موسكو (زمان التركية)ــ قالت روسيا إنها تراقب الوضع في شمال سوريا عن كثبٍ، بعد إعلان تركيا التحرك بمفردها لإنشاء “المنطقة الآمنة” بمنطقة شرق الفرات.
وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في تصريح صحفي من موسكو “من حق أنقرة الدفاع عن نفسها، لكن يجب الحفاظ على وحدة أراضي سوريا” ما يشير إلى عدم معارضة موسكو التحرك التركي.
وكان الرئيس التركي رجب أردوغان قال أمس الثلاثاء خلال افتتاح العام التشريعي الجديد بالبرلمان بشكل صريح إن بلاده ستتحرك، لإننشاء المنطقة الآمنة.
وقال أردوغان إن تركيا ليس أمامها سوى المضي قدما دون تعاون مع أمريكا لإقامة “المنطقة الآمنة” في شمال شرقي سوريا، في تصريح ويأتي بعد يومين من اجتماع مجلس الأمن القومي التركي، تناول المنطقة الآمنة.
وقال مجلس الأمن القومي التركي، وفي ختام اجتماعه يوم الاثنين، حول المنطقة الآمنة إن “تركيا ستعزز وتثبت نيتها الصادقة تجاه المنطقة الآمنة في شمال سوريا من أجل تسهيل عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم في أقرب وقت ممكن”.
ولم يذكر البيان وقتها إن كان هناك قرار بشن عمل عسكري ضد القوات الكردية شرق الفرات، كما سبق وتم التهديد به في حال عدم تنفيذ واشنطن خطة المنطقة الآمنة.
وعقب استضافة تركيا هذا الشهر قمة حول سوريا بمشاركة إيران وروسيا، قال أردوغان إن زعيما البلدان يدعمان المنطقة الآمنة في شمال شرق سوريا، ما يشير إلى توصله لداعم بديل عن الولايات المتحدة، وضوء أخضر من موسكو بالتحرك.
من جهة أخرى كان جيمس جيفري المبعوث الأميركي الخاص بسوريا قد حذر من أن الرغبة التركية للتحرك من طرف واحد لإقامة المنطقة الآمنة لن يكون مفيدًا.
جيفري قال على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة “أوضحنا لتركيا أن التحرك من طرف واحد لن يؤدي إلى تحسن أمن أحد… لدى الأتراك بالطبع خيار التحرك عسكريا”.
وأضاف “طورنا مقترحا لإنشاء منطقة آمنة يشمل سحب وحدات حماية الشعب قواتها وأسلحتها الثقيلة لمسافات مختلفة”، وقال إن “الوحدات ستزيل أيضا تحصيناتها في مناطق معينة… نعمل بقدر الإمكان على تطبيق الاتفاق العسكري بصدق وبشكل سريع”.
ويقول إردوغان إن منظور المنطقة الآمنة لدى الإدارة الأمريكية يختلف عن أهداف تركيا، من حيث مساحتها والقبول بالسيطرة التركية الكاملة عليها، والسماح بتواجد القوات الكردية بها.
مكاسب اقتصادية
ويسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتحقيق مكاسب اقتصادية من وراء مشروعه الخاص بإقامة منطقة آمنة في شمال شرق سوريا، على غرار الأهداف الاستراتيجية الأخرى.
والأسبوع الماضي، تناول أردوغان من جديد خلال كلمته أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة، مشروع المنطقة الآمنة التي أعلن الاتفاق بشكل مبدئي عليها مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال الرئيس التركي أردوغان في كلمته بالأمم المتحدة: “أدعو جميع الدول لدعم مجهوداتنا ومساعينا الخاصة بسوريا”.
وسائل إعلام تركية قالت إن أردوغان يخطط لإنشاء بلدات وقرى في المنطقة الآمنة تستوعب مليون نسمة بشكل مبدئي، ونشرت تفاصيل المشروع السكني الذي يريد أردوغان إنشائه، للتخلص من عبء اللاجئين السوريين في بلاده.
ووفق المخطط سيتم في المنطقة الآمنة إنشاء 10 بلدات بتعداد سكاني 30 ألف لكل منها، و140 قرية بتعداد سكاني يبلغ 5 آلاف لكل منها.
وأضاف أردوغان: “ننوي إقامة ممر سلام بعمق 30 كيلو مترًا وطول 480 كيلو مترًا، كمرحلة أولى، وتوفير مساكن ووحدات سكنية لنحو 2 مليون سوري فيها، بدعم من المجتمع الدولي”.
ومن المعلوم أن الهدف الاستراتيجي للرئيس التركي يكمن في مخطط “ممر السلام” الذي يريد من خلاله القضاء على الوجود الكردي بالمنطقة، ومنع قوات سوريا الديمقراطية من إقامة كيان يتمتع بالحكم الذاتي في منطقة شرق الفرات شمال سوريا.
–