إسطنبول (زمان التركية) – قبل ثلاثة أعوام صدرت تصريحات مثيرة عن سكرتير وزارة الدفاع التركية السابق أوميت ياليم، حول فقدان تركيا 17 جزيرة خلال السنوات الأولى لحزب العدالة والتنمية فى الحكم، متهما الرئيس رجب أردوغان بالتنازل عنها لصالح اليونا في حين أنه ينتقد معاهدة لوزان.
وفي حوار صحفي مع جريدة “سوزجو”، نشر في شهر أكتوبر/ تشرين الأول 2016 عقب محاولة الانقلاب، كان غرضه التعليق على تصريحات رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان حول اتفاقية لوزان، قال العقيد السابق في الجيش التركي، أوميت ياليم، الذي تقاعد بعد أن وصل إلى منصب سكرتير وزارة الدفاع، إن اتفاقية لوزان التي اعتبرها أردوغن “هزيمة” كان “الفائز الأكبر من الاتفاقية الجمهورية التركية”. أضاف أوميت “لكن قبل أي شيء، يجب محاسبة النظام الحاكم حاليًا عما تسبب فيه من أكبر خسارة للأراضي في تاريخ الجمهورية التركية!”.
وأضاف ياليم: “في عهد حزب العدالة والتنمية انتقلت السيادة على 17 جزيرة في بحر إيجه غرب تركيا إلى اليونان. تمتلك اليونان الآن بلديات في هذه الجزر الواقعة ضمن حدود مدن إزمير وآيدن وموغلا”.
وأكد أن الاحتلال اليوناني للجزر السبعة عشر بدأ في عام 2004، وفُسِّر على أنه تنازل من حكومة حزب العدالة والتنمية من أجل الحصول على موعد بدء مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى أن هناك رواية أخرى أن هذه الجزر منحت لليونان تعويضًا لممتلكات الأسر اليونانية المهجرة من تركيا نتيجة أعمال العنف التي استهدفت الأقلية اليونانية في إسطنبول في الأحداث المعروفة بأحداث ـ6-7 سبتمبر/ أيلول 1955.
أردوغان كان قد قال في كلمة له خلال اجتماع مع عُمد القرى، عن اتفاقية لوزان: “لقد ارتضوا باتفاقية لوزان في عام 1923. ويحاول البعض أن يوهمنا أن الاتفاقية هي انتصار لنا”.
أوضح أوميت ياليم في حواره أن حكومة حزب العدالة والتنمية أجرت اتفاقًا سريًا مع اليونان في هذا الشأن، قائلًا: “بدأت لقاءات استكشافية بين تركيا واليونان اعتبارًا من عام 2006. للأسف هذه اللقاءات كانت سرية للغاية، بحضور 3 دبلوماسيين أتراك، واثنين من الجانب اليوناني والثالث قائد في القوات البحرية اليونانية. لم يتم إبلاغ الرأي العام بها، وإنما كانت بعلم من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس أركان الجيش فقط. أنا أيضًا لم أكن أعلم في ذلك الوقت، حتى اختراق الطائرات اليونانية مجالنا الجوي في عام 2008”.
وأضاف: “كنت قائد مركز العمليات والقيادة في رئاسة الأركان في ذلك الوقت. وفي يوم وقع اختراق لمجالنا الجوي. دخل رئيس الأركان وقائد القوات البرية اليونانيان إلى جزيرة بولاماتش بطائرة مروحية. هذه الجزيرة في المياه الإقليمية لمدينة ديديم التركية، وتابعة لتركيا. بالتأكيد اندهشت. كان في يدي خريطة، ووجدت أن الجزيرة محتلة من اليونان”.
وأوضح أن الجزيرة تضم بلدية يونانية وقوات عسكرية يونانية، قائلًا: “كان مجيء القادة اليونانيين للاحتفال مع الجنود بعيد رأس السنة. وبعد 4-5 أيام تضخم الأمر؛ في يناير/ كانون الثاني 2009، جاء الرئيس اليوناني إلى جزيرة “أشاك” التابعة لنا. وجدت أنهم يقومون بزيارة البلدية اليونانية على الجزيرة ويلتقطون صورًا أمام لافتة مدون عليها: “بلدية يونانية، منطقة 12 جزيرة، ضاحية جزيرة أشاك”.
وأكد أنه لم يتمكن الدخول إلى هذه الجزيرة في عام 2011، إلا ياستخدام جواز السفر، قائلًا: “هذه الجزر كانت فارغة، ولكن بعد أن حصلت اليونان عليها من الحكومة التركية، أرسلت جنودها أولًا ثم مواطنيها”.
وأشار إلى أن المادة 12 من اتفاقية لوزان تنص على ضرورة أن تكون هذه الجزر منزوعة السلاح، لافتًا إلى أنها تضم الآن جنودًا يونانيين.
الحوار تناقلته العديد من الصحف التركية في ذلك الوقت، من بينها صحيفتا “يني عقد” و”يني شفق” المحسوبتان على الحكومة.
ولفت ياليم إلى أن كنيسة “Fener” اليونانية في تركيا أرسلت قساوسة أيضًا إلى هناك، وتعلن عن ذلك على موقعها الإلكتروني.
وكشف أيضًا أن الجنود الذين داهموا الفندق الذي كان يقيم فيه أردوغان وقت محاولة انقلاب 15 يوليو/ تموز 2016 المزعوم، كانوا يختبئون في جزيرة “كاتشي”، إلا أن الجيش التركي لم يتمكن من إرسال قوات للبحث عنهم هناك، لأن الجزيرة واقعة تحت سيطرة اليونان، لذلك فإن القوات اليونانية هي من قامت بعملية البحث عن المتورطين في العملية.
وأشار إلى أن رئيس الوزراء السابق بن علي يلدريم أيضًا دخل إلى جزيرة “كويون” التابعة لمدينة إزمير، خلال حملته الانتخابية في المدينة، باستخدام جواز سفره، زاعمًا أن المركبة التي كان يستقلها يلدريم أنزلت العلم التركي ورفعت العلم اليوناني.
من هو أوميت ياليم؟
أوميت ياليم عمل ضابطًا بالجيش التركي لدى قوات حلف الناتو في البوسنة، ثم مستشارًا عسكريًا لتركيا لدى الأردن خلال الحرب على العراق، وشغل مناصب مختلفة في فرع الإعداد للحرب في قيادة أركان الجيش التركي، ومركز قيادة العمليات، إلى أن وصل إلى منصب سكرتير وزارة الدفاع التركية.
–