عين عيسى (زمان التركية)ــ أدان مجلس سوريا الديمقراطية اليوم الاثنين قرار الانسحاب الأمريكي من منطقة شرق الفرات، معتبرا أنه موافقة على رغبة الرئيس التركي رجب أردوغان في اجتياح المنطقة واحتلال شمال سوريا، محذرا من “كارثة إنسانية وموجة نزوح كبيرة”.
وقالت أمينة عمر الرئيسة المشتركة لمجلس السوريا الديمقراطية في بيان، يعاتب الإدارة الأمريكية “بدلاً من قيام المجتمع الدولي باتخاذ مواقف صارمة، أعلن البيت الأبيض موافقته مرة أخرى على احتلال تركيا لشمال وشرق سوريا وسحب قواته العسكرية والتخلي عن مسؤولياته في الحرب على الإرهاب وترك المنطقة مفتوحة على احتمالات خطيرة ستترك آثاراً بالغة الجدية على صعيد محاربة الإرهاب كما أنها ستؤثر بشكل عميق على الوضع السياسي والمساعي الدولية لإنهاء الأزمة وحلها سياسياً وزيادة تعقيد المشهد، ودفع أطراف إقليمية أخرى لزيادة حضورها على خط الأزمة”.
وأكد البيان أن مجلس سوريا الديمقراطية عمل على تحقيق “كل ما تستدعيه ضرورات الدبلوماسية لحل الخلاف مع تركيا وكان آخرها تطبيق اتفاق الآلية الأمنية الذي عبر عن الإرادة الحقيقة لقوات سوريا الديمقراطية لإحلال السلام في المنطقة”.
مشيرا إلى أنهم رغم ذلك “مستمرون في القيام بكل ما يلزم من خطوات على الصعيد الدبلوماسي وتفعيل قنوات الحوار مع مختلف الأطراف الدولية ذات الشأن في الملف السوري لوقف هذا الاعتداء وتجنيب شعبنا مخاطر أي صدام عسكري، وعدم التخاذل في القيام بمسؤولياتهم، كما أننا نؤيد قرار قوات سوريا الديمقراطية الدفاع عن حدودنا وشعبنا ضد أي اعتداء، ونؤكد بكل وضوح أن تركيا لن تتمكن من فرض سيطرتها على عناصر تنظيم داعش وعائلاتهم الموجودة في المنطقة” في إشارة إلى مخططات توطين أسر المسلحين بمناطق شرق الفرات كما حدث في عفرين.
البيان قال “إننا في مجلس سوريا الديمقراطية نرفض بأشد العبارات المخططات التركية لاحتلال المنطقة، وندعو المجتمع الدولي للوقوف بجدية أمام هذا التطور الخطير ونؤكد بأن قرار البيت الأبيض بهذا الخصوص يقوض كل جهود الحرب على داعش، كما ندعو الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى الوقوف بمزيد من المسؤولية تجاه أبناء هذه المنطقة وحمايتهم من المخططات التركية التي تستهدف وجودهم التاريخي على أرضهم، ونؤكد بأن أي اعتداء تركي سيؤدي إلى كارثة إنسانية وموجة نزوح كبيرة لأبناء المنطقة الآمنين”.
وكان البيت الأبيض أعلن يوم الأحد أنه لا يدعم عملية تركيا العسكرية “التي خططت لها طويلاً” في شرق الفرات، مقررا الانسحاب من المنطقة، فيما يؤكد عدم اعتراضه لأي عمل عسكري تركي ضد الأكراد.
وعقب اتصال هاتفي أجراه الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان قال البيت الأبيض في بيان “قريبًا، ستمضي تركيا قدمًا في عمليتها التي خططت لها طويلاً في شمال سوريا. لن تدعم القوات المسلحة الأميركية العملية ولن تنخرط فيها، وبما أن قوات الولايات المتحدة هزمت تنظيم داعش، فلن تتمركز بعد اليوم في المنطقة مباشرة” عند الحدود مع تركيا.
كانت تركيا قد توصلت لاتفاق مع الإدارة الأمريكية، في أغسطس/ آب الماضي، حول إقامة المنطقة الآمنة في منطقة شرق الفرات التي يسيطر عليها قوات كردية مسلحة. إلا أن الحكومة التركية سرعان ما أعلنت أن الإدارة الأمريكية تتلاعب بوعودها، مقدمين إشارات أنها ستبدأ التحرك بمفردها.
ويقول إردوغان إن منظور المنطقة الآمنة لدى الإدارة الأمريكية يختلف عن أهداف تركيا، من حيث مساحتها والقبول بالسيطرة التركية الكاملة عليها، والسماح بتواجد القوات الكردية بها.
ومن المعلوم أن الهدف الاستراتيجي للرئيس التركي يكمن في مخطط “ممر السلام” الذي يريد من خلاله القضاء على الوجود الكردي بالمنطقة، ومنع قوات سوريا الديمقراطية من إقامة كيان يتمتع بالحكم الذاتي في منطقة شرق الفرات شمال سوريا.
–