أنقرة (زمان التركية) – يسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتحقيق مكاسب اقتصادية من وراء مشروعه الخاص بإقامة منطقة آمنة في شمال شرق سوريا، على غرار الأهداف الاستراتيجية الأخرى.
والأسبوع الماضي، تناول أردوغان من جديد خلال كلمته أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة، مشروع المنطقة الآمنة التي أعلن الاتفاق بشكل مبدئي عليها مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وسائل إعلام تركية قالت إن أردوغان يخطط لإنشاء بلدات وقرى في المنطقة الآمنة تستوعب مليون نسمة بشكل مبدئي، ونشرت تفاصيل المشروع السكني الذي يريد أردوغان إنشائه، للتخلص من عبء اللاجئين السوريين في بلاده.
ووفق المخطط سيتم في المنطقة الآمنة إنشاء 10 بلدات بتعداد سكاني 30 ألف لكل منها، و140 قرية بتعداد سكاني يبلغ 5 آلاف لكل منها.
وكان الرئيس التركي أردوغان قد قال في كلمته: “أدعو جميع الدول لدعم مجهوداتنا ومساعينا الخاصة بسوريا”.
وأضاف أردوغان: “ننوي إقامة ممر سلام بعمق 30 كيلو مترًا وطول 480 كيلو مترًا، كمرحلة أولى، وتوفير مساكن ووحدات سكنية لنحو 2 مليون سوري فيها، بدعم من المجتمع الدولي”.
ومن المعلوم أن الرئيس التركي يرغب عبر مخطط “ممر السلام” في القضاء على الوجود الكردي بالمنطقة، ومنع قوات سوريا الديمقراطية من إقامة كيان يتمتع بالحكم الذاتي في المنطقة.
حسب الخطة التي أعلنها أردوغان، لتسكين نحو مليون سوري، تضم القرية الواحدة وحدات سكنية مستقلة، كل وحدة منها على مساحة 100 متر مربع، تتكون من 3 غرف وصالة واحدة، بإجمالي عدد 1000 وحدة سكنية، بالإضافة إلى مسجدين، و16 مدرسة كل منها بطاقة استيعابية 16 فصلًا، ومركز شباب واحد، وصالة رياضية مغطاة. كما سيتم منح كل أسرة قطعة أرض زراعية بمساحة فدان واحد.
أما البلدات فتتكون البلدة الواحدة من 6000 وحدة سكنية، كل منها على مساحة 100 متر مربع، تتكون من غرفتين وصالة أو ثلاثة غرف وصالة، بالإضافة إلى جامع مركزي، و10 مساجد صغيرة في الأحياء، و8 مدارس كل منها بطاقة استيعابية 16 فصلًا، ومدرسة ثانوية، وصالتين رياضيتين، و5 مراكز شباب، و4 ملاعب كرة قدم، ومستشفى بسعة 10 أسرة لـ8 بلدات، ومستشفى أخرى بسعة 200 سرير في بلدتين، بالإضافة إلى منطقة صناعية صغيرة، وجامعة، مع مشروعات لتلبية الاحتياجات اللازمة من البنية التحتية.
أما عن التكلفة الإجمالية لبناء الوحدات الكافية لإسكان مليون شخص، فتبلغ بنحو 150 مليار و965 مليون و400 ألف ليرة تركية.
ويشير الخبراء إلى أن أردوغان يريد استغلال قضية المنطقة الآمنة اقتصاديا، عبر طلب المشاركة الدولية في “إعادة إعمار” شمال شرق سوريا.
ومن المنتظر أن تتولي شركة الإسكان التركية توكي الإنشاءات بالمنطقة الآمنة.
يشار إلى أن مخطط أردوغان سبق تنفيذه في شرق وجنوب شرق تركيا ذات الأغلبية الكردية، حيث دمر أولاً المناطق السكنية بدعوى مكافحة العناصر التابعة لحزب العمال الكردستاني، ومن ثم قام بإعادة تصميم المدن الكردية.
–