إسطنبول (زمان التركية) – تسبب الزلزال الذي ضرب مدينة إسطنبول، الخميس الماضي، بقوة 5.7 درجات على مقياس ريختر، في تصدع مئات المباني، من ضمنها الأسوار التاريخية لمدينة إسطنبول.
ويوم الإثنين الماضي ضرب زلزال مدينة إسطنبول ثم ضرب زلزال آخر أقوى المدينة ذاتها يوم الخميس الماضي.
وأدت تبعات الزلزال الأخير لحدوث تصدعات كبيرة وخطيرة في حصن الأبراج السبعة “يدي كولا” على الشريط الساحلي الممتد من منطقة زيتين بورنو الى منطقة باكر كوي، السياحة في اسطنبول.
وتعرض أحد الأبراج للانهيار نتيجة انقسامه من المنتصف.
وفي السياق ذاته أوضح مستشار رئيس الجمهورية فؤاد أوكتاي، خلال مؤتمر صحفي، أن عدد المباني المتضررة من الزلزال بلغ 473 مبنى، مشيرًا إلى حدوث 188 تابعا للزلزال بقوة 4.1 درجة منذ وقوع الزلزال الأول الأكبر.
وقال أوكتاي: “جميع مؤسساتنا تواصل عملها حتى الآن. وبالتحديد يواصل 556 من عاملينا أعمالهم الخاصة بتوفير الاحتياجات من المواد الغذائية والمعدات والأدوات والمساكن”.
وأشار إلى أن البلاغات الخاصة بتضرر المباني التي وصلت هيئة الكوارث بلغت 473 بلاغًا.
وأكد أنه تم فحص 55 مدرسة بعد الإبلاغ عن تضررهم، قائلًا: “صدر قرار بإجراء فحص مفصل لـ14 مدرسة. وقد تم منح هذه المدارس عطلة لحين انتهاء الفحص. بينما لم يتم ملاحظة أي ضرر يستدعي تعطيل الدراسة في 7 آلاف و46 مدرسة أخرى. وسيتم الكشف عن التقرير والحالة النهائية لعدد 14 مدرسة الجاري فحصها خلال 3 أيام. وسنقوم بالتعليق على آخر المستجدات”.
وأكد أن الزلزال أسفر عن إصابة 34 مواطنًا، 24 منهم أنهوا علاجهم، بينما يستمر علاج الـ10 الباقين.
وفي السياق وجه خبير الزلازل الهولندي فرانك هوجيربيتس، نصيحة لأهالي مدينة إسطنبول، المذعورين بشأن الزلزال المدمر المتوقع حدوثه في الفترة المقبلة.
وكان هوجيربيتس تنبأ بحدوث الزلزال الذي شهدته إسطنبول الأسبوع الماضي بقوة 5.8 درجات، قبل وقوعه بيومين فقط.
هوجيربيتس نشر تغريدة على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، باللغة التركية وكذلك بالإنجليزية، مطالبًا الشعب التركي بعدم الذعر والقلق.
https://twitter.com/fahoogerbeets/status/1177946881034465280
وقال أمس السبت: “الأصدقاء الأحباء الموجودون في إسطنبول؛ من فضلكم اهدأوا. لقد شهد العالم أجمع أكثر من 200 زلزال بقوة 5.7 درجات أو أكثر، منذ شهر يناير/ كانون الثاني الماضي. ثلاثة منها كانت في تركيا. لا يمكنكم أن تعطلوا حياتكم من أجل زلزال بقوة 5-6 درجات على مقياس ريختر. أن تكونوا متيقظين أمر جيد، ولكن استمتعوا بحياتكم”.
وأمس قال مدير معهد “قنديلي” لدراسات الزلازل البروفيسور خلوق أوزانير، إن التأثير الأكبر كان في الأحياء الواقعة شرق مدينة إسطنبول، قائلًا: “المكان الذي وقع الزلزالان فيه بقوة 5.7 و4.7 ريختر، كان في شمال الصدع الرئيسي المسبب للزلازل، وقد تحرك وانتقل الصدع الذي تسبب في وقوع هذا الزلزال نحو خليج إزميت المطلّ على بحر مرمرة”.
وأكد أوزانير أن الإمكانيات التي يمتلكها المرصد التابع لجامعة بوغاز إيجي، تتوقف قدرتها عند متابعة الهزات الأرضية وقت حدوثها وتطوراتها ولا يمكنها التنبؤ بتوقيت وقوع الهزات الأرضية، قائلًا: “إن المرصد يعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع. ويقوم بمتابعة الهزات الأرضية في جميع أنحاء تركيا. كما يتوقع الاتجاه الذي ستتقدَّم فيه تلك الهزات”.
وشدد على أنه من الضروري أن يتقبل الجميع أن تركيا دولة زلازل، قائلًا: “هناك تدابير يجب على الجميع اتخاذها. لا أجد أنه من الصواب أن يتم مناقشة موضوعات قوة الزلزال وتوقيته أمام الرأي العام”.
لفت إلى أن هناك ما يشير إلى أن هناك زلزالا كبيرا في انتظارنا، قائلًا: “هناك طاقة تقترب منَّا، ولكن لا نعرف متى سيكون الزلزال. لذلك علينا أن نتخذ التدابير اللازمة، وكأن الزلزال سيحدث في أي لحظة. لا نعرف متى سيحدث، ولكننا نقترب إلى النهاية. الحقائق العلمية تؤكد أن الزلزال سيكون بقوة 7 درجات على مقياس ريختر”.
وكان رئيس مركز أبحاث علوم الطبيعة في جامعة “تكنيك يلديز” التركية، شكري آرصوي، حذر في مارس/ آذار الماضي من أن منطقة مرمرة شمال غرب تركيا، معرضة لزلزال عنيف قد تصل قوته إلى أكثر من 7 درجات، وتوقع آرصوي وقتها عن احتمال وقوع كارثة.
و منطقة مرمرة التي تضم 13 ولاية تركية يزيد عدد سكانها عن 26 مليون نسمة، ويزيد عدد البنايات بها عن 6 ملايين بناية، وتعد العصب الحيوي للاقتصاد التركي.
–