القاهرة (زمان التركية) – قدم كاتب صحفي متخصص بالشأن التركي تحليلا سياسيا حول أغراض تركيا من عمليتها العسكرية “نبع السلام” في شرق الفرات شمال سوريا، مؤكدا أنها تخدم أهداف دمشق بشكل أكبر، وأن الوجود التركي في سوريا لن يطول.
وقال محمد أبو سبحة، الصحفي المصري المتخصص بالشان التركي، في تصريحات لموقع (arabafricanews) إن العملية العسكرية التركية المسماة بـ”نبع السلام” انطلقت في شرق الفرات شمال سوريا بمباركة روسية وبالتنسيق مع دمشق بوساطة من موسكو.
وأضاف أبو سبحة، “هدف العملية المعلن من قبل تركيا محاربة تنظيم “داعش” وإقامة “المنطقة الآمنة”، وهي فكرة تبنتها الولايات المتحدة سابقا، لكن كان من الصعب عليها قبول تنفيذها بالشروط التركية، ففضل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب قواته من شرق الفرات وقبول اتهامه بخذلان الأكراد بدلا من اتهامه بالمشاركة في القضاء عليهم، وفي الحالتين الرغبة الأمريكية ستتحقق”.
وحول الهدف الرئيس لإطلاق العملية التركية في شرق الفرات، قال محمد أبو سبحة: “القضاء على المساعي الكردية لإقامة كيان يتمتع بالحكم الذاتي في منطة شرق الفرات هو هدف قومي تلتقي فيه مصالح أنقرة مع دمشق التي باتت أكبر الأراضي السورية الخارجة عن سيطرتها تلك الموجودة في شرق الفرات، في حين أن سيطرة المعارضة لا تتجاوز حاليا 9 بالمئة وتتركز في إدلب”.
وأضاف المتخصص بالشأن التركي: “الرئيس أرردوغان لديه كذلك أهداف اقتصادية من وراء مشروع المنطقة الآمنة، حيث يريد جمع تمويل ضخم من أوروبا لإقامة مناطق سكنية للاجئين السوريين، يشغل فيها شركات المقاولات التركية، ويتخلص في الوقت ذاته من العبء الاقتاصدي للاجئين السوريين في بلاده، بترحيلهم إلى المنطقة الآمنة.
أما عن أكبر الخاسرين من عملية “نبع السلام”، فقال محمد أبو سبحة: “بالطبع هم الأكراد، إذ إن تحالفهم مع أمريكا كان تحالفا فرضته الظروف للقضاء على تنظيم داعش، بينما كانوا ينتظرون أن يكون تحالفا استراتيجيا طويل الأمد، ورأى ترامب في أردوغان الطامع في الأراضي السورية شرطيا مناسبا يمكنه سد فراغ انسحاب قواته التي يتكلف وجودها الكثير من الدولارات”.
وتابع: “كذلك فشلت مساعي الأكراد في بناء تحالف مع النظام الحاكم رغم عدم معارضتهم له، إذ إن شرط منحهم حكما ذاتيا مقابل التحالف لم يكن مقبولا لدى دمشق، مما يزيد من حجم خسائرهم”.
وحول موقف أكراد تركيا يؤكد أبو سبحة أنهم “يرفضون تحركات أردوغان لكسر النفوذ السياسي والعسكري لأكراد سوريا، لكنهم يعجزون عن تقديم دعم حقيقي لهم في ظل حصار خانق تفرضه الحكومة على الكرد في البرلمان وجنوب وشرق تركيا على جميع الأصعدة”.
ورأى الصحفي المختص بالشأن التركي أن حكومة النظام السوري أكبر المستفيدين من العملية التركية؛ إذ إن “العملية التركية ستقلص من ناحية النفوذ الكردي وتضعف موقف الأكراد في التفاوض على إقليم ذي حكم ذاتي بعد تخلي واشنطن عنهم، ومن ناحية أخرى ستمهد لاستعادة السيطرة على المنطقة، لأنه لن يطول الوجود التركي في سوريا، فحالة التهدئة التي يشهدها الشمال السوري الذي تنتشر به نقاط مراقبة تركية، يمكن أن تتبدل بين ليلة وضحاها إذا استأنف الجيش السوري تحركه للسيطرة على إدلب”.
وأردف: “عند أي مواجهة بين الجيش السوري والتركي سيتم اعتبار الأخير قوة احتلال في سوريا بموجب القانون الدولي ما يمنح دمشق حق الاستعانة بمجلس الأمن الدولي لإنهاء الاحتلال التركي”.