برلين (زمان التركية) – شهدت مدينة لايبزيغ شرق ألمانيا، فاعلية نظمتها منظمات مجتمع مدني، أمس الأربعاء، للفت الانتباه لقضية الأطفال المحتجزين في السجون التركية برفقة أمهاتهم.
ورفع المشاركون في الفاعلية لافتات للمطالبة بإنقاذ 864 طفلًا داخل السجون التركية.
التظاهرات سلطت الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان في تركيا، وركزت بشكل أساسي على احتجاز السلطات التركية أطفالا ورضع مع أمهاتهم المنتميات لحركة الخدمة.
وكانت مدينة نيويورك الأمريكية قد شهدت يوم الثلاثاء الماضي زامنًا مع تواجد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في نيويورك لحضور اجتماعات القمة الـ74 لمنظمة الأمم المتحدة، تظاهرات حاشدة، اعتراضًا على انتهاكات حقوق الإنسان في تركيا خصوصا ممن لهم علاقة بحركة الخدمة.
وقال بيان مشترك للمنظمات إن النساء الحوامل والأمهات يتعرضن للأذى النفسي بسبب السجن التعسفي؛ ما أدى إلى تدمير آلاف الأسر في تركيا.
المنظمات وجهت دعوة عاجلة للحكومة التركية من أجل الإفراج عن الأمهات وأطفالهن، وكذلك سجناء الرأي.
تقرير صادر الأسبوع الماضي عن دورية (نسمات) للدراسات الاجتماعية والحضارية، قال إن عدد الأطفال دون سن السادسة المحتجزين مع أمهاتهم بالسجون بلغ في 11 أغسطس/ آب الماضي 864 طفلاً، نتيجة حملة الاعتقالات التي استهدفت المنتمين إلى حركة (الخدمة)، “بينهم 149 رضيعًا لم يتجاوزوا العام”.
وتتهم الحكومة التركية حركة الخدمة بتدبير الانقلاب الفاشل في 15 يوليو/ تموز 2016، لكن الحركة تنفي وتطالب بدليل واضح على هذا الاتهام من خلال تشكيل لجنة دولية تحقق في هذا الأمر.
وكان عدد الأطفال بسجون النظام التركي في شهر مايو/ أيار 2018، يبلغ 705 طفلاً، بحسب بيانات وزارة السجون التركية في أغسطس/ آب2017.
التقرير استعرض نماذج لمعاناة الأمهات بالسجون التركية، وتناول قصصا للسجينات وأطفالهن، فضلا عن معاناة الأطفال الأتراك المولودين خارج البلاد في الحصول على وثائق ثبوتية، لانتماء آبائهم إلى حركة الخدمة.
التقرير قال إن النظام التركي خرق اتفاقية حقوق الطفل (CRC)، بشكل واضح، ودلل على ذلك بإصدار الحكومة التركية مرسوم القانون رقم 680 الذي يحرم مواطنيها المقيمين في الخارج منذ انقلاب 15 يوليو/ تموز من الخدمات القنصلية، بالإضافة إلى إلغاء ومصادرة جوازات سفرهم، خشية أن يكونوا منتمين لحركة الخدمة.
وتزامن تقرير نسمات مع حديث البرلماني الكردي المنتمي إلى حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد عمر فاروق جرجيرلي أوغلو عن ارتفاع عدد الأطفال بالسجون في تركيا.
وقال جرجيرلي أوغلو إن حكومة حزب العدالة والتنمية تتعمد عدم الكشف عن أعداد المحتجزين والمعتقلين داخل السجون، مضيفًا بأن عدد الأطفال في المرحلة العمرية بين 0-6 سنوات داخل السجون يقترب من 1000 طفل، بحانب أمهاتهم المتهمات بالانتماء إلى حركة الخدمة أو دعم الانقلاب الفاشل في 2016.