موسكو (زمان التركية) – أصدرت الحكومة الروسية تصريحات تؤكد تأيدها العملية العسكرية التركي في شرق الفرات شمال سوريا، معتبرة دفاع تركيا عن نفسها حق مشروع، مؤكدة في الوقت ذاته ضرورة الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي السورية في الوقت ذاته.
المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، قال إن تركيا لم يعد أمامها خيار آخر غير التصرف بمفردها بشأن مخطط المنطقة الآمنة في شمال سوريا، مؤكدًا أن الحكومة الروسية تتابع آخر التطورات عن كثب.
كانت الحكومة التركية في أنقرة قد توصلت لاتفاق مع الإدارة الأمريكية، في أغسطس/ آب الماضي، حول إقامة المنطقة الآمنة في منطقة شرق الفرات التي يسيطر عليها قوات كردية مسلحة. إلا أن الحكومة التركية سرعان ما أعلنت أن الإدارة الأمريكية تتلاعب بوعودها، مقدمين إشارات أنها ستبدأ التحرك بمفردها.
وكان الرئيس رجب أدروغان، قد قال، أول أمس الثلاثاء، في كلمته على هامش افتتاح السنة التشريعية للبرلمان: “لقد اتبعنا كل الطرق من أجل حل الأزمة الواقعة على حدودنا مع حلفائنا. وقد تصرفنا معهم بصبر كبير، وأعربنا عن عزمنا وإصرارنا في هذا الصدد. وعمليتا درع الفرات وغصن الزيتون هما الدليل المادي على أرض الواقع لإصرارنا في هذا الأمر. ولكن للأسف لم نصل لأي نتائج نتمناها بهذه الطريقة في شرق الفرات. تركيا لا يوجد أمامها يوم واحد لتفقده”.
وأوضح أردوغان أن مخطط إقامة المنطقة الآمنة في شمال سوريا، يمتد من نهر الفرات غربًا إلى الحدود مع العراق شرقًا، بعمق 30 كيلو مترًا، على أن تضم هذه المنطقة قرى وأحياء لإعادة تسكين نحو 2 مليون من اللاجئين السوريين.
وفي سياق آخر قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن بلاده ترغب في تحقيق تواصل بين الحكومة التركية في أنقرة والحكومة السورية في دمشق.
يأتي ذلك عقب إعلان تركيا التجهيز لعملية عسكرية في شرق الفرات ضد الأكراد، حيث قال الرئيس التركي رجب أردوغان إن بلاده ستنفذ مخطط إقامة المنطقة الآمنة في شمال سوريا بمفردها.
وأكد لافروف خلال الاجتماع السنوي الـ 16 لنادي (فالداي) للحوار في مدينة سوتشي الروسية، أمس الأربعاء، “نعتقد أن الأطراف -المعنية بالأزمة السورية- يمكنا الاتفاق، ونحن سنقدم المساعدة بكل الطرق”.
وأضاف أنه من الأفضل تحقيق اتفاق المنطقة الآمنة استنادًا على مبادئ احترام سيادة ووحدة الأراضي السورية، قائلًا: “ولكن للأسف لم يحدث هذا من قبل الإدارة الأمريكية. كما أنها غير جاهزة لمراعاة والأخذ في الاعتبار المخاوف المشروعة لتركيا. نحن نرى منذ فترة طويلة أن أردوغان حذر أكثر من مرة من أنه لن ينتظر طويلًا.
حسب ما قاله أردوغان، فإنه في حالة عدم التوصل لاتفاق مع أمريكا خلال أسابيع وفقًا للمبادئ التي تحدثت عنها، فإنه سيكون له الحق في التحرك بمفرده”.
وأكد لافروف أن روسيا ستقدم الدعم اللازم من أجل تحقيق الاتفاق بشأن المنطقة الحدودية بين تركيا وسوريا، قائلًا: “يمكنني القول إننا ندعم هذا الموقف لأنه يستوجب تواصلا بين سوريا وتركيا. وأتوقع أن الأطراف سيتمكنون من التوصل لاتفاق في هذا الشأن. لذلك سنقدم له كافة أشكال الدعم اللازم”.
–