موسكو (زمان التركية) – قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن بلاده ترغب في تحقيق تواصل بين الحكومة التركية في أنقرة والحكومة السورية في دمشق.
يأتي ذلك عقب إعلان تركيا التجهيز لعملية عسكرية في شرق الفرات ضد الأكراد، حيث قال الرئيس التركي رجب أردوغان إن بلاده ستنفذ مخطط إقامة المنطقة الآمنة في شمال سوريا بمفردها.
لافروف اتهم الولايات المتحدة بعد الرغبة في التعاون بين دمشق وأنقرة، واستمرار سيطرتها على المنطة الحدودية بين البلدين، قال: “الولايات المتحدة طلبت من تركيا أن لا تتعاون مع سوريا بشكل مباشر. وستسمح الولايات المتحدة لتركيا بتواجد قوات لها من الشرطة العسكرية والمراقبين ضمن القوات التي سيتم تشكيلها من قبل التحالف، وأن تقوم القوات الأمريكية بالسيطرة على الشريط الحدودي. إلا أن تركيا لم تطمئن لهذه الخطوة. أنا أتفهم جيدًا الوضع أن يتم العمل وفقًا لرأي دولة لا دخل لها بالأزمة الأمنية على الحدود”.
وأكد لافروف خلال الاجتماع السنوي الـ 16 لنادي (فالداي) للحوار في مدينة سوتشي الروسية، أمس الأربعاء، “نعتقد أن الأطراف -المعنية بالأزمة السورية- يمكنا الاتفاق، ونحن سنقدم المساعدة بكل الطرق”.
وأضاف أنه من الأفضل تحقيق اتفاق المنطقة الآمنة استنادًا على مبادئ احترام سيادة ووحدة الأراضي السورية، قائلًا: “ولكن للأسف لم يحدث هذا من قبل الإدارة الأمريكية. كما أنها غير جاهزة لمراعاة والأخذ في الاعتبار المخاوف المشروعة لتركيا. نحن نرى منذ فترة طويلة أن أردوغان حذر أكثر من مرة من أنه لن ينتظر طويلًا. حسب ما قاله أردوغان، فإنه في حالة عدم التوصل لاتفاق مع أمريكا خلال أسابيع وفقًا للمبادئ التي تحدثت عنها، فإنه سيكون له الحق في التحرك بمفرده”.
وأكد لافروف أن روسيا ستقدم الدعم اللازم من أجل تحقيق الاتفاق بشأن المنطقة الحدودية بين تركيا وسوريا، قائلًا: “يمكنني القول إننا ندعم هذا الموقف لأنه يستوجب تواصلا بين سوريا وتركيا. وأتوقع أن الأطراف سيتمكنون من التوصل لاتفاق في هذا الشأن. لذلك سنقدم له كافة أشكال الدعم اللازم”.
من جهة أخرى كانت المعارضة التركية دعت خلال انعقاد “مؤتمر سوريا الدولي” في إسطنبول يوم السبت، الرئيس التركي رجب أردوغان إلى التحاور مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وتشجيع اللاجئين السوريين على العودة إلى بلادهم بشكل طوعي، بهدف إنهاء الصراع وتأسيس السلام والاستقرار في سوريا.
كما أكد لافروف أنه من الممكن أن تكون اتفاقية أضنة مرجعًا قانونيًا لحل الأزمة وفقًا لرأي روسيا، موضحًا أن الولايات المتحدة الأمريكية تحاول فصل منطقة شرق الفرات من سوريا.
وقال عن منطقة شرق الفرات: “الولايات المتحدة وقوات التحالف يلعبون لعبة خطيرة للغاية في شرق الفرات، من خلال محاولة إدخال العناصر الكردية من أجل الوصول إلى أهدافهم الجيوسياسية في المنطقة”.
وكان الرئيس التركي رجب أردوغان قال أمس الثلاثاء خلال افتتاح العام التشريعي الجديد بالبرلمان بشكل صريح إن بلاده ستتحرك، لإنشاء المنطقة الآمنة.
وقال أردوغان إن تركيا ليس أمامها سوى المضي قدما دون تعاون مع أمريكا لإقامة “المنطقة الآمنة” في شمال شرقي سوريا، في تصريح ويأتي بعد يومين من اجتماع مجلس الأمن القومي التركي، تناول المنطقة الآمنة.
وقال مجلس الأمن القومي التركي، وفي ختام اجتماعه يوم الاثنين، حول المنطقة الآمنة إن “تركيا ستعزز وتثبت نيتها الصادقة تجاه المنطقة الآمنة في شمال سوريا من أجل تسهيل عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم في أقرب وقت ممكن”.
وعقب استضافة تركيا هذا الشهر قمة حول سوريا بمشاركة إيران وروسيا، قال أردوغان إن زعيما البلدان يدعمان المنطقة الآمنة في شمال شرق سوريا، ما يشير إلى توصله لداعم بديل عن الولايات المتحدة، وضوء أخضر من موسكو بالتحرك.
من جانبها قالت روسيا إنها تراقب الوضع في شمال سوريا عن كثبٍ، بعد إعلان تركيا التحرك بمفردها لإنشاء “المنطقة الآمنة” بمنطقة شرق الفرات.
وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في تصريح صحفي من موسكو أمس “من حق أنقرة الدفاع عن نفسها، لكن يجب الحفاظ على وحدة أراضي سوريا” ما يشير إلى عدم معارضة موسكو التحرك التركي.
–