نتيجة القيادة الحكيمة لرئيسنا أردوغان”، على حد تعبيره.
وفي تعليق منه على التطورات الأخيرة عقب اجتماع الأمريكيين بنظرائهم الأتراك في العاصمة أنقرة قال حساب “نبض تركيا” على تويتر: “أردوغان رضخ لتهديدات ترامب واتخذ قرارًا بإعلان الهدنة في سوريا. وهذا يعني أيضًا أن القوات العسكرية التركية سوف تنسحب من المناطق الكردية قريبًا. وهكذا ثبت مرة أخرى أن العنتريات لا تقتل ذبابة واحدة”، على حد تعبيره.
ولفت نبض تركيا إلى أن “الطامة الكبرى هي أن أردوغان تراجع لما لاح في الأفق قرار أمريكي وأوروبي بتجميد ممتلكاته وعائلته”، معتبرًا أن ذلك يعني أن أمواله أكثر قيمة من دماء الأكراد، وفق قوله.
وتابع نبض تركيا: “لقد استضاف أردوغان اليوم في أنقرة الوفد الأمركي بقيادة بنس، وفي اليوم نفسه استضاف إبراهيم كالين، مستشاره، الوفد الروسي برئاسة ألكسندر لافرينتيف، مبعوث بوتين إلى سوريا”، مذكرًا بأن “أمريكا تضغط على أردوغان ليتفق مع الأكراد؛ وتضغط موسوكو ليتفق مع الأسد”.
واصل نبض تركيا: “حققت أمريكا هدفها بقرار أردوغان بالهدنة، والآن جاء الدور على روسيا لتأخذ حصتها ايضًا”، زاعمًا أن روسيا ستحصل -باحتمال كبير- على مبتغاها كذلك بعد اللقاء المزمع بين بوتين وأردوغان يوم الثلاثاء المقبل.
وأعرب نبض تركيا عن توقعاته قائلاً: “يبدو أننا سنرى قريبًا انسحاب أردوغان بالكامل من سوريا وحتى يمكن أن نراه على الطاولة ذاتها مع الأسد”.
#عاجل: #أردوغان رضخ لتهديدات #ترامب واتخذ قرارًا بإعلان الهدنة في سوريا
وهذا يعني أيضًا أن القوات العسكرية التركية سوف تنسحب من المناطق الكردية
وهكذا ثبت مرة أخرى أن "العنتريات لا تقتل ذبابة واحدة" !! https://t.co/myvWUYCXp2
— نبض تركيا NabdTurkey (@nabdturkey) October 17, 2019
وكان الكاتب والصحفي التركي من جريدة “سوزجو” نجاتي دوغرو زعم أنه من الممكن أن يوجِّه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دعوة إلى نظيره السوري بشار الأسد ليقوم بزيارة إلى تركيا ويؤدي الصلاة في جامع “جامليجا” بمدينة إسطنبول.
ولفت نجاتي دوغرو إلى أنه قد تأتي هذه الدعوة من بشار الأسد، مشيرًا إلى أنه قد يوجّه دعوة إلى نظيره التركي أردوغان للصلاة في الجامع الأموي، ويقول له: “تعالَ لنعدْ إلى أيام (العسل) القديمة!”.
وقال الكاتب التركي إن المعادلة بدأت تتغير، مرجعًا سبب ذلك إلى أن خطاب الرئيس أردوغان تجاه الرئيس السوري بشار الأسد بدأ يتغيّر إلى “النعومة”، على حد وصفه، ثم أردف بقوله: “فمع أنه لا يزال يتجنّب ذكر اسم الأسد، غير أنه يلمّح إلى أنه يولي اهتمامًا بالمؤسسات والأجهزة السورية، حيث قال بإمكانية تفاوض مؤسسات البلدين”.
وذكر الكاتب أن السلطات الرسمية في تركيا سرّبت إلى وسائل الإعلام المعلومات التي تشير إلى إجراء الأجهزة الاستخباراتية لكل من تركيا وسوريا “مفاوضات عالية المستوى” من أجل التوصل إلى حل وخروح للأزمة القائمة على الأراضي السورية.
وكان زعيم المعارضة رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو قال مؤخرًا إن وزير الدفاع خلوصي أكار أكد له أنهم يتباحثون مع الجانب السوري على مستوى بيروقراطيين رفيعي المستوى.
وبعد يوم من تصريحات كليجدار أزغلو، خرج مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرينتيف مؤكدًا أن تركيا وسوريا تجريان مباحثات في الوقت الحالي عبر وزارات الدفاع والخارجية والمخابرات لكل من البلدين.