تقرير: محمد عبيد الله
إسطنبول (زمان التركية) – خرج وزير الاقتصاد التركي الأسبق علي باباجان عن صمته اليوم الثلاثاء وأجرى حوارا مطولا مع الصحفيين المخضرمين أحمد تاشجتيران ويلدراي أوغور من صحيفة “قرار” اليومية كشف خلاله عن ملامح حزبه الجديد.
أعاد باباجان في حواره مع صحيفة قرار للأذهان أغنية الراب “لا يمكنني الصمت” التي تنتقد بشكل عام سياسات أردوغان والتي وصل عدد مشاهدتها حوالي عشرين مليونا خلال عدة أيام فقط، ثم أوضح سبب كسره صمته قائلا: “ونحن أيضا لم نستطع أن نصمت بل اتخذنا القرار وبادرنا بالعمل”، على حد تعبيره.
وكشف باباجان أنه وفريقه يخططون للانتهاء من تشكيل الكيان القانوني لحزبهم المرتقب قبل نهاية العام الجاري، بعدما أعلن في 8 يوليو/تموز الماضي استقالته رسمياً من حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي كان من أبرز مؤسسيه.
وأماط باباجان اللثام عن العوامل التي دفعته إلى الاستقالة عن حزبه بعد 18 عامًا من عضويته قائلا: “لقد كنت أعاني من فرقة مع الحزب من الناحية العقلية والقلبية. حيث إنه ابتعد عن المبادئ التي تأسس عليها في البداية، مثل حقوق الإنسان، والحريات، والديمقراطية التعددية، وسيادة القانون.. هذه قيم أؤمن بها وأدافع عنها، لكن لما ابتعد الحزب عن هذه المبادئ ظهر أمامنا المشهد الحالي الباعث على الحزن والأسى في تركيا”.
ونوّه باباجان بأنه كان يجب وضع رؤية جديدة من أجل مستقبل تركيا، لكن نظرا لأنه لم يعد بالإمكان تحقيق ذلك تحت مظلة العدالة والتنمية بقيادة أردوغان ظهرت الحاجة الماسة إلى كيان جديد لتبدأ تركيا على صفحة بيضاء، وفقا لتعبيره.
ولفت باباجان إلى أن بلاده تعاني من أزمات في كل المجالات، بدءا من الحريات والحقوق الأساسية والعدالة وانتهاء بالاقتصاد والسياسة الخارجية، مشيرا إلى أنهم يسعون لإيجاد حلول للمشكلات والأزمات المشتركة التي تشهدها تركيا.
وأزاح باباجان الستار عن طبيعة الحزب المنتظر بقيادته قائلا: “نحن سنضمّ جميع أطياف المجتمع ممن يثقون فينا بأننا قادرون على تطوير وتنفيذ حلول ناجعة للمشاكل التي نواجهها في مجالات الحريات، والعدالة، والاقتصاد”.
وفيما يتعلق بالرئيس السابق عبدالله جول، قال باباجان لصحيفة قرار بأنه يفضّل أن يبقى محايدا بعدما ترك السياسة وهو يشغل منصب الرئاسة، إلا أنه شدد على أنه يدعم الجهود الرامية إلى تأسيس الحزب، وأنهم يلتقون به مرة أو مرتين في الشهر للاستفادة من تجاربه.
واستنتج محللون من هذا التصريح أن عبد الله جول يريد لباباجان أن يكون رئيس وزراء تركيا القادم، في حين أنه يريد البقاء على الحياد من التكونات السياسية الجديدة تمهيدا للتربع على منصب الرئاسة في المستقبل.
بينما قال باباجان عن أحمد داود أوغلو الذي يسعى هو كذلك لتشكيل حزب جديد إنه صديق حميم له، غير أن هناك اختلافا في وجهات نظرهما لكثير من القضايا السياسية، إلى جانب الاختلاف في النهج والأسلوب.
وفي معرض تقييمه لقرار وزير الداخلة سليمان صويلو، بدعم الرئيس أردوغان، بعزل رؤساء البلديات الأكراد، قال رئيس الوزراء الأسبق علي باباجان: “لا يملك سلطة عزل رؤساء البلديات المنتخبين إلا القضاء الذي يستمد قوته وصلاحياته من القانون”.
وفي إطار تعليقه على اتهامات أردوغان لهم بالخيانة قال باباجان: “مثل هذه الاتهامات وجهت إلى حزب العدالة والتنمية أيضًا عندما تأسس في عام 2001، بل الاتهامات الموجهة له فاقت بكثير الاتهامات الحالية التي توجَّه اليوم إلينا. لذا لا قيمة لها”.