تقرير: محمد عبيد الله
بنسلفانيا (زمان التركية) – أكد بيان صادر عن “تحالف القيم المشتركة” (AFSV) أن وسائل الإعلام التركية الواقعة تحت سيطرة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أقدمت على تحريف حوار الأستاذ فتح الله جولن مع الإعلامي المصري المعروف نشأت الديهي وإخراجه من سياقه واستخدامه كمواد دعائية من أجل تشويه صورة جولن وحركة الخدمة التي تستلهم فكره.
يذكر أن تحالف القيم المشتركة هو منظمة غير ربحية تستوحي فكر الأستاذ فتح الله جولن وتندرج تحتها المنظمات المدنية والثقافية والخدمية في جميع أنحاء الولايات المتحدة وتكرس جهودها لتعزيز خدمة المجتمع والتعليم والحوار بين الأديان.
وأفاد بيان “تحالف القيم المشتركة” (The Alliance for Shared Values) أن فتح الله جولن اعتبر رغبة الإعلامي نشأت الديهي من قناة “تن” المصرية فرصة سانحة من أجل نقل ونشر صورة دقيقة وصحيحة لأفكاره وحركة الخدمة في العالم الإسلامي، مشددًا على ضرورة وضع هذا السياق والإطار في الاعتبار عند تقييم الحوار.
ولفت البيان إلى ضرورة تسليط الأضواء على خطاب الكراهية الذي يتبناه نظام أردوغان تجاه حركة الخدمة وعمليات الفصل والاعتقال الجماعية الخالية من أي سند قانوني والتي تتصاعد حدتها يوميا بعد ما بدأت في عام 2014.
كما نوّه تحالف القيم المشتركة، الذي يرأسه جولن فخريا، بأهمية نقل صورة صحيحة عن حركة الخدمة وأفكارها وأنشطتها إزاء الدعاية السوداء وحملة التشهير التي تقودها جميع وسائل الإعلام التركية تقريبًا، مشددًا على أن نظام أردوغان قام بتصدير هذه الدعاية السوداء وحملة التشويه إلى دول تربطها علاقات قوية بتركيا أو دول بها عدد كبير من المسلمين ابتداء من عام 2014.
ثم أوضح البيان أن حكومة أردوغان بذلت جهداً خاصاً لنشر هذه الدعاية بين الجماعات الإسلامية، مستخدمةً أساليب مختلفة، بما فيها تمويل مشاريع أفراد ومنظمات معينة مقابل قيامها بتصوير حركة الخدمة على أنها حركة تتبنى أفكارًا منحرفة ومضللة عن الإسلام.
أشار البيان أيضًا إلى أن جولن قبل إجراء مقابلة مع السيد نشأت الديهي في مثل هذا الوسط لتصحيح الصورة المغلوطة عن حركة الخدمة في العالم الإسلامي، منبّهًا إلى أن محور الحوار لم يكن مصر وأوضاعها الداخلية وإنما كان انتهاكات حقوق الإنسان في تركيا، ومستقبلها وعلاقاتها مع الجيران ومكافحة الإرهاب.
وأضاف بيان تحالف القيم المشتركة أن جولن بيّن بوضوح تام أنه يقف إلى جانب القيم الديمقراطية، بما في ذلك عدم سيطرة أي مجموعة على أخرى، وحماية حقوق كل مجموعة، وأن الديمقراطية هي أفضل شكل للحكم بالنسبة لدول مثل مصر وتركيا اللتين تضمان مجموعات متنوعة غير متجانسة، وأشار إلى إمكانية اتخاذ دستور الولايات المتحدة مرجعية باعتبار أنه يضمن حرية التعبير والدين والضمير، ويحمي المواطنين من تجاوزات الحكومة.
وفيما يتعلق بجماعة الإخوان المسلمين، قال البيان إن جولن كشف عن وجهات نظره حولها في مقابلة مكتوبة أجرتها معه مجلة الأهرام العربي المصرية أيضًا عام 2018، إذ لفت فيها إلى ضرورة معاقبة المتورطين بالفعل في أعمال إرهاب وعنف، ووجوب تجنب إطلاق وصف الإرهاب على من لم يتورطوا في مثل هذه الأعمال أبدًا في الوقت ذاته.
وتابع البيان أن جولن حذر في تلك المقابلة أيضًا من أن المقاربة الجماعية في وصف جماعات إسلامية تخدم الدين بصدق وإخلاص من دون أي تورط في الإرهاب والعنف كما أنها معاملة غير عادلة كذلك يمكن أن تدفع الأشخاص السلميين المعتدلين إلى حضن الحركات المتطرفة.
وشرح البيانُ المقصودَ من عبارة “إن المسيطرين على مقاليد الحكم في تركيا ليسوا من أبناء الأناضول” قائلاً: “من غير المعقول أن ينتقد جولن، وهو عالم إسلامي، أي شخص أو يشتبه فيه، بسبب جذوره العرقية. ذلك لأن قيمة أي فرد في نظر الله نابعة من نواياه وأفعاله. لذلك من الواضح أن انتقاد السيد جولن في المقابلة ليس موجهًا إلى الجذور أو الهويات العرقية وإنما موجه إلى القيام بتصرفات منافقة كالتظاهر بالهوية الإسلامية من جانب؛ وانتهاك القيم الإسلامية الأساسية بشكل صارخ ومستمر من جانب آخر.”
وفيما يلي النص الكامل لبيان تحالف القيم المشتركة:
بيان حول هجوم وسائل الإعلام التركية على مقابلة فتح الله جولن مع الإعلام المصري
أجرى السيد فتح الله جولن مقابلة قصيرة مع تليفزيون “تن” المصري خلال الأسبوع الأخير من شهر سبتمبر. لسوء الحظ، أقدمت وسائل الإعلام التركية الواقعة تحت سيطرة الرئيس أردوغان على تحريف هذه المقابلة، وإخراجها من سياقها واستخدامها كمواد دعائية، وذلك من أجل تشويه صورة السيد فتح الله جولن.
