أنقرة (زمان التركية) – قال الكاتب الصحفي التركي المعارض صباح الدين أونكبار إن انزعاج حزب العدالة والتنمية الحاكم وهجومه على حزبي الخير والشعب الجمهوري، على خلفية اجتماع ممثليهم مع وفد صندوق النقد الدولي سببه خوفهم من تسرب شروط اتفاق سري بين الحكومة والصندوق على الاقتراض.
وأكد صباح الدين أونكبار أن: “حزب العدالة والتنمية هو السبب في مجيء صندوق النقد الدولي إلى تركيا. لقد عقدوا اجتماعات سرية للغاية مع الحكومة على مدار 11 يومًا”.
وأوضح أونكبار أن الاجتماعات التي استمرت 11 يومًا، كانت مفاوضات سرية، قائلا: “لقد كانت مفاوضات سرية مع رئاسة الجمهورية ووزارة المالية والخزانة. مجيء وفد صندوق النقد الدولي لم يكن رغمًا عن الحكومة”.
وتسببت الزيارة في غضب أعضاء في الحزب الحاكم، مما دفع المتحدث الرسمي باسم حزب العدالة والتنمية عمر تشاليك للزعم بأن الاجتماعات كانت سرية وأن صندوق النقد الدولي كان يقدم لحزب الشعب الجمهوري معلومات يستخدمها في معارضة الحكومة.
لكن رئيس البنك المركزي التركي السابق ومسؤول الاقتصاد في حزب الخير التركي، دورموش يلماز، والذي حضر الاجتماع أكد أن زيارة مسؤولي صندوق النقد الدولي إلى تركيا، تمت بدعومة من الحكومة، وذلك ردا على الهجوم الذي تبع الزيارة بسبب لقاء وفد صندوق النقد بممثلي الأحزاب المعارضة.
وأشار الكاتب صباح الدين أونكبار إلى الاحتمال الأكبر أن تكون الاجتماعات للتفاوض حول شروط الاتفاق، قائلًا: “لا يريدون أن يعرف الرأي العام هذه المفاوضات. لذلك تنتابهم حالة من الذعر”.
وأضاف حكومة حزب العدالة والتنمية، لا تريد أن يعرف الشارع التركي شيئا عن هذه المفاوضات، كما فعلت بشأن اتفاقها السري مع شركة “McKinsey” الأمريكي التي تتحكم في كل أركان الدولة وهي وضعت تصور النظام الرئاسي الحالي الذي طبقه أردوغان.
وأوضح أن اجتماعات وفد صندوق النقد الدولي الذي تكون من رئيس الصندوق في أوروبا والرجل الثاني في الصندوق، استمرت 11 يومًا، وحرصت الحكومة على عدم فضح الأمر، خوفًا من رد فعل الشارع التركي، خاصة وأن الرئيس رجب أردوغان يردد دائمًا أن دولته في عهده قدمت قروضا للصندوق ولم تقترض منه.
وتسائل عن دور صندوق الودائع الادخارية الذي تؤول إليه منذ عام 2016 جميع المنشآت التي تصادرها الحكومة، وخاصة التابعة لحركة الخدمة، وقال: “أين هو صندوق الأصول العملاق؟ إنهم ينقذون به الشركات الموالية لهم فقط”.
وحذر صندوق النقد الدولي، من “مخاطر خارجية ومحلية”، وقال في بيان إن من الصعب تحقيق نمو قوي ومستدام إذا لم تنفذ الحكومة مزيدًا من الإصلاحات.
واعتبر الصندوق أن “الهدوء الحالي -بأسواق المال التركية- يبدو هشا. لا تزال الاحتياطيات منخفضة في حين لا يزال الدين الأجنبي للقطاع الخاص واحتياجات التمويل الخارجي مرتفعين”. وفق وكالة (رويترز).
صندوق النقد الدولي رأى أن التحدي الأساسي يتمثل في تحويل التركيز من النمو القصير الأجل إلى نمو أقوى وأكثر مرونة في الأجل المتوسط.
وكان صندوق النقد الدولي قال في وقت سابق إنه سيجري مناقشات مع مسؤولين أتراك بشأن “مشاورات المادة الرابعة” من ميثاق الصندوق، وأنه سيقوم بلقاء مجموعات من المعارضة والتيارات السياسية الأخرى، بعيدًا عن الحزب الحاكم.
الصندوق قال على الموقع الإلكتروني له، إن هذه الزيارة جاءت ضمن مشاورات المادة الرابعة، وأنه يجري زيارة سنوية للدول الأعضاء بشكل دوري.
زيارة خبراء ومسؤولو الصندوق لتركيا كانت في 12 سبتمبر/ أيلول الجاري، وجائت وسط أزمة اقتصادية طاحنة تتعرض لها تركيا منذ أشهر، أدت إلى انهيار كبير في سعر صرف الليرة أمام العملات الأجنبية، بالإضافة إلى ارتفاع جنوني لمعدلات التضخم، فضلًا عن القفزات التي شهدها الدين الخارجي.
–