برلين (زمان التركية)ــ أبدت تركيا انزعاجها من زيارة وزير الخارجية السعودي الأخيرة إلى قبرص وتنامي العلاقات بين البلدين، واعتبرتها “تحدّ” لها.
ياسين أقطاي، مستشار الرئيس التركي رجب أردوغان، قال إن زيارة إبراهيم العساف وزير الخارجية السعودي قبرص الأسبوع الماضي بمثابة “تحد لتركيا”، مطالبا الرياض بـ “مواقف أكثر عقلانية”.
واتفق وزير خارجية قبرص نيكوس خريستودوليديس مع نظيره السعودي “على ضرورة العمل على تعزيز التواصل والتركيز على قطاعي السياحة والاستثمار”. وفق وكالة الأنباء القبرصية.
ويبدو أن السعوديين اختاروا قبرص كوجهة سياحية واستثمارية، بديلة عن تركيا التي توترت معها العلاقات في العامين الأخيرين.
وزير خارجية السعودية تعهد يوم الأربعاء الماضي من يوقوسيا بدعم قبرص، وأكد على أهمية الاستفادة من الفرص الاقتصادية المشتركة.
وتأتي الزيارة السعودية بعد أيام، من لقاء وزير الدفاع المصري الفريق أول محمد أحمد زكي مع نظيره وزير الدفاع القبرصي سافاس أنجيليديس، كاشفا عن موعد القمة الثلاثية المقبلة بين قبرص واليونان ومصر في 8 أكتوبرن تشرين الأول المقبل.
وتتخوف أنقرة من التحالف بين القاهرة وأثينا ونيقوسيا في شرق المتوسط، الذي يهدد طموحاتها في البحر المتوسط.
وعززت المملكة العلاقات مع قبرص بإيفاد أول سفير سعودي مقيم إلى قبرص منذ أسبوعين.
وعقب تعيين السفير السعودي زار وزير الخارجية السعودي إبراهيم العساف نيقوسيا الأربعاء الماضي والتقى لرئيس القبرصي نيكوس أناستاساديس ووزير الخارجية نيكوس خريستودوليديس وعدد من المسؤولين في البلاد.
وأكد الوزير السعودي في مؤتمر مشترك مع نظيره القبرصي على أن بلاده “تدعم قرار مجلس الأمن الدولي المتعلق بالنزاع القبرصي”، معربا عن “أمل السعودية في حل الخلاف القائم بطريقة سلمية”.
وكان وزير خارجية قبرص، نيكوس هيرستوديوليديس، قال الأسبوع الماضي تعليقا على زيارة نظيره التركي، مولود جاويش أوغلو قبرص الشمالية، أن أنقرة لا تكترث ببدء المفاوضات مجددا لحل المشكلات العالقة بين الجانبين التركي واليوناني في جزيرة قبرص، وأنها لا تريد حل الأزمة بين سكان شطري الجزيرة.
وقال هيرستوديوليديس إن تصريحات مولود جاويش أوغلو، حول أن بلاده لا تدعم حلا صوريا في قبرص، يؤكد عدم رغبة تركيا في بدء مفاوضات للتوصل إلى حل لأزمة قبرص، مفيدا أن إدارة قبرص لن تسمح لتركيا بتحديد مصير البلاد.
الناطق باسم حكومة قبرص، برودروموس برودرومو، أيضا قال إن جاويش أوغلو يحاول خداع سلطات قبرص الشمالية، التابعة لإدارة تركيا، من خلال تصريحاته ويعمل على إجهاض كل الجهود المبذولة لبدء المفاوضات.
وكان جاويش أوغلو قد صرح أن بلاده تدعم الحل، لكنها لن تدعم أي حل صوري قائلا: “سنحدد أولاً على ما يتم التفاوض، ومن ثم سنحدد إطار المفاوضات. سنرى ماذا ستتضمن. هل سيتضمن مساواة سياسية أم ستتضمن رئاسة دورية؟ هل سيحتوي على بنود تضمن حقوق أتراك قبرص أم ماذا؟ في حال تحديد هذه البنود والتركيز على الحل وليس مجرد إضاعة للوقت حينها سنبدأ التفاوض”.
وتريد تركيا إطالة أمد الأزمة في قبرص، للاستفادة من موارد الطاقة التي تجري حاليا تنقيبًا عنها قرب سواحل قبرص، فيما تزعم انها تريد حماية حقوق شمال قبرص في الطاقة.
–