أنقرة (زمان التركية) – أكد أحمد داود أوغلو رئيس الوزراء الأسبق عقب استقالته من حزب العدالة والتنمية الحاكم أنه سيستمر في الدفاع عن القضية التي يتبناها، وشدد على أنه يريد تأسيس نظام ديمقراطي لا يعرف الوساطة أو تعيين الأقارب، ولا يستولي على أموال الشعب، ويقوم على أساس دولة القانون، وحريات الدين والتعبير والضمير، ويقاوم الفساد والقيود، ويجعل للإنسان حياة كريمة.
واستقال أحمد داود أوغلو من حزب العدالة والتنمية، أمس الجمعة، على خلفية تحويله إلى اللجنة التأديبية بالحزب مع خمسة آخرين من قيادات العدالة والتنمية تمهيدا لفصلهم.
وعلق داود أوغلو على القرار الذي اتخذه بالاستقالة من الحزب، قائلًا: “أتقدم باستقالتي حتى أتجنب أن يشعر أعضاء الحزب بالحزن نتيجة رؤية فصل رئيس الحزب” السابق.
وأوضح المقربون من داود أوغلو أنه تقدم باستقالته من الحزب بطلب ارسله عبر بوابة الحكومة الإلكترونية عقب صلاة الجمعة، وليس عبر لجنة اتخاذ القرار في الحزب.
حضر المؤتمر الصحفي الذي نظمه داود أوغلو في مكتبه الشخصي في بلدة “بايسوكنت” بالعاصمة أنقرة، عدد كبير من الصحفيين والإعلاميين، بناءً على دعوة منه ومن فريقه.لم يسِرْ داود أوغلو على خطى وزير الاقتصاد الأسبق علي باباجان الذي أعلن استقالته من الحزب وبدأ خطوات تأسيس حزبه في صمت، وإنما عقد (داود أوغلو) مؤتمرًا صحفيًا لتوجيه انتقادات لأردوغان وحزب العدالة والتنمية.
وكان من اللافت ظهور داود أوغلو وبجانبه الأعضاء الآخرين الذين حولوا إلى اللجنة التأديبية لفصلهم من الحزب: آيهان سفر أوستون، وسلجوق أوزادغ، وعبد الله باشجي، نديم يامالي، وسليم تامورجي.
بدأ داود أوغلو كلمته بالتذكرة بالمهام التي قام بها داخل حزب العدالة والتنمية مع رفقاء دربه، وأعرب عن انكساره ومعاتبته لحزبه، قائلًا: “لم نكن نتخيل أننا سنقف أمامكم، وهم يطلبون فصلنا من الحزب. ولكن شاء القدر أن نشهد ذلك”.
كما أعرب داود أوغلو عن انزعاجه أيضًا من حذف اسمه وصوره من مقاطع الفيديو الخاصة باحتفالية الذكرى الـ18 لتأسيس حزب العدالة والتنمية في 14 أغسطس/ آب الماضي، وعدم ذكره ضمن رؤساء الحزب أو حتى ضمن رؤساء الوزراء.
ووصف الأمر بأنه “كوميديا سوداء”، قائلًا: “هموا بمسح الفترة بين 2014-2016 من التاريخ، معتقدين أن بإمكانهم محو أسمائنا. ولكنهم لا يعرفون أن الأشخاص الودودين يعيشون في قلوب الشعب، وليس في مقاطع الفيديو”.
وذكَّر داود أوغلو بأن حزب العدالة والتنمية بدأ مسيرته معلنًا مبدأ الياءات الثلاثة (3 Y = لا للفساد – لا للقيود – لا للفقر)، مشيرًا إلى أن جميع المجالات باتت تشهد مشكلات كبيرة ابتداءً من العدالة وحتى التنمية.
وأكد أنه شارك ما يراه من أخطاء وعيوب وانتقادات بناءة تجاه الحزب، سواء بشكل شفهي أو كتابي، مع أعلى المسؤولين في الحزب، وأنه لم يقم بالحديث عن هذا الأمر على مدار 3 سنوات الماضية.
وأشار إلى أن حزب العدالة والتنمية خسر أمام الحزب الذي تحالف معه (حزب الحركة القومية) والأحزاب التي نافسها (المعارضة) خلال انتخابات المحليات الأخيرة التي عقدت في 31 مارس/ أذار الماضي، قائلًا: “كان الغرض هو دعوة إدارة حزب العدالة والتنمية الحالية التي ابتعدت عن المهمة السياسية ومبادئ تأسيس الحزب، لإجراء محاسبة ذاتية ولم يكن هدفنا أو نيتنا الاختلاف أو التقسيم أو الإضعاف. وإنما كان هدفنا هو طرح إمكانيات تجديد الحزب في ضوء المبادئ التأسيسية له، والتي عبرت عن عدم الراحة والانزعاج الذي شهده فريق عمل الحزب ومؤيديه”.
تجنب داود أوغلو ذكر أسماء قيادات حزب العدالة والتنمية، وكذلك لم يذكر اسم رئيس الجمهورية ورئيس الحزب رجب طيب أردوغان، وإنما وجه له عتابًا وانتقادات غير مباشرة. كما أنه لم يوجه أي إهانة إلى أي شخص، وحرص على استخدام كلمات مثل: (حزبنا، والسيد رئيس جمهوريتنا، ودعوتنا).
وأوضح أنه ومن معه تعرضوا للتهديد وتوجيه اتهامات لهم بأنهم خونة ومقسمون للصف ودعاة فتنة.
ظهر ملامح الحزن والتأثر الشديد على وجه داود أوغلو خلال إعلانه الاستقالة من الحزب الذي أكد أنه دخل تحت سيطرة مجموعة ضيقة من الأشخاص.
كما أوضح أن التصرف الذي اتخذه الحزب بتحويله إلى اللجنة التأديبية من أجل فصله نهائيًا، مخالف لقواعد وأحكام اللائحة الداخلية للحزب، وأن الأمر كان مجرد سيناريو معد مسبقًا، قائلًا: “أتقدم باستقالتي حتى أتجنب أن يشعر أعضاء الحزب بالحزن نتيجة رؤية فصل رئيس الحزب، بعد أن حقق لهم أعلى نسبة أصوات في تاريخ الحزب”.
حسب المعلومات التي سلط المقربون من داود أوغلو الضوء عليها، فإن أكثر من 100 برلماني سابق ورؤساء فروع لحزب العدالة والتنمية، تقدموا باستقالتهم من الحزب، عقب استقالة داود أوغلو.