أنقرة (زمان التركية) – شنّ زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كيليتشدار أوغلو انتقادًا حادًا لحكومة حزب العدالة، واتهمها بتوظيف اعتصام أمام مقر حزب الشعوب الديمقراطي الكردي في ديار بكر بهدف إحداث انقسام.
ودفع حزب العدالة والتنمية الحاكم بمسئولين حكوميين وبرلمانيين للانضمام إلى اعتصام لأمهات كرديات يدعين أن أبنائهن خطفوا من قبل تنظيم حزب العمال الكردستاني بمساعدة حزب الشعوب الديمقراطي الكردي.
كيليتشدار أوغلو اعتبر أن ذهاب أصحاب الصلاحيات في الدولة لاعتصام الأمهات، “يظهر مدى عجزهم”، قائلًا: “لماذا تذهبون إلى هناك وتجلسون معهنّ؟ أنتم في موقع المسؤولية وعليكم أن تحلوا المشكلة”.
حزب العدالة والتنمية بقيادة رجب طيب أردوغان شن حملة إعلامية بهدف تشويه صورة حزب الشعوب الديمقراطي الكردي الذي فاز بالعديد من البلديات الكردية متغلبا على الحزب الحاكم خلال الانتخابات المحلية الأخيرة وساعد حزب الشعب الجمهوري المعارض في الفوز بكبرى البلديات مثل إسطنبول وأنقرة وإزمير وغيرها.
وفي 3 سبتمبر الجاري بدأ اعتصام أمام مقر الحزب الكردي في ديار بكر جنوب شرقي البلاد شارك به عدة أسر تحمل الحزب الكردي مسؤولية اختطاف أبنائها ونقلهم إلى جبال قنديل للقتال في صفوف حزب العمال الكردستاني المصنف ضمن قائمة التنظيمات الإرهابية لتركيا.
ويقول محللون إن الحكومة تدعم هذا الاعتصام منذ انطلاقه، عبر وزارة الداخلية بهدف مواجهة الاعتصام الأسبوعي الذي عْرف منذ عقود بـِ”أمهات السبت”، والذي تصاعدت حدّته منذ العام الماضي، بدعم من نائبات حزب الشعوب الديمقراطي، حيث تنظم أمهات وزوجات النشطاء السياسيين المُختفين قسراً على يد الدولة منذ الثمانينيات، هذا الاعتصام لمطالبة الحكومة بالكشف عن مصير ذويهم، رغم ما يواجهونه من إجراءات قمعية صارمة من جانب قوات الشرطة.
صحيفة يني شفق المحسوبة على الحكومة وضعت في صحفتها الأولى عنوانًا يتهم حزب الشعوب الديمقراطي الكردي بالوقوف وراء الهجوم الإرهابي الذي أسفر عن استشهاد 7 مدنيين يوم الجمعة المنصرم، مع غياب أي دليل على ذلك.
ومع انضمام وزراء ونواب وفنانين إلى اعتصام الأسر الكردية أمام مقر الحزب الكردي أصبحت الموضوع قضية رأي عام.
زيرة الأسرة والعمل والخدمات الاجتماعية زهراء زمرد سلجوق، زارت مقر الاعتصام أمام مقر رئاسة بلدية ديار بكر في جنوب شرق تركيا؛ كما أجرى وزير الداخلية سليمان صويلو أيضًا زيارة لهم، وأعلن أن الدولة تقف بجانبهم.
وقال كيليتشدار أوغلو: “إن النظام يقوم بتصرفات وسياسات خاطئة قد تعرض المجتمع للانقسام”.
وأشار في الوقت ذاته إلى عداء حكومة حزب العدالة والتنمية لـ “أمهات السبت”، بينما تقف بجانب “أمهات ديار بكر”، قائلًا: “أمهات السبت، وأمهات ديار بكر. قضية واحدة. أمهات السبت يقفن منذ 755 أسبوعًا رافعين صور أبنائهنّ المفقودين على يد الدولة، دون أن يقتربوا أو يزعجوا أحدًا. هنّ يقلن إن الدولة لم تُعِد أبناءنا لنا، كذلك أمهات ديار بكر أيضًا يرين عودة أبنائهن. وهذا حقهن. هن أيضًا يريدن العدل. هؤلاء الأمهات أرسلن أبنائهن لأداء الخدمة العسكرية، ولكن التنظيم الإرهابي اختطفهم”.
–