وهذا البيان يهدف إلى توضيح السياق والقصد والمواضيع الرئيسية لهذه المقابلة:
- لقد اشتدت حدة خطاب الكراهية ومطاردة السحرة يومًا بيوم منذ أن بدأهما الرئيس أردوغان ضد حركة الخدمة وفتح الله جولن في عام 2014.
- بسبب سيطرته على وسائل الإعلام التركية، قام أردوغان بنشر هذا الخطاب وحملة التشهير على جميع وسائل الإعلام في تركيا تقريبًا.
- وابتداء من عام 2014، تم تصدير هذه الدعاية السوداء ضد حركة الخدمة وفتح الله جولن إلى دول تربطها علاقات قوية بتركيا أو بها عدد كبير من المسلمين.
- بذلت حكومة أردوغان جهداً خاصاً لنشر هذه الدعاية بين الجماعات الإسلامية، مستخدمةً أساليب مختلفة، بما فيها تمويل مشاريع أفراد ومنظمات معينة مقابل قيامها بتصوير حركة الخدمة وكأنها حركة ضالة منحرفة بعيدة عن الإسلام والمسلمين.
- في هذا السياق، قبل أفراد حركة الخدمة، (منهم الأستاذ جولن) الفرص الإعلامية السانحة في العالم الإسلامي لنشر صورة دقيقة لحركة الخدمة ووأفكار السيد جولن. لذا يجب النظر إلى هذه المقابلة الأخيرة في هذا الإطار.
- كانت المواضيع الرئيسية للمقابلة هي انتهاكات حقوق الإنسان في تركيا، ومستقبل تركيا وعلاقاتها مع الجيران ومكافحة الإرهاب. محور المقابلة لم يكن مصر.
- صرح السيد جولن بوضوح تام أنه يقف إلى جانب القيم الديمقراطية، بما في ذلك عدم سيطرة أي مجموعة على أخرى. وأكد جولن على أن الديمقراطية هي أفضل شكل للحكم بالنسبة لدول مثل مصر وتركيا اللتين تضمان مجموعات متنوعة غير متجانسة، وأنه يجب حماية حقوق كل مجموعة. كما أشار إلى دستور الولايات المتحدة كمرجعية تضمن حرية التعبير والدين والضمير، وتحمي المواطنين من تجاوزات الحكومة.
- لقد كشف السيد جولن عن وجهات نظره حول جماعة الإخوان المسلمين في مقابلة مكتوبة أجرتها معه مجلة الأهرام العربي المصرية في عام 2018. فهو عندما وجه إليه سؤال: “تحاول بعض الأحزاب السياسية والسلطات في الغرب تصوير حركة الإخوان التي يعتبر أردوغان عضوا فيها، على أنها منظمة إرهابية. ما رأيك في هذه الجهود؟” أجاب قائلاً: “قد يكون بين جماعة الإخوان المسلمين أناس تورطوا بالفعل في أعمال إرهاب أو عنف، ولا يمكن تبرير ذلك أبدًا. فقد كان موقفي تجاه الإرهاب هو نفسه منذ البداية، وهو: أن المسلم الحقيقي لا يمكن أن يكون إرهابيًّا وأن الإرهابي لا يمكن أن يكون مسلمًا حقيقيًّا. لذلك، يجب على الجماعات الإسلامية اتخاذ موقف حاسم ضد الإرهاب والعنف. وإلا فإن وجه الإسلام المشرق سوف يتعرض للتشويه، مما قد يعني خيانة الإسلام. ولكن ليس من الصحيح التوجهُ إلى تعميم وصف الإرهاب بحيث يشمل أفراد جماعات إسلامية مختلفة يخدمون الدين بصدق وإخلاص من دون أي تورط في أعمال إرهاب وعنف في بلدان مختلفة من العالم. ذلك أن مثل هذه المقاربة الجماعية كما أنها تعتبر معاملة غير عادلة لأولئك الذين هم بعيدون عن الإرهاب، كذلك يمكن أن تدفع الأشخاص السلميين المعتدلين إلى حضن الحركات المتطرفة.”
- السيد جولن أوضح في المقابلة ماذا يقصد بعبارته “إنهم ليسوا أبناء الأناضول”. فمن غير المعقول أن ينتقد جولن، وهو عالم إسلامي، أي شخص أو يشتبه فيه، بسبب جذوره العرقية. في الواقع، فإن مختلف المجموعات العرقية التي تعيش اليوم في الأناضول، بما في ذلك المجموعات التركية المتعددة، قد وصلت إلى هذه الأرض في وقت ما، وتمزجت مع الأعراق الأخرى، وأصبحت أراضي الأناضول وعاءً يضمّ مئات الهويات العرقية التي تعيش في سلام ووئام وانسجام. وفقًا للمبادئ الإسلامية، فإن قيمة أي فرد في نظر الله نابعة من نواياه وأفعاله. لذلك من الواضح أن انتقاد السيد جولن في المقابلة ليس موجهًا إلى الجذور أو الهويات العرقية وإنما موجه إلى القيام بتصرفات منافقة كالتظاهر بالهوية الإسلامية من جانب وانتهاك القيم الإسلامية الأساسية بشكل صارخ ومستمر من جانب آخر، كما هو الحال في تعرض مئات الآلاف من المواطنين الأبرياء للظلم والاضطهاد دون تفريق بين النساء والأطفال والمسنين. هذا القصد واضح جلي يمكن رؤيته من خلال نظرة كلية شاملة إلى المقابلة.